أعلنت شركة الفوعة للتمور مطلع الأسبوع الماضي عن صرف الدفعة المالية الثالثة للمزارعين التي قاربت قيمتها 130 مليون درهم وتمثل قيمة مستحقات المزارعين عن تسويق تمورهم خلال الفترة من يوم 11 سبتمبر ولغاية يوم 23 سبتمبر. حيث تقدم مجموعة خدمات للمزارعين الذين يقومون بتسويق تمورهم من مختلف أنحاء الدولة، ضمن معايير ثابتة وتوجهات محددة وأولويات تضعها الشركة نصب أعينها، يوضحها في هذا الحوار الأستاذ المهندس سعيد سالم مسري الهاملي- المدير العام لشركة الفوعة. وكذلك الدكتور المهندس كريم محيي الدين سعيد- الرئيس التنفيذي للشركة.
بلغ المعدل العام لجودة التمور المتسلمة لهذا الموسم 42% بما يعكس الاهتمام الكبير الذي يوليه المزارعون للعناية بأشجار النخيل ويضمن جودة أعلى لتمورهم. فيما تسلم مركز الفوعة 17 ألف طن من التمور بنسبة جودة بلغت41% وتعكس اهتمام المزارعين.
أولويات
حول الأولويات التي تتمسك بها الفوعة تجاه المزارعين، يقول المهندس سعيد سالم مسري الهاملي- المدير العام لشركة الفوعة: “إن الحرص على راحة المزارعين والتسهيل عليهم يعتبر من أهم الأولويات التي تضعها الفوعة نصب أعينها، وينجلي ذلك واضحاً في النظام المتبع في مراكز التسلم لهذا الموسم حيث يتم منح الأولوية لأصحاب المزارع المواطنين من كبار السن أو السيدات في إنهاء إجراءاتهم بشكل أسرع وفي وقت قصير، وكل ذلك يعكس العناية الكبرى التي نوليها لهذه الفئة من المزارعين”.
ويسترسل الهاملي موضحاً التوجهات في ذات الخصوص، فيقول: “تم تأسيس إدارة إعادة هيكلة مزارع النخيل من منطلق حرص الفوعة على الارتقاء بجودة التمور المتسلمة من المزارعين بما يضمن الظهور المشرف للتمور الإماراتية على مستوى الأسواق العالمية، حيث لوحظ زيادة الطلب على التمور العالية الجودة من مختلف الأسواق التي يتم تصدير التمور إليها، وتختص هذه الإدارة بالاهتمام بمزارع المواطنين وتعميم أفضل الممارسات الزراعية الحديثة عليهم بما يضمن رفع معدل إنتاج التمور كماً ونوعاً”.
خدمات
فيما يخص توفير الخدمات التي من شأنها تسريع إجراءات تسلم التمور، يقول الهاملي: “نوفر مجموعة خدمات تساهم في تسريع إجراءات تسلم التمور بما يضمن استثمارها بالطريقة المثلى وتقليل الفاقد منها كعلف حيواني، حيث تم تجهيز أرصفة التنزيل في جميع مراكز التسلم بأحدث المعدات اللازمة لتسريع عمليات المناولة والشحن للصناديق المستلمة من المزارعين (عدد الأرصفة = 55 رصيفاً، عدد الرافعات = 75 رافعة كهربائية). وبالنسبة للصناديق البلاستيكية فقد تم إرجاع مليونين وأربعمائة ألف صندوق للمزارعين منذ بدء الموسم، علماً بأنه جارٍ العمل حالياً على توفير الكميات اللازمة من الصناديق البلاستيكية للمزارعين من خلال الموردين من داخل وخارج الدولة وذلك لتغطية النقص في أعداد الصناديق اللازمة لعمليات المناولة والتخزين في مراكز التسلم والتصنيع. كما أن التخطيط المسبق من قِبل المزارعين وضمان توافر نسبة 70% من إجمالي الصناديق اللازمة لتسويق تمورهم أثناء الموسم يساعدهم على تجنب أي صعوبات قد تواجههم بسبب نقص أعداد الصناديق البلاستيكية اللازمة للتسويق”.
