الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

كُتّاب تتمحور اهتماماتهم بين الكتابة والقراءة والتلفزيون

كُتّاب تتمحور اهتماماتهم بين الكتابة والقراءة والتلفزيون
28 يوليو 2013 12:12
عصام أبو القاسم (الشارقة) - يتغير إيقاع الحياة اليومية كثيراً خلال شهر رمضان، ويبدو أقل حيوية؛ تخفت وتيرة الالتزامات المهنية والاجتماعية، وعلى الصعيد الثقافي تقل الأنشطة والفعاليات بشكل واضح، ويبدو المشهد في عمومه كما لو أن الجميع في عطلة أو إجازة سنوية، ما الذي يجري، كيف يمضي الكتّاب أوقاتهم خلال هذا الشهر.. هل تنقطع علاقتهم بالقراءة، مثلاً، أم تزيد متانةً، وماذا بخصوص الكتابة أتكثر أم تقل، وهل من أثر ما لمسلسلات وبرامج التلفزيون المغرية على عاداتنا وخياراتنا خلال هذا الشهر..؟ «الاتحاد» التقت عدداً من الكتاب واستطلعت آراءهم حول هذا الموضوع وكان التالي: رياضة الكاتب المسرحي صالح كرامة، فهو يستغل شهر الصيام في زيادة حصة الرياضة في برنامجه اليومي، إذ يمشى طويلا على كورنيش أبوظبي وقتا ليس بالقصير، وأثناء ذلك يقول «أفكر، وأتذكر، وأتخيل، فالرياضة هي للبدن والذهن في الوقت نفسه، وكلما كنت نشطا بدنياً فإن ذلك يزيد من حضورك الذهني كثيراً»، وأكد كرامة فكرة أن الوقت أطول خلال الشهر الكريم، وقال «خصوصا عقب الإفطار، فثمة ساعات عديدة يمكن للمرء أن يكتب خلالها أو يقرأ قراءات أدبية أو روحانية تصفي دخيلتك وتشعرك بحالة صوفية جميلة تنعش كل أيامك في ما بعد». أما التلفزيون فلا يشاهده كرامة إلا نادراً، وحين يشاهده فإنه يركز على نشرات الأخبار فقط. ويتابع كرامه قائلاً «أجد أن لديّ الكثير من الوقت لمراجعة مجموعتي القصصية التي ستصدر قريباً، وأنا أركز عليها كثيراً، وكنت أنجزت عملاً مسرحياً بعنوان «سنة أولى» في الأسبوع الماضي، وأعد للتجول به في بقية الإمارات، وهو عمل جديد، ويصلح للعرض في أمكنة مختلفة لطواعيته وسهولته». تواصل القاصة باسمة يونس ترى أن رمضان يخضعنا لجدوله الخاص، وتقول «لا شك في أنه لا يدع المجال للتفكير في خسارته، لكنني لا أغير برنامج حياتي بشكل جذري كما يفعل البعض، ولا أقضي هذا الشهر في المنزل بل في العمل كي لا أخسر متعة الهدوء والتعامل الصامت مع الآخرين في مقر العمل بأسلوب جديد في التواصل والتراحم». وتتابع يونس «تكمن أهمية تفاصيل الشهر بطقوسه التي لم تأت من فراغ ولها أسبابها وأهدافها، ولست أخفي سرا إن قلت إن هذا الشهر بحد ذاته يستثير مشاعري إلى حد قد يجعلني أبكي تأثرا لأقل الأسباب أو حتى عند قراءة خبر قد لا يثيرني إلى هذه الدرجة في أيام أخرى. وحلاوة الشهر في اجتماع العائلة حول مائدة الطعام، فاللقاء يقرب النفوس والشعور بالمشاركة يربط القلوب إلى حد كبير، وأنا على ثقة من أن رمضان يعمد إلى تغيير كثير من الناس داخلياً، ويصبح محطة تحول في حياتهم لإعادة التوازن بعد فترات القلق والتوتر التي عاشوها طوال العام بفعل مجريات الحياة والتقلبات السريعة فيها». وتضيف «أكثر ما يلفت انتباهي ويعجبني في شهر رمضان بالإمارات، تواصل الجنسيات الأجنبية من الأديان الأخرى كافة مع الشهر الكريم من خلال الإذاعات الأجنبية التي يعمد معظمها إلى تقديم مسابقات مكافآتها بطاقات دعوة إلى موائد الإفطار والسحور، وأجدها دعوة لطيفة لإشراكهم في عادات وطقوس رمضان الجميلة التي لابد وان يكون لها أبلغ الأثر نفسيا وفكريا، وهي انعكاس لمدى تسامح الدين في دولة تقدر وتحترم الجميع!». نظام واحد لا شيء يختلف في برنامج القراءة والكتابة لدى الروائية فتحية النمر، فهي تخصص الساعات ذاتها للقراءة والكتابة سوى في رمضان أو في سواه من الشهور، وتقول «لا يشغلني الصيام عن خطتي التي وضعتها منذ زمن ومصممة على المتابعة فيها». وتستغرب النمر تراجع الأنشطة الثقافية خلال شهر رمضان، وتقول «اتساءل لماذا يتوقف نشاط اتحاد الكتاب في الشارقة خلال هذا الشهر، على الرغم من أننا أكثر ما نحتاج للنشاط الثقافي في مثل هذا الوقت الذي يبدو مناسباً جداً لإقامة فعاليات قرائية وكتابية، خصوصاً في فترة المساء ولكن للأسف ما يحصل هو أن البعض ينظر إلى رمضان بوصفه شهر للإجازة فقط وهذا غير سليم.. لا يمكن أن نحرم الجمهور من الأمسيات الأدبية على هذا الشكل». بخصوص التزاماتها العائلية خلال شهر رمضان، قالت إن علاقتها بأولادها مرنة جدا، وأوضحت: أخصص لهم وقتهم المحدد، ومن بعد أتوجه للكتابة أو القراءة وقد عمدت دائماً إلى أن أشركهم في ما أقرأه أو ما أكتبه، واهتم كثيرا بتعليقاتهم وأتعلم منهم». وذكرت النمر أنها تركز في قراءاتها على النقد والسرد أكثر، ولا تشاهد التلفزيون إلا في تلك الدقائق القليلة التي تعقب الإفطار، حيث تشارك الأبناء في متابعة بعض البرامج الخفيفة، مشيرة إلى أنها تشتغل أيضا على نصوص أنجزتها، وتحاول ضبطها وصقلها أكثر فأكثر. روحانية القاص محسن سليمان يمضي معظم وقته في أجواء روحانية، ولكنه لا ينصرف كلية عن القراءة الأدبية، فهو يجد الوقت يسمح بقراءة العديد من الكتب بخاصة فترة ما قبل الإفطار، ويضيف «مع قلة الأنشطة الثقافية المسائية لا تجد إلا أن تقرأ أو تكتب، ولعلها الفرصة الأكبر للجميع لإعادة توازنهم مع هذه المسائل»، وتابع محسن «مشاغل الحياة قد تؤثر بدرجة أو أخرى على علاقتك بما ينشر من كتب ولكن خلال شهر رمضان هناك المزيد من الوقت، ويمكن للجميع استغلاله بشكل هادف ومفيد».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©