الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«شواب» في رأس الخيمة.. شهود على عطاء وسخاء زايد

«شواب» في رأس الخيمة.. شهود على عطاء وسخاء زايد
26 يوليو 2013 00:50
صبحي بحيري، مريم الشميلي، هدى الطنيجي، عماد عبد الباري (رأس الخيمة )- ظلّ تاريخ 19 رمضان، الذي يوافق ذكرى وفاة زايد الخير “طيب الله ثراه” محفوراً في ذاكرة ووجدان أهالي رأس الخيمة، خاصة الشواب منهم. وأجمع مواطنون عاصروا الراحل الكبير أن الله تعالى جمع له ما بين الصبر والحكمة، اللذين كانا الأساس في عطائه، الذي عمّ بخيره أنحاء الإمارات؛ ما جعله حيّاً في القلوب، رغم الرحيل، وحاضراً في المنجزات التي لم تنقطع. غير أن شباباً رأوا أن الانتماء لهذه الأرض، كان هو الدافع الأكبر وراء عطاء الراحل الكبير لبلاده ومواطنيه وسائر البشر. واعتبروا أن ما قدمه الشيخ زايد يشكل درعاً متيناً يستطيع المواطنون من خلالها التصدي لكل غاشم أو حاقد أو جاحد، خاصة وأن نذر الثروة لوطنه على امتداده وترامي أطرافه؛ ما خلق في سائر الإمارات روح الانتماء والتلاحم والتعاضد التي تستطيع من خلالها مواجهة دعاوى الفرقة. وما بين الانتماء والصبر والحكمة يبقى عطاء الإمارات منتمياً إلى “عبقرية المؤسس”، التي رسمت الطريق أمام الإمارات لتبقى رائدة العمل الإنساني العالمي. بداية، قال محمد عبيد النقبي البالغ من العمر ( 70 عاماً): عاصرنا قيام دولة الاتحاد قبل أكثر من 40 عاماً، وشاهدنا محطات البناء في الإمارات التي حولت الوطن من مجرد حلم في عقول الآباء المؤسسين إلى واقع حقيقي. واعتبر ذكرى وفاة الشيخ زايد مناسبة لاستلهام دروس التاريخ والتفكر فيما احتواه عقل الرجل الذي استطاع أن يغير واقعاً كان تغييره من المستحيلات. تحقيق الحلم من ناحيته، أوضح حسن سلطان النقبي أن زايد الخير استطاع بإصراره وعطائه أن يخط على الرمال أولاً أحلامه التي كانت حبيسة داخل عقله في ستينيات القرن الماضي، وعندما أتيحت له فرصة تحقيق هذه الأحلام على أرض الواقع لم يترك الفرصة. وأشار النقبي إلى أن من شاهد الإمارات في الأيام التي سبقت الاتحاد لم يكن ليصدق أن هذه الصحاري ستصبح في يوم ما من أفضل بقاع الأرض، وستصير حلم الباحثين عن الحياة الكريمة. وقال: إن ما تحقق على أيدي المغفور له بإذن الله الشيخ زايد لا يمكن أن تحتويه فصول كتاب أو مقالة، لأنها ملحمة سطرها مع إخوانه المؤسسين قبل 41 عاماً. وأضاف: شاهدنا جميعاً على مدى العقود الماضية كيف تحولت الإمارات من مجرد حلم في عقل وقلب القيادة إلى دولة كبيرة لها تأثيرها الإقليمي والدولي. واقع في السياق ذاته، أكد محمد راشد بختي (متقاعد) أن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” وإخوانه أعضاء المجلس الأعلى الحكام استطاعوا أن يثبتوا أن ما غرسه زايد قبل أكثر من نصف قرن ومنذ أن بدأ حياته السياسية في العين وحتى توليه مقاليد الأمور، بات اليوم واقعاً يجني ثماره أبناء الإمارات الذين باتوا محط أنظار العالم بما حققوه من تقدم في شتى المجالات. وأشار إلى أن السنوات الأولى في عمر الاتحاد شهدت قفزت عملاقة بفضل ما قدمه فقيد الأمة الشيخ زايد وإخوانه المؤسسون، وخلال السنوات التي تلت قيام الاتحاد تواصل الإنجاز في شتى الميادين. وتابع: سيظل 19 رمضان يوماً مشهوداً في تاريخ الإمارات، يوم خرج الملايين لتشييع الشيخ زايد رحمه الله إلى مثواه الأخير. وقال بختي: في هذا اليوم بكت الملايين رجلاً قل أن يجود الزمان بمثله، ليتولى