الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

النفط الأميركي.. هل ينافس «أوبك» ؟

3 فبراير 2017 21:27
هناك توقعات بأن تتجاوز صادرات الولايات المتحدة من النفط الخام إنتاج أربع دول من أعضاء منظمة «أوبك» خلال العام الجاري، وربما تزيد بوتيرة أكبر إذا التزم ترامب بتعهداته بتخفيف القيود المفروضة على عمليات الحفر وتعظيم الإنتاج. ومن المتوقع أن تبلغ مبيعات أكبر دولة مستهلكة للنفط في العالم ما يصل إلى 800 ألف برميل يومياً من النفط في الخارج هذا العام، بحسب ما ذكر أربعة محللين شملهم مسح أجرته وكالة «بلومبيرج»، ووفقا لما تظهره بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، فإن هذا أكثر مما ضخته ليبيا وقطر والأكوادور والجابون، وكلها من الدول الأعضاء بمنظمة أوبك، في شهر ديسمبر. أما صادرات الولايات المتحدة فقد بلغت 527 ألف برميل يومياً في الأحد عشر شهراً الأولى من عام 2016. ويُعزى هذا إلى الانتعاش في إنتاج النفط والغاز الصخري، وهو الأمر الذي يعتمد عليه ترامب لخلق فرص العمل وإعادة بناء الطرق والمدارس والجسور. وتتوقع إدارة معلومات الطاقة أن يعود إنتاج الولايات المتحدة لأكثر من 9 ملايين برميل يومياً في عام 2017 بعد تراجعه بنسبة 5.6% ليبلغ 8.87 مليون برميل في عام 2016. ومنذ رفع القيود على صادرات الخام الأميركي في أواخر عام 2015، أصبح المنتجون المحليون لديهم الحرية في البحث عن مشترين في دول أوروبا وآسيا وأميركا اللاتينية، وهي الدول التي أصبحت تحترس من وجود موردين بدلاء بعد أن وافق المنتجون سواء من دول «أوبك» أو من خارجها على خفض الإنتاج في عام 2017. وفي مقابلة معه عبر الهاتف من هيوستن، قال «فيكاس دويفيدي»، كبير المحللين في شركة ماكواري كابيتال (في الولايات المتحدة الأميركية) إن «الإنتاج الأميركي سيكون أضخم مما يتوقعه الناس». ويبلغ الإنتاج السنوي لشركة «ماكويري» 9.37 مليون برميل، بينما يبلغ إنتاج كل من شركة «تيرنر ميسون» للنفط وشركة «ليباو أويل أسوشياتس» نحو 9 ملايين برميل، بينما من المتوقع أن يبلغ إنتاج شركة «وود ماكينزي» 8.75 مليون برميل. ومن جانبه، قال «أفولابي أوجونايكي»، محلل أسواق إنتاج وتكرير النفط في الأميركتين في شركة «وود ماكينزي» ومقرها هيوستن، إن زيادة المعروض من المرجح أن تقلص أسعار النفط الخام المحلي، بما في ذلك أسعار خام غرب تكساس الوسيط، ما يجعله أكثر قدرة على المنافسة عالميا. وقد بلغ سعر برميل «خام غرب تكساس الوسيط» 2.89 دولار، أي أقل من المؤشر الأوروبي «خام برنت» في 31 يناير، وهو أكبر فارق منذ ديسمبر 2015. ولكن لماذا البحث عن أسواق بالخارج بينما لا تزال الولايات المتحدة واحدة من أكبر موردي النفط الخام في العالم، ولديها نفط وفير ورخيص وكذلك رئيس جديد لديه هدف معلن وهو الاستغناء عن نفط أوبك؟ لأن هذا له أسباب تجارية. يذكر أن واردات الولايات المتحدة من النفط الخام بلغت 7.88 مليون برميل يومياً في الأحد عشر شهراً الأولى من عام 2016، بما في ذلك نحو 3 ملايين برميل من دول «أوبك». وفي الأسبوع الأول من شهر يناير، قامت الولايات المتحدة بتصدير كمية قياسية من النفط إلى الخارج، وفقا لإدارة معلومات الطاقة الأميركية. والسبب في ذلك أن المصافي الأميركية كانت مصممة لمعالجة أنواع رخيصة نسبياً من النفط الخام عالي الكثافة والذي به نسبة عالية من الكبريت ويتم إنتاجه في كندا وأجزاء من الشرق الأوسط وأميركا اللاتينية، وهي ليست مصممة لمعالجة الخام الأقل كثافة والمنخفض الكبريت الذي يتم إنتاجه في ولاية تكساس، حيث حدثت أكثر زيادة في إنتاج الولايات المتحدة. «إذا كان النظام الأميركي لا يأخذ النفط الخام الذي ينتجه، ينبغي إذن أن يصدره»، بحسب ما ذكر «دويفيدي». والالتزام الصارم بخفض الإنتاج الذي وافقت عليه دول «أوبك» وغيرها في شهر نوفمبر سيعطي منتجي الولايات المتحدة موطئ قدم في الأسواق الدولية. ومن الممكن أن يخفض أعضاء «أوبك» الإمدادات بنحو 900 ألف برميل يومياً لتنفيذ اتفاق يهدف إلى القضاء على وفرة الإمدادات العالمية، وفقاً لتقديرات شركة «بيترو لوجيستك إس إيه». وهذا يمثل نحو 75 في المائة من الإنتاج المتفق عليه. ومن جانبه، قال «آندي ليباو»، رئيس شركة «ليباو أويل»، في مقابلة عبر الهاتف «إذا امتثلت أوبك بالتخفيضات، نتوقع أن نرى ارتفاعاً في الصادرات بسبب زيادة الإنتاج الذي نتوقعه من الولايات المتحدة». *محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيو سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©