توجهات
ثمة توجهات تحرص الفوعة على المضي بها قدماً، يقول في ذلك الهاملي: “من توجهاتنا التواصل مع المزارع المنتجة للأصناف التجارية من التمور مثل (لولو، خنيزي، فرض، دباس، رزيز، خلاص) ليتم تطبيق برنامج إعادة الهيكلة على 18 مزرعة من أصل 300 مزرعة من مختلف أنحاء الدولة، والتي أبدى أصحابها تجاوباً كبيراً واستعداداً بقبول تطبيق التجربة، وتم التنسيق مع هذه المزارع لتلقي الإشراف المباشر من المهندسين المختصين بتقديم المشورة الفنية ونقل الخبرات العملية الناجحة بشكل دوري. كما تم تطبيق تجربة ناجحة من خلال تجفيف التمور على القوالب الخشبية داخل الغرف الشمسية المصنوعة من مادة خاصة تتميز بعدة مواصفات تجعلها من أفضل المواد المستخدمة في تصنيع البيوت الزراعية، ويهدف المشروع إلى الحصول على تمور عالية الجودة وخالية من الإصابات الحشرية، وسيتم تطبيق هذا البرنامج على عدد أكبر من المزارع وذلك ضمن الخطط المستقبلية لإدارة إعادة هيكلة مزارع النخيل بهدف تعميم الفائدة على المزارعين والارتقاء بمستوى إنتاج تمورهم”.
توطين
تحرص الفوعة على التوطين ضمن خططها التطويرية بهدف تشجيع المواطنين على العمل وإتاحة فرص التدريب لهم بما يكسبهم مهارات جديدة تؤهلهم لدخول سوق العمل، يقول الهاملي في ذلك: “تم تعيين 120 من الكوادر المواطنة (نخبة من معرفي التمور، مديري المراكز، مسؤولي العلاقات العامة، موظفات التسلم وغيره). مع إتاحة فرص تدريبية للكوادر المواطنة (60 مواطنة للعمل كمشرفات وموظفات في إدخال بيانات المزارعين+ 20 موظفة مواطنة في خدمة الهاتف المجاني). كما تم -لأول مرة- استحداث وظيفة مدقق السيطرة النوعية وتعيين 27 موظفة للتأكد من خلو التمور من العيوب المظهرية والآفات الحشرية إجمالي الأيدي العاملة للعمل بالمراكز 1000 عامل لتغطية احتياجات العمل”.
تشجيع
فيما يتعلق بأسعار التمور المعتمدة ضمن سياسة الدعم الحكومي للمزارعين، يقول الهاملي: “تعتبر الأسعار تشجيعية للمزارعين وتحفزهم على الاستمرار بالعناية بأشجار النخيل والتمور، حيث تربطهم بالنخلة علاقة وطيدة منذ القدم وورثوا عن الآباء والأجداد رعاية هذه الشجرة المباركة”.
أما شروط تسلم التمور، فيشير الهاملي إلى أنها سهلة التطبيق ويمكن للمزارع أن يطبقها من دون أي صعوبات تعيقه، فهناك أمور عدة يمكن للمزارعين مراعاتها لضمان التأكد من خلو تمورهم من الإصابات الحشرية والحصول على تمور عالية الجودة. في ذلك يقول الهاملي موضحاً: “يتم ذلك بفرز التمور ذات الأحجام الكبيرة عن الصغيرة للصنف الواحد، وتجفيفها في منطقة مظللة ونظيفة مع استبعاد التمور ذات العيوب المظهرية والمتعفنة والمتقشرة والالتزام بعدم غسل التمور قبل التسليم وعدم خلط الأصناف في الصندوق الواحد”.
معايير
يشير بدوره الدكتور المهندس كريم محيي الدين سعيد- الرئيس التنفيذي لشركة الفوعة، إلى الدعم الحكومي الذي تقدمه الشركة للمزارعين، يقول: “تبلغ قيمة الدعم الحكومي المخصص للمزارعين 550 مليون درهم في عام 2010، بزيادة عن الموسم الماضي، بينما بلغت قيمة الدعم 495 مليون درهم في موسم 2009. فيما لم يطرأ أي تغيير على أسعار التمور أو المعايير المطبقة على إجراءات تسلم تمور المزارعين، بل تم إعادة تصنيف فئات المزارعين بناء على احتساب متوسط الكميات المسوقة عن المواسم الثلاثة السابقة ابتداءً من موسم 2007 وحتى الموسم الماضي، من دون تغيير سقف الإنتاج لكل فئة مع الأخذ بعين الاعتبار نسبة 15% لكل صنف كزيادة سنوية على كمية الإنتاج”.
