الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

فعاليات وطنية: زايد رسم خارطة طريق العطاء الإماراتي منذ زمن وسيظل ملهماً للعالم

فعاليات وطنية: زايد رسم خارطة طريق العطاء الإماراتي منذ زمن وسيظل ملهماً للعالم
26 يوليو 2013 00:49
صلاح العربي (عجمان)- «لا فائدة من المال إذا لم يسخر في خدمة الشعب»، بهذه الكلمات لخّص زايد الخير قصة عطائه التي امتدت إلى الآفاق، فقد كان يرى ببصيرته أن “الشعوب هي الثروة الأغلى”. ويرى مراقبون للشأن المحلي أن الإيمان بأن بناء الإنسان ضرورة وطنية وقومية، هو المكون الأول لـ”كاريزما” الراحل الكبير، والمحرك الأول لبواعثه في العطاء. ومن هذا المنطلق، نذر الشيخ زايد نفسه لإسعاد أبناء شعبه وأمته، فأخذ يجوب البلاد طولاً وعرضاً يتابع عمليات البناء والتشييد، ويتنقل بين الحضر والقرى والصحاري والوديان، ليتفقد بنفسه مشاريع الإنماء والإعمار، ويقف عند معدلات الإنجاز فيها، ويقود تحدياً غير مسبوق للحاق بركب الحضارة والتحديث، لتتحقق منجزات عملاقة وتحولات جذرية في مختلف المجالات الصناعية والزراعية والتعليمية والصحية والثقافية والاجتماعية. وأكدت فعاليات وطنية اعتزازها بالانتماء إلى أرض زايد الخير، مؤكدة أنه استطاع “طيب الله ثراه” أن يؤسس لنهج سيظل خالداً لخدمة البشرية جمعاء، فهو زايد الخير، وحكيم الأمة، وملهمها، ورجل السلام، والتنمية؛ الأمر الذي جعل من كل تلك الصفات “خارطة طريق للعطاء” انتهجتها الدولة منذ رحيله، كامتداد له، وحتى يومنا هذا. وأشار مسؤولون في تصريحات لـ”الاتحاد” إلى حبه الشديد لشعبه، الذي كان يبادله الحب، وظل وسيظل وفياً له على امتداد الأيام والدهور. بداية، أشار اللواء علي ماجد المطروشي المدير السابق للقيادة العامة لشرطة عجمان وعضو المجلس الوطني الاتحادي السابق، إلى ما كان يتمتع به الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” من حس وطني، وحب للاتحاد، فهو باني هذه الدولة ومؤسسها، وهو الذي انتقل بها من “إمارات متصالحة” إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، فيما يتمتع أبناؤنا اليوم بخير زايد وثمار جهوده في البناء والتنمية. ولفت اللواء المطروشي إلى أن عطاء الشيخ زايد لم يقتصر على إمارة أبوظبي وحدها، حيث كان يتطلع رحمه الله منذ توليه حكمها إلى جمع شمل الإمارات الأخرى، فبادر بعد أقل من عامين من توليه حكم الإمارة، بالدعوة إلى ذلك. وأكد في هذا الخصوص أن “الاتحاد هو طريق القوة وطريق العزة والمنعة والخير المشترك، وأن الفرقة لا ينجم عنها إلا الضعف، وأن الكيانات الهزيلة لا مكان لها في عالم اليوم، فتلك عبر التاريخ على امتداد عصوره”. وتابع العضو السابق في المجلس الوطني، أن هذه الدعوة الحكيمة والمخلصة لاقت استجابة واسعة، تجسدت في الاجتماع الذي تم بينه وبين المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم دبي، وقتها، في منطقة “عرقوب السديرة”، في 18 فبراير 1968، وذلك في أعقاب إعلان الحكومة البريطانية إجلاء جيوشها من الإمارات المتصالحة في الخليج قبل عام 1971. وأضاف اللواء المطروشي: “ظل المواطن في نهج الشيخ زايد هو وسيلة وغاية في الوقت نفسه، وترسيخاً لهذا المنظور الجوهري، سارت كافة أجهزة الدولة في الاتجاه ذاته متضافرة في جهود آلياتها وبناها التحتية والتنظيمية لبناء إنسان قادر على التعاطي مع مسارات التنمية الحقيقية، وأيضاً مسايرة مستجداتها واجتياز عقباتها، وتحديداً الأساسية منها. ولفت إلى ما قاله الراحل الكبير في استراتيجية وسياسات الدولة في بناء الإنسان، حيث أشار “طيب الله ثراه” إلى “أن دستور البلاد نص على مبادئ المساواة والعدالة الاجتماعية وتوفير الأمن والطمأنينة وتكافؤ الفرص لجميع المواطنين، والتضامن والتراحم، واعتبار الأسرة أساس المجتمع وقوامها، والأخلاق وحب الوطن ورعاية الطفولة والأمومة وحماية القصّر، وغيرهم من الأشخاص العاجزين عن رعاية أنفسهم، وإلزامية التعليم في مرحلته الابتدائية ومجانيته في كل مراحله، والرعاية الصحية، وتوفير العمل للمواطنين وتأهيلهم له، وصون الملكية الخاصة وحرمة الأموال العامة، واعتبار الثروات والموارد الطبيعية في كل إمارة مملوكة ملكية عامة لتلك الإمارة وتشجيع التعاون والادخار”. وقال: جعل “رحمه الله” بناء الإنسان أولوية قصوى لعملية التنمية في مراحلها المبكرة، وقال في هذا الخصوص:”إن بناء الإنسان في المرحلة المقبلة ضرورة وطنية وقومية تسبق بناء المصانع والمنشآت، لأنه بدون الإنسان الصالح، لا يمكن تحقيق الازدهار والخير لهذا الشعب، وإننا الآن نبني جيلاً صاعداً نفخر به، ويكون قادراً على تحمل أعباء المسؤولية في المستقبل”. لن يتكرر من جهته، قال سيف سالم الشامسي نائب مدير بلدية عجمان السابق: إن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان من الأشخاص العظماء الذين منّ الله عليهم بـ”كاريزما” خاصة، كان أساسها حب الشعب، مشدداً على أنه شخصية لن تتكرر، فقد كان يعتبر شعب الإمارات كله أبناءه، فيما بادله الشعب حباً بحب ووفاء بعطاء، فهو مؤسس الدولة، ولوله جهوده بعد توفيق الله، لما كان هناك وجود لدولة تسمى دولة الإمارات العربية المتحدة. وأضاف الشامسي: إنه مع تولي المغفور له الشيخ زايد مقاليد الحكم في أبوظبي في 6 أغسطس 1966، انطلقت سنوات حافلة بالعمل الدؤوب لتنمية الإمارة في مختلف المجالات، حيث جرى تسخير عوائد الاستثمارات البترولية للإنفاق على إطلاق وإقامة مشاريع التطوير والخدمات والبنية التحتية. وأشار إلى أن الشيخ زايد بدأ العمل في رسم خارطة طريق للعطاء من خلال برامج طموحة للتنمية الشاملة استهدفت شتى نواحي الحياة بالتغيير والتبديل، حيث كان يقول رحمه الله:” لا فائدة من المال إذا لم يسخر في خدمة الشعب”. وتابع: شهدت إمارة أبوظبي بعد سنوات قليلة من توليه مقاليد الحكم، تحولات جذرية في زمن قياسي، حيث تم تنفيذ مئات المشاريع في البناء والتشييد والتحديث والتطوير والخدمات التي شملت إقامة المساكن وإنشاء التجمعات السكنية الحديثة وبناء المستشفيات والعيادات والمدارس والجامعات والمعاهد والكليات والهياكل الأساسية للبنية التحتية من طرق وجسور وكهرباء وماء وخدمات الاتصال والمواصلات، وغيرها من مرافق الخدمات الأساسية من أجل بناء دولة عصرية وتوفير مقومات الحياة الكريمة للمواطنين. وأشار إلى أن حجم الإنفاق على مشاريع التنمية والخدمات والتطوير في إمارة أبوظبي بلغ خلال الفترة من العام 1968 وحتى نهاية عام 2002 أكثر من 162 مليار درهم، من مجموع حجم الاعتماد المرصود للتنمية خلال