السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جهاد الخازن: 2043 آخر عام لآخر صحيفة ورقية.. والصحافة ليست فيزياء نووية

جهاد الخازن: 2043 آخر عام لآخر صحيفة ورقية.. والصحافة ليست فيزياء نووية
25 أكتوبر 2010 12:29
قدم الإعلامي اللبناني جهاد الخازن، محاضرة مساء أمس، في مركز "الشيخ سلطان للشؤون الإعلامية" في البطين بأبوظبي، تحت عنوان "الوجه المتغير للصحافة .. إخفاقات الإعلام التقليدي". وتحدث المحاضر عن التحديات الراهنة للصحافة بجميع أنواعها في ظل ظهور أنماط جديدة، للتعاطي مع الخبر، ومع تطور آليات الوسائط "الميلتيميديا"، وطفرة الإعلام الإلكتروني المتسارعة أصبح لزاماً إعادة ترتيب الأشياء في البيت الإعلامي العربي، لأن تراجع مبيعات كبريات الصحف التقليدية في الغرب يقدم لنا درساً مهماً، لأن الأمر نفسه سيكون أمامنا بعد سنوات، لأننا متأخرين عنهم بعض الوقت. وعقد الخازن مجموعة مقارنات بين إعلامنا والإعلام في الدول الغربية، حيث تتميز المؤسسات الغربية بضخامة لا حد لها، كما تعزز أساليبها في التواصل مع القراء في كل يوم، بدءا من توجهاته وحتى مراجعة قوائم الأسعار التي تناسبه. النسخة الورقية وأضاف المحاضر أن الضربة ربما تكون أقوى على الإعلام الورقي، حيث بدأت صحف عتيدة تترنح، كجريدة "نييورك تايمز"، التي بدأ الدائنون يبتزونها، وأصبحت أمام خيار الاكتفاء بنسختها الإلكترونية فقط. وقد دفعت كل هذه المعطيات بالبعض إلى التكهن بزوال الصحف الورقية، كفيليب مالير، الذي قال في كتابه "الجريدة المختفية" إن "عام 2043 ربما سيكون هو آخر عام، سيضع فيه آخر موزع جرائد، صحيفة عند باب آخر قارئ"، وعلق الخازن أنه لايحب أن يكون متشائماً أكثر مما يجب، لكن هناك مجموعة من النقاط مرتبطة بميكانيزما الإعلام كالاقتصاد والتكنولوجيا، لذلك من المهم الاستفادة بمختلف الطرق من هذه الآليات، وقد قدم مثالاً على سرعة تدفق المعلومات اليوم. وأضاف أنه حينما كان رئيساً لتحرير صحيفة "الشرق الأوسط" في التسعينات كانت تنشر عبر الأقمار الصناعية، وكلفت العملية وقتها أكثر من مليوني دولار، كما كانت تستغرق ثلث ساعة للصفحة الواحدة في الإرسال، ويستطرد أن العملية برمتها اليوم متوفرة لدى أغلب الصحف العربية ولا تكلف أكثر من ثلاثين ألف دولار، ولا تستغرق من الوقت أكثر من خمس دقائق لإرسال الصحيفة كاملة. وأشاد بأهمية الجانب التكنولوجي، مضيفاً أننا نحتاج في عالمنا العربي لإتاحة باب الحريات بشكل أكبر مع مراعاة القانون وحرية التعبير، فالصحفي لا يملك حقاً أكثر على الغير في ظل احترام الحرية والقانون. وعرض الخازن بعض تجربته الإعلامية، كأحد أهم المؤثرين في صناعة المشهد العربي الإعلامي في العقود الأخيرة، حيث عمل في الميدان الصحافي منذ ستينات القرن الماضي، حين كان ضمن طاقم وكالة "رويترز" الإخبارية في لبنان، ليترقى بعد ذلك مع الوقت، ويأخذ حصته من التعلم والتدريب والعمل مع كبريات الصحف في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا. المرتكزات الثلاثة.. وقدم المحاضر أمثلة على كتيبات الأساليب لكبريات الصحف، وأهميتها كدليل مهني ولغوي للمحررين يشذب كتاباتهم، وذكر أن أهم كتاب أسلوب مهني رآه هو كتاب الأسلوب لصحيفة "فايننشال تايمز"، حيث يتميز بالسلاسة والبساطة والقوة. وتتجلى أهميه هذه المراجع الصحفية في تماسك اللغة وفي الخط التحريري للجريدة. وبالإضافة للمعلومة والأسلوب واللغة، قال جهاد الخازن إن الصحافي الذي يريد أن يكون ناجحاً يحتاج إلى شبكة مصادر كبيرة، فبدون تعدد اتصالاته لايمكن أن يصل إلى الخبر لحظة ولاداته الأولى، وهذه المصادر مع تنميتها تجعل الأخبار تأتي تباعاً مع الوقت. أهمية اللغة كما تناول في النقاط الأساسية للمحاضرة أهمية الرسالة الإعلامية ومحتواها، حيث إن الصحافي مطالب بدرجة أولى في كل مكان وزمان بصحة المعلومة، لأنها هي أهم شيئ في الخبر، وهذا لا يفرض الصرامة في كل شيئ، لأن الصحافة ليست فيزياء نووية، مستعرضاً مجموعة من المواقف التي مرت به في تجربته المهنية كصحفي متمرس وكرئيس تحرير، حيث طالب بأهمية اللغة ومراعاة أساليب الكتابة المبسطة التي لا تتنافى مع اللغة السليمة، وضرب مجموعة من الأمثلة تتهدد اللغة العربية، خصوصاً مع طفرة الفضائيات التلفزيونية والإعلام المرأي، محملاً الإعلاميين المسؤولية الكبيرة وراء ذلك، لأن اللغة وعاء والصحافة يجب ان توظفه بأحسن ما يكون. وعقب الحضور على النقاط التي أثيرت في المحاضرة، وتناولت في مجملها قضايا واهتمامات تمس المشهد الإعلامي العربي الراهن، بالتوازي مع متغيرات عالمنا العربي الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وطبيعة شكل المحتوى الإعلامي في ظل تلك الظروف، والرسالة الإعلامية المتوخاة، مقارنة مع معطياتنا ومكتسباتنا في الواقع وعلى الخارطة الإعلامية الدولية. وكرم في ختام الندوة، الأستاذ حبيب الصائغ، المدير التنفيذي لمركز "الشيخ سلطان للشؤون الإعلامية" جهاد الخازن، مع تسلم درع للمركز. تثميناً لنشاطاته ودوره في المشهد الإعلامي العربي في العقود الأخيرة. يذكر أن الإعلامي جهاد الخازن، هو رئيس التحرير السابق للديلي ستار، ولكل من جريدة الشرق الأوسط والحياة اللندنيتين، كما أنه عضو الآن في عدد من الهيئات الاستشارية ومجالس إدارة مجموعة من المؤسسات الفكرية والدولية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©