توجد أربع فئات للمزارع وذلك حسب كمية إنتاجها من التمور، يشير إليها د.كريم ويقول: “تبدأ من فئة المزارع الصغيرة التي يصل إنتاجها إلى 2.5 طن تليها المزارع المتوسطة ويزيد إنتاجها على 2.5 ويقل عن ستة أطنان من التمور، أما المزارع فوق المتوسطة، فإن إنتاجها يزيد على ستة أطنان، ويقل عن 10 أطنان، وما يزيد على الـ10 أطنان يدخل ضمن إنتاج فئة المزارع الكبيرة، ولكل فئة من فئات المزارع أسعار معتمدة للتمور وفق مستوى جودتها، إما جيد أو وسط”.
تسلم
حول فترة موسم تسلم التمور، يقول د.كريم: “بدأ الموسم هذا العام من 25/ 7 وحتى 11/4، ويتم تسلم التمور من حوالي 16 ألف مزارع من مختلف أنحاء الدولة عبر سبعة مراكز مجهزة بكل المعدات الحديثة، وهي (مركز الفوعة والساد وأبوكرية وغمض وسيح الخير والمرفأ وغياثي)، بحيث بلغت كميات التمور المتسلمة لموسم 2010 حتى تاريخ 19 أكتوبر الحالي 80.944 طناً من التمور (الإمارات الشمالية والمنطقة الشرقية = 56.675 طناً، أما المنطقة الغربية = 24.269 طناً)، وبذا تكون نسبة المعدل العام لجودة التمور المتسلمة بشكل إجمالي 42%”. ومن المتوقع تسلم كميات أكبر من التمور هذا الموسم وفق د.كريم، إذ يقول: “تقوم الفوعة بالاستثمار الأمثل للتمور المتسلمة من خلال التخزين وتقليل الفاقد من التمور كعلف حيواني، حيث تم تجهيز المخازن المبردة بسعة إجمالية بلغت 50 ألف طن لاستيعاب الكميات المتوقع تسلمها من المزارعين واستغلالها بصورة أفضل في التصنيع بدلاً من التخلص منها كعلف حيواني. إضافة إلى استئجار مخازن مبردة خارجية بسعة تخزينية تبلغ 16 ألف طن”.
تفوق
تميزت بعض مراكز التمور وتفوق بعضها على البعض الآخر من حيث الإنتاج، يقول د.كريم في ذلك: “احتل مركز تسلم “سيح الخير” المركز الأول هذا الموسم من حيث كميات التمور (الكمية المستلمة 22.537 طناً، نسبة الجيد 47%). ثم في المركز الثاني الساد (الكمية المتسلمة 20.371 طناً، نسبة الجيد 42%). ثم في المركز الثالث الفوعة (الكمية المتسلمة 17.572 طناً. نسبة الجيد 41%). وتوالت كميات بقية المراكز”.
يسترسل مضيفاً: “يتم صرف مستحقات المزارعين كافة أثناء الموسم بشكل دوري -كل أسبوعين تقريباً- للتسهيل عليهم وضمان توافر المبالغ المالية من مستحقاتهم، والتي ستخدمهم لا محالة في توفير المستلزمات التي تحتاجها المزرعة خلال وبعد موسم التسويق. (إجمالي قيمة الدفعات الثلاث حتى الآن = 302 مليون درهم)، ومن المتوقع أن يتم تحويل الدفعة الرابعة خلال الأسبوع المقبل وتتجاوز قيمتها 100 مليون درهم”.
إضاءات
من المتوقع تسلم كميات أكبر من شتى أصناف التمور لهذا الموسم بزيادة قد تصل إلى نحو 9 آلاف طن.
- تعتبر خدمة “الهاتف المجاني” إحدى الخدمات الحديثة التي قدمتها شركة الفوعة للتمور بغية تسهيل عمل المزارعين، حيث يوفر “الهاتف المجاني” خدمات حجز مواعيد التسويق، ومواعيد استرجاع الصناديق، والاستفسار عن الدفعات المالية، وتوعية المزارعين عن العمليات الزراعية، وتلقي الشكاوى والمقترحات.
- تشارك الفوعة في مجموعة كبيرة من المهرجانات والمعارض المحلية والدولية، حيث تعرض نماذج من إنتاج مزارعها ومصنعها من شتى مختلف التمور التي تنال فائق الإعجاب.
عدد اليوم
