الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أوكرانيا.. اختبار ترامب المبكر!

3 فبراير 2017 21:27
قُتل أكثر من عشرة أشخاص وأصيب عشرات آخرون بجروح في واحدة من أشد جولات القصف منذ شهور بين الجيش الأوكراني والقوات المناهضة للحكومة في جنوب شرق أوكرانيا. واندلاع العنف هذا قد يؤدي إلى اختبار مبكر لقدرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على التفاوض مع الكرملين بشأن الصراع الشائك. وصرح مسؤولون أوكرانيون أن صواريخ «جراد» وقذائف مدفعية من عيار 152 ملليمتراً أمطرت مدينة أفدييفكا. والمدينة مركز صناعي أقيم حول محطة كبيرة لإنتاج فحم الكوك. وتكبدت القوات الأوكرانية التي استعادت سيطرتها على المدينة عام 2014 خسائر كبيرة في الأرواح في أحدث موجة من العنف. فقد قتل ثمانية جنود أوكرانيين وأصيب 26 آخرون بجروح في يومين. وأعلنت القوات الانفصالية أن اثنين من مقاتليها لقيا حتفهما وأُصيب ستة آخرون بجروح في القتال. وأحدث موجة من العنف اندلعت فجأة وألقى كل جانب بمسؤولية القتال على الجانب الآخر. وفي اجتماع مع مسؤولين أمنيين يوم الثلاثاء الماضي أعلن الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو، «أنه قد استخدمت قاذفات صواريخ جراد والمدفعية الثقيلة لأول مرة منذ فترة ضد السكان المدنيين وضد وحداتنا.. وكان القصف هائلاً». وتفاقم الوضع بشدة لدرجة أن السلطات الأوكرانية أعلنت إخلاء «أفدييفكا»، لتكون أولى المدن التي يُعلن إخلاؤها أثناء الصراع. وكانت «فيرونيكا باهال» المسؤولة الصحفية في وزارة الطوارئ الأوكرانية في منطقة «دونيتسك» قد صرحت عبر الهاتف بأن ما يصل إلى 12 ألف شخص قد يتم إجلاؤهم بالحافلات وبالقطارات من المدينة. وأضافت أن الظروف صعبة في المدينة التي لا يوجد بها كهرباء أو مياه شرب. ويأتي تصاعد القتال بعد أيام فحسب من أول مكالمة هاتفية بين الرئيس ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ناقش فيها الزعيمان الصراع في أوكرانيا وأعلنا خططاً لتحسين العلاقات. والقتال في أوكرانيا التي تؤيد فيها روسيا الانفصاليين المناهضين للحكومة والحرب في سوريا من أسباب تدهور العلاقات بين بوتين والرئيس الأميركي السابق باراك أوباما. والجدير بالذكر أن ترامب أثناء حملته الانتخابية ردد وجهة النظر الروسية بشأن الصراع في أوكرانيا قائلاً: «إن بوتين لم يرسل جيشه إلى البلاد وإن معظم سكان شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014 لم يريدوا أن يكونوا جزءاً من أوكرانيا». والإدارة الأوكرانية تحرص على إقامة علاقة مع ترامب معتمدة على ريبة «الجمهوريين» التقليدية في روسيا لإقناع الرئيس الجديد بمواصلة الدعم الأميركي الذي تحتاجه كييف بشدة. وأشار مسؤولون أوكرانيون إلى احتمال عقد اجتماع بين الرئيسين في فبراير دون أن يفصحوا عن كيفية الإعداد للاجتماع أو مكان انعقاده. وكان بعض المحللين قد أشاروا إلى أن الكرملين قد يختبر ترامب في وقت مبكر من رئاسته من خلال أزمة دولية أو قد ينتهر فرصة الفوضى في واشنطن لتعزيز مكاسبه في جنوب شرق أوكرانيا. لكن بعد أن احتل ترامب البيت الأبيض قد يرى الكرملين أن طاولة المفاوضات هي أفضل وسيلة للحصول على ما يريد، وهو إلغاء العقوبات التي فرضت عليه بعد ضم القرم والاعتراف بروسيا كقوة عظمى يمكنها الهيمنة على نطاق من النفوذ يتضمن أوكرانيا. وتمخض الصراع في أوكرانيا عن مقتل أكثر من عشرة آلاف شخص منذ أبريل عام 2014. وصواريخ جراد وقذائف المدفعية من عيار 152 ملليمتراً التي قالت أوكرانيا إن الانفصاليين الروس قد أطلقوها على افدييفكا كلاهما محظور الاستخدام في الخطوط الأمامية بموجب اتفاقات مينسك التي يفترض أنها توفر خريطة طريق للخروج من الأزمة لكن يجري تجاهلها في الغالب بشكل متزايد. *مراسل «واشنطن بوست» في موسكو ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©