بعده قيادة سفينة الوطن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان الذي واصل العطاء، فكان خير خلف لخير سلف. أجواء الصمت والنحيب أما المواطن عبد الله محمد كندر (صاحب مقهى) فيقول: بحكم عملي وتواجدي المستمر بين الأهالي، فإن سيرة فقيد الأمة لا تحمل أبداً سوى الرحمات. وأضاف: في يوم سريان خبر رحيل الشيخ زايد ساد الصمت والنحيب، في كل بيوت الإمارات. شريط الذكريات إلى ذلك، بدأ المواطن الستيني هزاع عبدالله راشد استذكار شريط الذكريات التي عاشها وعاصرها منذ قيام الاتحاد وقبله، والتي تميزت، على حد تعبيره، بأجمل مراحل حياته، والتي خلقت نقلة نوعية لكل أهالي الإمارة منذ إعلان الاتحاد. وسرد راشد ذكرياته، بالقول: “كانت حياتنا تتسم بالبساطة، فلا عمل لدينا سوى رعي الأغنام أو الغوص التي تميزت بالتعب والمعاناة والشقاء، فيما كان البعض الآخر يكدّ في المزارع والتجارة المحدودة بين عدة مناطق. وتابع: كانت حياة معظم الأسر الإماراتية تتسم بضيق العيش لقلة مصادر الدخل وشحّها، ومع إعلان قيام الاتحاد، ومنذ الوهلة الأولى بدأت بشائر الخير تهلّ، وبدأت حياة التعب تنحصر بمختلف جوانبها دون استثناء، وهو ما ميز اتحاد دولتنا الحبية التي لم يقصر التنمية على منطقة دون أخرى. وأكد أن حكمة وصبر زايد كانت علامات مرسومة على وجهه منذ توليه مقاليد حكم الدولة، حيث كان همه وشغله الشاغل توحيد الإمارات السبع، وجعلها تحت راية واحدة، لتكون دولة الإمارات العربية المتحدة، وهنا بدأ النور بالبزوغ، وبدأت الحياة بالتبدل، وبدأت ألوان التطور والتقدم تصبغ ملامح دولتنا الحبية. معين واحد في السياق ذاته، أشار خالد سعيد الأصلي إلى ما يعيشه اليوم من حياة مغايره تماماً عن التي كانت في السابق، تلك الحياة التي تتسم برغد العيش وهناء المسكن والمأكل والملبس، مع توافر مختلف الخدمات في جميع المجالات التعليمية والصحية والاجتماعية والاقتصادية، وغيرها من علامات سعة العيش. وقال: إن تلك العلامات لم تتحقق في يوم أو ليلة أو بيد واحدة، بل كانت على مراحل ترسخت بمبادئ قوية وثبتت على دعائم ثابتة غرسها باني الدولة المغفور له بإذن الله تعالى” الشيخ زايد “ طيب الله ثراه، الذي حرص دائما وأبدأ أن يبني ويغرس في نفوس المواطنين حب الوطن والانتماء إليه دون تمييز بين قاصٍ ودانٍ، ليكونوا درعاً متيناً يتصدى لكل غاشم أو حاقد، ما عزز روح التلاحم والتعاون. ويستطرد: كان الشيخ زايد في تلك الفترة يمثل لنا النور الخفي الذي سيبزغ بعده نهار الاتحاد، وتبدأ معه أيام الرغد وسعة العيش التي تحققت بمبادئ وأفكار وخطط مدروسة ومحكمه لم تأت محض الصدفة أو اعتباطاً، بل بصبر وحكمة وعطاء لكل أطياف الشعب. وتابع: كان قيام الاتحاد على يد زايد يوماً تاريخياً، جعل من الإمارات دولة موحدة ومتينة تحت شعار واحد هو الاتحاد، ومعين واحد هو عطاء زايد. اتحاد بعد فرقة أما المواطن حمد عبدالله راشد، الذي عاصر قيام دولة الإمارات وشهد النقلة والتحول في جميع المجالات، فبدأ حديثه بالقول: “وين كنا وين صرنا”، مضيفاً: في زمن ما قبل الاتحاد كانت الإمارات عبارة عن قبائل متفرقة موزعة على أطراف الدولة وفي مناطق بعيدة، فيما لم تكن هناك أي وسيلة للتواصل، بينما كان من الصعب التنقل بسبب وعورة الطرق. وأضاف: عاش سكان دولة الإمارات قبل الاتحاد حياة قاسية، ما بين تنقل وترحال من أجل تأمين العيش، فيما عانت المرأة إلى جانب الرجل، وتفرق الناس بين ساكني السواحل والجبال