لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع فوز الشعب صاحب المركز الأخير على فريق النصر في عقر داره أمس الأول، بعد المستوى الذي قدمه العميد النصراوي أمام الأهلي، وأيضاً الظروف التي يمر بها فريق الكوماندوز لكن فلسفة المدرب الألماني باكلسدورف مدرب النصر هي التي أوقعته في شر أعماله، وظلمت العميد عندما قام بتغيير التشكيلة التي لعب بها ضد الأهلي دون مبرر واضح، بالإضافة إلى الثقة الزائدة التي صاحبت اللاعبين قبل المباراة بأن الفوز من نصيبهم لا محالة، فجاء الواقع مخالفاً لكل التوقعات، بل حتى الشعباوية أنفسهم لم يتوقعون الوصول إلى تلك النهاية السعيدة !
كما وضح من خلال سير المباراة منذ بدايتها أن الندم سوف يلاحق فريق النصر بعد العديد من الفرص التي أهدرها اللاعبون وعدم ترجمة السيطرة التي لاحت لهم في الشوط الأول إلى أهداف·
وكان للهدف المبكر الذي أحرزه الشعب في الدقيقة الأولى من الشوط الثاني عن طريق عبدالله عبدالقادر الأثر السلبي الكبير على الخسارة النصراوية، والذي أصاب اللاعبين بهزة شديدة لم يفيقوا منها، إلا بعد أن سجل الشعباوية الهدف الثاني بعدها بخمس دقائق فقط، وبعد أن فاق النصراوية على هول الصدمة قاموا بمهاجمة مرمى الشعب بكل خطوطهم وأهدروا العديد من الفرص السهلة للتهديف والتي كانت كفيلة بعودتهم إلى المباراة من الباب الواسع، حتى أحرز الإيراني معدنجي هدف الفريق الوحيد فزاد ضغطهم على مرمى الشعب لكن بدون ضوابط أو التزام تكتيكي فانكشف دفاعهم واستغل ذلك أترام الشعب وسجل الهدف الثالث القاتل·
ورغم ذلك حاول النصراوية وزادت ثقة الشعباوية في أنفسهم، وكادوا يضيفون أهدافاً أخرى ونجحوا في فرض أسلوبهم على المباراة حتى نجحوا في الخروج من ملعب النصر بأول فوز لهم خارج ملعبهم·
كما حقق الزواوي أول فوز مع الفريق في بداية مهمته، لذلك كان سعيداً بتلك النقاط الثلاث والتي اعتبرها غاية في الأهمية في هذا التوقيت، عندما قال لقد كانت المباراة صعبة لفريقنا أمام النصر الذي عادت إليه هيبته في اللقاء الماضي أمام الأهلي لدرجة أننا لم نتوقع تحقيق هذا الفوز الكبير، والذي يؤكد أن كرة القدم لا تخضع إلى مقاييس، ففريقنا كان محظوظاً وحالفنا التوفيق لأن الذي يرى سير المباراة لا يتوقع فوز الشعب لكن في النهاية كرة القدم هي أهداف في المقام الأول والأخير·
وعن الشوط الأول قال لعبنا بأسلوب واقعي يتناسب مع إمكاناتنا والظروف التي يمر بها الفريق من حيث الغيابات ونجحنا في الشق الدفاعي لكننا لم ننجح في الجانب الهجومي حيث تحمل الفريق 45 دقيقة الهجوم النصراوي لكنهم في نفس الوقت لم يخلقوا فرصا حقيقية على مرمانا، وفي الشوط الثاني كان للهدف المبكر الذي سجلناه في الدقيقة الأولى الأثر الطيب الكبير في تحول دفة اللقاء لصالحنا بعدما منح اللاعبين الثقة في أنفسهم، وكذلك التحرر في الملعب، وبالتالي نجحنا في إحراز ثلاثة أهداف، وكان يمكن أن نسجل الهدف الرابع والخامس فيما لم يجد فريق النصر الحلول الكافية لتعديل النتيجة ·
وعن التغيير الذي عمله مدرب النصر في الشوط الثاني قال مدرب الشعب·· لقد أقلقنا كثيرا وشعرنا معه بالضغط الهجومي علينا وتوج هذا التغيير بإحراز النصر لهدفه الوحيد وأضاع هدفين لكن الهدف الثالث الذي أحرزه المحترف أترام قضى على كل آمال النصراوية في العودة إلى المباراة ·
وقال الزواوي أيضا نحن نعتبر تلك المباراة هامة جدا لنا حيث ربحنا النتيجة والمعنويات أيضا، الأمر الذي يجعل الفريق يملك الروح المعنوية العالي التي تعينه في المباريات المهمة والحاسمة القادمة بعد أن دخلت مسابقة الدوري في المنعطف الأخير والمهم وأيضا تجعله يقاتل من أجل البقاء·
وحول اللعب من أجل التعادل قال الزواوي ·· حقيقة لعبنا بواقعية من أجل الفوز لكن لو خرجنا من المباراة بالتعادل لكان هذا يكفينا·· أما النصر فقد لعب مباراة جيدة لكنه لم يكن موفقا على مستوى النتيجة ·
وردا على سؤال حول اختلاف طريقة لعب الشعب في شوطي المباراة وهل هي مناورة منه قال الزواوي ··لم تكن هناك مناورة ولا شيء لكننا لعبنا حسب معطيات المباراة ووفقا للظروف التي يمر بها الفريق بكل واقعية ·
وظهرت آثار النتيجة واضحة تماما على وجه الألماني باكلسدورف خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب المباراة حيث رد باقتضاب شديد على الأسئلة التي وجهت له حيث قال في البداية ··لقد لعب فريقي مباراة جيدة خاصة في الشوط الأول لكن الهدف الأول والذي جاء مع الدقيقة الأولى من بداية الشوط الثاني أصاب اللاعبين بالتوتر وبالتالي هرب منهم اللقاء ·· وحاول مدرب النصر تبرير عدم اللعب بالتشكيلة التي خاض بها مباراة الأهلي لكن مبرراته لم تكن مقنعة·· كما قال أيضاً إن فريق الشعب لعب بأسلوب مغلق في الشوط الأول ولم ينجح اللاعبون في فك شيفرتهم أو رموزهم !!
عدد اليوم