هذه الفترة، والذي بلغ نحو 195 مليار درهم” الأمر الذي يدلل على التزام قلّ نظيره في توظيف موارد البلاد وعائداتها النفطية لبناء وازدهار الوطن وتحقيق سعادة المواطنين. وأوضح نائب مدير بلدية عجمان السابق أن الشيخ زايد رحمه الله نذر نفسه لإسعاد أبناء شعبه، فأخذ يجوب البلاد طولاً وعرضاً يتابع عمليات البناء والتشييد، ويتنقل بين الحضر والقرى والصحاري والوديان، ليتفقد بنفسه مشاريع الإنماء والإعمار، ويقف عند معدلات الإنجاز فيها، ويقود تحدياً غير مسبوق للحاق بركب الحضارة والتحديث، حيث تحققت خلال سنوات حكمه منجزات عملاقة وتحولات جذرية في مختلف مجالات التقدم العمراني والصناعي والزراعي والتعليمي والصحي والثقافي والاجتماعي، وجرى إنجاز قاعدة متينة وحديثة لهياكل البنية الأساسية. عمق الرؤية من جهتها، قالت الدكتورة آمنة خليفة آل علي رئيسة مجلس سيدات أعمال عجمان والأستاذة بجامعة الإمارات إن الحديث عن شخصية لعبت وما زالت توجيهاتها تلعب دوراً مؤثراً في الوطن وأبنائه يحتاج منا إلى التعمق في فهمها، ومكوناتها، فتلك شخصية اتسمت بعمق الرؤية في كل المجالات. وأضافت: كان للجانب التعليمي الموقع الأهم انطلاقاً من وعي الشيخ زايد رحمه الله وإدراكه بأن تنمية العنصر البشري هي للارتقاء بمستوى المجتمع، لذلك نجد أن التعليم احتل لديه أهمية كبيرة، فبدأ بالتوسع في افتتاح المدارس لمختلف المراحل التعليمية على مستوى الدولة بكافة مدنها ومناطقها، ولم يتوقف الأمر على مراحل التعليم العام بل اهتم بالشباب من فئة التعليم الجامعي فافتتح العديد من الجامعات الحكومية التي استقطبت الكثير من الشباب للالتحاق بها إيماناً منه بأن هؤلاء الشباب هم من يعول عليهم في بناء المجتمع ونهضته في كافة المجالات، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل أتاح للراغبين من الشباب والشابات الالتحاق بالتعليم الجامعي وما فوق التعليم الجامعي في مختلف أنحاء العالم، وكانت نظرته ثقافة في أبنائه وأنهم الذين سيسهمون في نهضة وطنهم وهذا ما تحقق على أرض الواقع. وأشارت آل علي إلى اهتمامه “رحمه الله” بفئة الشباب، حيث أنشأ لهم الكثير من المؤسسات والوزارات التي تعنى بهم وتدعمهم، ومنها: مؤسسة صندوق الزواج التي تعين الشباب على تكوين أسر، إضافة إلى المؤسسات الثقافية والاجتماعية، من منطلق حسّه بأهمية بناء الإنسان البناء المتكامل من كافة الجوانب. ولفتت الأستاذة في جامعة الإمارات إلى أن مواقف المغفور له الشيخ زايد الإنسانية المتعددة، والتي لم تقتصر على دولة الإمارات بل امتدت على مستوى العالم. وتابعت: ولذلك نجد أبناء الوطن ينهلون ويتعلمون من حكمته وفطنته في كل مواقف الحياة، يتعلمون منه التسامح والعطاء والتعاون واحترام الآخر، حيث تعلم قادتنا من مدرسة الشيخ زايد القيم الاجتماعية والثقافية، وهم اليوم يسيرون على النهج نفسه، إدراكاً منهم لأن هذه القيم كانت السبب في احترام العالم كله لدولة الإمارات، ومن خلالها كان للدولة مكانتها في العالم. واختتمت بالقول: ولهذا كله يحافظ أبناء هذا الوطن على الإرث الرائع، وتلك القيم السامية، ويكفي أننا عندما ننزل في أي مكان، يعرفنا الجميع بأننا أبناء “زايد الخير”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©