الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

استشعار تفاعلات الأطفال الرضع يساعد على التشخيص المبكر

استشعار تفاعلات الأطفال الرضع يساعد على التشخيص المبكر
14 أغسطس 2014 20:05
وجد باحثون أميركيون بجامعة «ميامي» أن الانتباه المشترك المبكر مثل القيام بالتواصل البصري للتواصل مع (لعبةٍ ما دون الابتسام) قد يكون من المؤشرات التي تنبئ بأعراض لاحقة لاضطراب التوحد، وتساعد نتائج الدراسة الأطفال الذين يستطيعون الاستفادة من التدخلات المبكرة، فبعض الأطفال معرضون لخطر الإصابة باضطراب التوحد لأن لديهم أشقاء أكبر يعانون من هذه الاضطراب. وحتى يمكن إيجاد طرق جديدة للكشف عن اضطراب الطيف التوحدي في مرحلة عمرية مبكرة، يقوم الباحثون باستكشاف الأبعاد الخفية لتفاعلات الأطفال الرضع مع الآخرين، ومدى ارتباطها باحتمال وحدة الأعراض المستقبلية. وقد ساعدتنا إحدى الدراسات الحديثة على فهم العلاقة بين الانتباه المشترك المبكر قبل سن العام وأعراض اضطراب الطيف التوحدي اللاحقة. إن الانتباه المشترك بشكل مبكر من أشكال التواصل يتطور عند نهاية العام الأول، وهو عبارة عن القيام بالتواصل البصري مع شخص آخر لمشاركته في خبرة ما، وقد أثبتت الدراسات السابقة أن المستويات المتدنية من بدء الانتباه المشترك مرتبطة بأعراض التوحد اللاحقة لدى الأشقاء المعرضين بشكل كبير لخطر الإصابة باضطراب التوحد. وتكشف الدراسة الحالية أن الانتباه المشترك دون مكوّن فعال إيجابي «كالابتسامة» في العام الأول مهم بشكل خاص لهذه العلاقة. تنسيق الانتباه ويقول الدكتور ديفون غانغي، بكلية الآداب والعلوم بجامعة ميامي الأميركية، والباحث الأول للدراسة: «إن القدرة على تنسيق الانتباه مع شخص آخر دون ابتسام ودون مكون عاطفي من الأشياء المهمة بشكل خاص للأشقاء المعرضين بشكل كبير لخطر الإصابة باضطراب التوحد - في نمو أعراض اضطراب الطيف التوحدي. إن الكشف عن المؤشرات المرتبطة باضطراب التوحد في وقت مبكر من الحياة قبل أن يتم تشخيص الطفل بهذا الاضطراب من الأشياء المهمة للمساعدة في تحديد الأطفال الأكثر احتياجاً لتدخلات مبكرة». وتدل النتائج على أن بدء الانتباه المبكر بدون ابتسام مع النظر بشكل فعلي إلى الفاحص للتعبير عن الاهتمام بلعبةٍ ما - قد ارتبط بشكل سلبي بأعراض اضطراب الطيف التوحدي. ووفقاً لهذه الدراسة، كلما قل الانتباه المشترك دون ابتسام في سن الثمانية أشهر لدى الأشقاء المعرضين بشكل كبير لخطر الإصابة باضطراب التوحد، كلما زاد احتمالية تطور أعراض اضطراب الطيف التوحدي عند الشهر الثلاثين. ويعتبر عدم القدرة على الانتباه المشترك قصوراً أساسياً في اضطراب الطيف التوحدي. والآن أصبحنا نعلم أن تأخر بدء الانتباه المشترك دون ابتسام من المهارات المهمة بشكل خاص للأشقاء المعرضين بشكل كبير لخطر الإصابة باضطراب التوحد. وليست جميع الابتسامات متشابهة، فالأطفال المعرضون لخطر الإصابة باضطراب التوحد «الذين لديهم والذين ليست لديهم أعراض تطور لاحقة لاضطراب التوحد» لديهم مستويات ابتسامات استباقية أقل من الأطفال غير المعرضين لخطر الإصابة باضطراب الطيف التوحدي. أي أنه عندما ينظر طفل ما أولاً لأحد الأشياء ويبتسم ثم يلتفت ويبتسم إلى شريك اجتماعي، فإن الابتسامة هنا تستبق النظرة. وعلى الصعيد الآخر، تحدث الابتسامة التفاعلية حينما ينظر الطفل أولاً إلى شريك ثم يبتسم. ولم يظهر الأطفال المعرضون لخطر الإصابة باضطراب الطيف التوحدي اختلافات عن الأشقاء الأقل عرضة لخطر الإصابة بهذا الاضطراب في الابتسامات التفاعلية. صعوبة خاصة يقول دانيل ميسينغر أستاذ علم النفس في كلية الآداب والعلوم بجامعة ميامي والباحث الأساسي في الدراسة: «يميل الأشقاء المعرضون بشكل أكبر لخطر الإصابة باضطراب الطيف التوحدي إلى المرور بصعوبة خاصة في مشاركة تأثيرهم الإيجابي الاستباقي مع شخص آخر وهذا ما يحدث أثناء الابتسامة الاستباقية. وقد تكون هذه الصعوبة مؤشراً على سمات طيف توحدي أكثر شمولاً بين معظم الأشقاء المعرضين لخطر الإصابة باضطراب الطيف التوحدي». والدراسة بعنوان «بدء الانتباه المشترك بتأثير إيجابي وبدونه: الاختلافات بين المجموعات المعرضة لخطر الإصابة بالاضطراب وعلاقة ذلك بأعراض اضطراب الطيف التوحدي»، وقد نشرت هذه الدراسة مؤخراً في مجلةAutism and Developmental Disordersبقلم ليزا ف. إيبانيز التي حصلت على شهادة الدكتوراه، وعملت مع دكتور ميسينغر في جامعة ميامي، وكانت كاتبة مشاركة في هذه الدراسة. وتنبأ الباحثون بشكل أساسي بمستوى أعراض الأطفال، وتنوعت الأعراض لدى الأشقاء المعرضين لخطر الإصابة فبعضها نتج عنه اضطراب في الطيف التوحدي والبعض الآخر لا، ولم ينظر الباحثون إلى ما إذا كان الأشقاء الأصغر قد خضعوا في النهاية إلى تشخيص اضطراب طيف توحدي. وفي المستقبل، سيحتاج الباحثون إلى فحص مدى إمكانية هذه السلوكيات المبكرة بالتنبؤ أيضاً بتحديد من سيعاني اضطراب التوحد. (ترجمة - عزة علي يوسف)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©