الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«عرقوب السديرة».. من هنا كانت البداية

«عرقوب السديرة».. من هنا كانت البداية
26 يوليو 2013 00:47
وجيه الرحيبي (أبوظبي) - لم يكن السخاء الذي انتهجه المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مجرد منطق قوامه المال، بل نهج للعطاء الخالد. كما لم يكن المشهد المحفور في الذاكرة، حيث “عرقوب السديرة” ولقاء زايد وراشد، بداية حلم “الاتحاد”، الذي انطلق من “دار الضيافة” إلى العالم، بقدر ما كان بمثابة حجر الأساس لبناء تبدت ثناياه وتفاصيله في مخيلة زايد منذ زمن. وتواصل المسيرة، بوقود الصبر والإصرار، وما هي إلا سنوات، ويفيض الخير، وتتسع رقعة العطاء، لتشمل جميع إمارات الدولة. كان المؤسس على قناعة بأن الشعب الذي عانى كثيراً، ينبغي أن ينعم بالعطاء، فكثيراً ما كان يردد: إن شعبنا حرم كثيراً في الماضي من الخدمات والمرافق التي كان يتمتع بها غيره، وقد آن الأوان لأن نعوضه ما فاته؛ لينعم بما أعطاه الله لنا من خير وفير”. ومضت السنون، التي وصفها زايد بأنها “أكدت أهمية الاتحاد وضرورته لتوفير الحياة الأفضل للمواطنين، وتأمين الاستقرار في البلاد، وتحقيق آمال شعبنا في التقدم والعزة والرخاء”، ليعود ويؤكد: “أنه ينبغي علينا أن نتكاتف لتعويض ما فاتنا من تخلف وحرمان، ونعمل لتوفير متطلبات مجتمعنا في كافة المجالات؛ لتأمين سعادة هذا الشعب الذي آمن وعمل من أجل قيام الاتحاد”، إيماناً بأنه “لا قيمة للمال إذا لم يسخر لخدمة الشعب”. وكما كان زايد يتواصى بالصبر، كان يتواصى بالمرحمة، فقد آمن بالرحمة مسلكاً، وبالعطاء منهجاً، ودائماً ما كان يشدد على “أن التعاون بين البشر يؤدي إلى التراحم الذي حث عليه الخالق سبحانه وتعالى، فالإنسان يجب أن يكون رحيماً بأخيه الإنسان”. ولم يقتصر عطاء زايد على بني اتّحاده وإماراته، بل امتد ليعمّ بني أمته. وبنظرة الحكيم، ولهجة الأخ يقول: “إن دولتنا جزء من الأمة العربية، يوحد بيننا الدين والتاريخ واللغة والآلام والآمال والمصير المشترك”. ويعلم شعبه العطاء، غارساً بذوره في النفوس، بالقول: “من حق أمتكم عليكم أن تشاركوها أمالها وآلامها، فكل خير تنالونه لا تقصر قيادتكم في إسدائه إلى أبناء أمتكم، وكل شر تتعرض له الأمة لا بد أن نسهم في دفعه بأموالنا ودماء شبابنا وسلاح جنودنا”. ويضيف: “الغني يجب أن يساعد الفقير، والله منحنا هذه الثروة لتطوير بلادنا، وفي الوقت نفسه للمساهمة في تطوير الدول الأخرى”. ويأتي تسمية يوم رحيل المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بيوم العمل الإنساني الإماراتي، عرفاناً بدوره في تأسيس مسيرة العطاء الإنساني في الدولة. فقد امتد عطاء الراحل الكبير إلى الداخل والخارج، فيما استحوذت القضايا الإنسانية والخيرية على مكانة متقدمة في فكره واهتمامه، وكانت من الثوابت التي ترتكز على إيمان صادق ونبيل. وها هي المبادئ التي غرسها زايد تثمر أشجار خير تمتد بفروعها الطيبة، وتستظل بظلها الأنحاء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©