والصحراء والجزر. وقال: لكن، ومنذ تولي المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد مقاليد الحكم في الدولة تبدل الحال، وعم العطاء، وتعبدت الطرق وتوافرت وسائل المواصلات، ما خلق التواصل الاجتماعي والتعارف مع القبائل، في دولة واحدة لا تفرقها الحدود أو الجغرافيا. نقلة نوعية ومن جانبه، أوضح سعود عبدالرحمن البكر الذي عاصر الاتحاد منذ بدايته: شاهدت مراحل تطور وقيام الدولة منذ الوهلة الأولى، مشيراً إلى أن ملامح الاتحاد ظهرت في مجالات: التعليم والصحة والمواصلات والسكن والغذاء وكل ما يحتاجه الإنسان الإماراتي في تلك الفترة، فيما حققت الكهرباء نقلة نوعية من حيث إنارة الطرق والمنازل والمدارس والمستشفيات وغيرها من المباني والمنشآت، كل ذلك بعطاء زايد. مكانة بارزة في السياق آخر، قال سعيد أحمد البدري (موظف) إن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد طيب الله ثراه، يحتل مكانة بارزة في ذاكرة ووجدان المواطنين وقلوب الأمتين العربية والإسلامية، بعد حياة مشهودة حافلة بالعطاء، وهب خلالها نفسه وكرّس كل جهده، وعمل بتفانٍ وإخلاص، لخدمة وطنه وشعبه، ونقش سيرتـه في التاريخ، نموذجاً للقيادات المُلهمة الحكيمة، التي تجمعت وتوحّدت قلوب الناس جميعاً حولها، وأجمعت على مبادلته الحب والوفاء والولاء المطلق. وأشار إلى أنه وباستعراض سجل الشيخ زايد بن سلطان نجد أنه زاخر بالإنجازات، انطلاقاً من بناء الإنسان الإماراتي من خلال الاهتمام بالتعليم والصحة، إلى إرساء بنية تحتية متطورة، وبناء المؤسسات السياسية، وتمكين المرأة من النهوض بدورها في المجتمع على كافة المستويات، انتهاء بمواقف سياسية تتسم بالحكمة والمصداقية على المستويات الخليجية والعربية والإسلامية والدولية، مضيفا أن للمغفور له بصمة واضحة في سلسلة كبيرة من العمل الإنساني الذي لامس مختلف بقاع الأرض. لن ننساه وقال سالم جاسم البكر إن الإماراتيين لن ينسوا زايد، وسيبقى في القلوب بعطائه، مشيراً إلى أن المبادرة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي من دار الاتحاد بأن يكون 19 رمضان يوماً للعمل الإنساني الإماراتي، تخليداً لهذا العطاء، تكريماً لقائد عربي وزعيم إنساني عالمي، غرس في شعبه الرحمة والخير وحوّل الدولة إلى محطة عالمية للجود والإيثار. رسوخ الشورى والبذل في سياق آخر، قال عبدالله سعيد الشرهان (70 عاماً): عايشت مسيرة المغفور له الشيخ زايد، الذي أدرك منذ اللحظات الأولى التي تسلم فيها مقاليد الحكم، قيمة المشورة وتبادل الرأي في ما يخص قضايا الناس والوطن، فالشورى من أهم ما ترسخ في عقل وقلب زايد، كما أن الشورى نهج ارتضاه في الحكم، وأسلوب طبقه في إدارة البلاد. وأضاف: ولكي يأخذ هذا النهج بعده ودوره الحقيقي كان لابد أولاً من تلمّس احتياجات المواطنين، والتي هي من أهم الركائز الأساسية التي اهتم بها المغفور له الشيخ زايد، منوهاً إلى رؤيته العميقة في تحديد معالم التطور، حيث كان طيب الله ثراه يؤكد دائما أن بناء الوطن مسؤولية الجميع، أفراداً وجماعات، ولابد من أن تتكاتف الجهود لتحقيق رفعته وازدهاره، ليقطف الجميع ثمار هذا التطور والرخاء. الأبواب المفتوحة أما إبراهيم عبدالله الزعابي (65 عاماً) فقال إن المغفور له الشيخ زايد تفرَد، إلى جانب صفاته في الزعامة الفذة والقيادة الرشيدة، بنهجين، اتسمت بهما قيادته للمسيرة الاتحادية، وهما أسلوب الأبواب المفتوحة في الممارسة الديمقراطية وتطبيق مبادئ الشورى بين المواطنين، وأسلوب القدوة في القيادة الذي يقوم على استنهاض الهمم واستنفار المشاعر الوطنية للرعية للمشاركة الفاعلة في مسؤوليات العمل الوطني، فالقيادة ومسؤوليات الحكم في فكر زايد أمانة عظيمة وبذل مستمر وعطاء سخي في خدمة الرعية. وأكد أن نهج الشورى الذي اتبعـه زايد والذي يتمثل في حرصه على اللقاءات المباشرة مع المواطنين في مواقع عملهم وبواديهم ومدنهم من خلال جولاته الميدانية المنتظمة لأرجاء الوطن، قد أسهم في ترسيخ ركائز الاتحاد وتدعيم بنيانه والتواصل مع المواطنين من خلال سياسة الأبواب المفتوحة بينه وبينهم، حيث أكد دائماً على هذا النهج بقوله: “إن بابنا مفتوح وسيظل دائماً كذلك، ونحن نرجو الله أن يجعلنا دائماً سنداً لكل مظلوم. إن صاحب أي شكوى يستطيع أن يقابلني في أي وقت ويحدثني عن مظلمته مباشرة”. وأضاف الزعابي: اهتم زايد بمشاريع نشر الرقعة الخضراء وزيادة الإنتاج الزراعي لتحسين الظروف المعيشية للمواطنين، وكذلك مشاريع ربط المدن الأخرى بشبكة حديثة من الطرق المعبدة والمضاءة، إضافة إلى تعمير وتطوير الجزر والمناطق النائية، ليعيش سكانها عصر النهضة، حيث يؤكد في هذا الخصوص. أيادٍ بيضاء من ناحيته، أوضح عبيد سلوم الزعابي أن الأسلوب الذي انتهجه الشيخ زايد في المتابعة الميدانية لمشاريع التنمية والتطوير وملاحقة مراحل إنجازها، رسخ دلالات مهمة لنهج القدوة في مباشرة مسؤوليات الحكم. وتابع: كثيراً ما كان يقول: أريد أن يراني المسؤولون بأعينهم على رأس العمل وفي أي وقت وبدون تحضير لذلك حتى يقتدي كل مسؤول بهذا الأسلوب في العمل، وصولاً إلى الكفاءة والاقتدار في كل إنجازات الدولة. وأضاف: امتدت أياديه البيضاء لتعطي بسخاء في ساحات العمل الإنساني والخيري، والوقوف إلى جانب الأشقاء والأصدقاء في حالات الأزمات والكوارث الطارئة التي تمر بها للتخفيف من وقعها على شعوبها، إيماناً بأن خير الثروة التي حبانا بها الله يجب أن ينعم به أصدقاؤنا وأشقاؤنا، ولقناعته بأن هذه هي حقوق الله على عباده، وهذه هي تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف. نقلة نوعية في التعليم قال المواطن عيسى سعيد أبو الكيلة (تربوي في منطقة رأس الخيمة التعليمية) إن التعليم شهد نقلة نوعية ومميزة تشهد لها دول العالم في مختلف المجالات، بعد أن كنا مقتصرين على الكتاتيب ودور التحفيظ وانتقالها إلى المدارس والجامعات وكليات التقنية ومختلف قنوات التعليم. وأشار إلى أن اهتمام الراحل الكبير بالتعليم وتثقيف المجتمع، حيث أدرك منذ البداية أن أي خطوة تطوير أو تحديث، لن يكون لها أي قيمة إذا لم يصاحبها برنامج للتعليم؛ يتلاقى وأهداف الدولـة وتطلعاتها، فهو الشيء الوحيد الذي يعد كنزا حقيقيا لقيام الدولة. وتابع: كان عدد المدارس آنذاك في كل الإمارات لا يتجاوز العشرين مدرسـة يدرس فيها ما لا يزيد عن 500 طالب فقط، معظمهم من الذكور، فيما لم يكن للإناث نصيب، وعانى القطاع في حينها من معوقات كبيرة منعت من تطويره؛ فالبنية التحتية لم تكن متوفرة، ومصادر التمويـل محدودة، والخدمات الاجتماعية شبه معدومـة، إضافة إلى وجود نقص حاد في المعلمين الذين كانت يقتصر وجودهم على البعثات القادمة من بعض الدول الصديقـة كالكويت ومصر. وأردف: وما لبث أن جاء زايد وبدأ في تطوير التعليم وفق مخطط محكوم ومقنن، لتصبح الإمارات اليوم في مصاف الدول المتقدمة والمتطورة في مجال التكنولوجيا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©