هل أخبرهم بأن ابني يعاني من مشكلة صحية على العكس مما يبدو عليه مظهره؟ ثمة ما يدعوك إلى التريث وهو الخوف من أن يتم شطب اسمه من قائمة المتقدمين إلى الهيئة للحصول على وظيفة. أفكار كثيرة تدور في ذهنك وفي ذهنه كلما عاد من المقابلة ليصله بعد أيام الرد.. لم تجتز المقابلة، بينما يبقى سؤال مثل ما هي الأسباب غامضاً لا تتضمنه هذه العبارة المقتضبة. لا أحد يدري بنقاط ضعفه! وبعد عدة مقابلات تجد نفسك تعيد التأكيد.. غداً المقابلة للوظيفة يسر الله أمرك، فيرد عليك بعبارة يائسة.. لا أود الذهاب، لن يقبلوني!
أزمة عدم الحصول على وظيفة بعد سنوات من تخرج ابنك أو ابنتك من المدرسة الثانوية أو الكلية وتقديمه عدة مقابلات باتت مؤرقة فعلاً. يكبرون وفي رؤوسهم عبارات منها.. عندك واسطة! بينما يكبر في رأسك سؤال مثل، لو لم يكن ابنك من الأصحاء كأن تكون لديه حالة مثل مشكلة في القلب أو ضعف في النظر أو صرع أو سكر أو غيره، هل يُتكتم على حالته هذه خوفاً من استبعاده من مقابلات الحصول على وظيفة؟ منهم ومنا من يتردد في مصارحة الآخرين حينما يتعلق الأمر باحتمال حرمانه حتى من إجراء مقابلة للحصول على وظيفة!
كثيرون يعيشون بيننا بأمراض مزمنة يتعايشون معها دون أن تشكل عوائق كبيرة في حياتهم، وأتصور أن كل ما يحتاجونه أثناء التقدم للحصول على شيء من حقوقهم هو وجود لجان خاصة تصنف هؤلاء الشباب المتقدمين للوظائف حسب حالاتهم لكي يحصلوا على الوظائف التي تناسبها. هؤلاء بينهم السليم ومن لديه حالة خاصة وأصحاب الهمم والمعفيون من الخدمة العسكرية، ووضعهم في سلة واحدة من دون الأخذ بعين الاعتبار لتُعرض الوظائف حسب مواصفات الأصحاء، به شيء من الظلم.
يهمك ابنك، لا تتمنى أن تراه يعود في نهاية كل مقابلة إلى البيت ليجلس وينتظر، ثم يطول انتظاره ويطول لسنوات، ومتى ما كانت هنالك شواغر لدى الجهات التي تطلب موظفين تم الاتصال به وأعاد الكرة. الحق، هم يتصلون ليخبروك أن هناك مقابلة، تتقدم أنت وغيرك لها لتفاجأ أنه من بين أربعين متقدماً تم قبول اثنين أو ثلاثة! ولأن الوظيفة لا تناسب حالتك تعود، تجلس في البيت، تأكل وتنام، ويكون حتى الخروج مع الأصدقاء مكلفاً لأنه يحتاج إلى مصروف، وإلى أن يحين الوقت تظل على قائمة الانتظار!
لماذا لا تكون هناك لجنة تابعة لهيئة تنمية الموارد البشرية تقوم بتنظيم عملية التوظيف على نحو يراعي الكل وييسر أمورهم.
عدد اليوم
