الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

إماراتية تقدم مشروعين لامتصاص الماء لأغراض فضائية

إماراتية تقدم مشروعين لامتصاص الماء لأغراض فضائية
21 يوليو 2012
الذكاء والنجاح لا يقتصران على المدن دون القرى ولا على أبناء الحضر دون أبناء الريف أو البادية. وها هي قرية ثوبان الصغيرة الوادعة الحالمة التي تقع عند الكيلومتر 45 من الفجيرة تؤكد هذه المقولة. فمن هذه القرية، التي تضم حوالى خمسين بيتا بين بلدة مسافي ومنطقة السيجي، برزت أسرة الطالبة مريم راشد اليماحي المبدعة المتفوقة وأول مهندسة كيميائية في منطقتها. فأخت مريم طبيبة في مستشفى زايد العسكري وأخوها سينتهي من دراسة الطب العام القادم. ولمريم أيضا أخت درست الجيولوجيا ودخلت ميدان التعليم لفترة قصيرة ثم فضلت أن تربي أبناءها وتهتم بهم في المنزل، بينما يدرس أخوها الأصغر السنة التأسيسية في الولايات المتحدة حيث ينوي دراسة الهندسة الإلكترونية لاحقا. أما مريم التي تدرس الهندسة الكيميائية في جامعة الإمارات، فقد ذهبت هي الأخرى إلى الولايات المتحدة حيث قضت حوالى أربعة أشهر في محطة ناسا الفضائية أجرت خلالها عدة تجارب مع المشرف عليها الدكتور "ويقي" في مجال معالجة النفايات الصلبة. وفي لقاء مع وكالة أنباء الإمارات "وام"، قالت الطالبة الثوبانية بعد عودتها إلى أرض الوطن إن عملها تضمن إجراء تجارب لامتصاص الماء باستخدام السلولوز لمعرفة كمية السلولوز التي يفضل أن توجد في طعام رواد الفضاء كي لا تزيد الحمولة والكتلة. وأضافت أنها قامت كذلك بإجراء تجارب أخرى حول امتصاص الماء في أحجام مختلفة من الملابس لتحديد أفضل الملابس لرواد الفضاء التي لا تمتص الكثير من الماء ولكي يتم تدوير المخلفات الصلبة والاستفادة منها دون ضرر على البيئة أو الكون بشكل عام. وردا على سؤال حول أهمية هذين المشروعين بالنسبة لها او للدولة بشكل عام، أكدت طالبة الهندسة الكيميائية أنه يمكن الاستفادة منهما في اختيار الملابس المناسبة التي تقلل الامتصاص لكل فصل من فصول السنة، وكذلك بالنسبة للأطعمة وبالتالي يعاد تدوير الماء والاستفادة منه وإضافة أجزاء أخرى في المشروع لتقليل المخلفات الصلبة في الدولة. وأوضحت أن اختيارها هذين المشروعين دون غيرهما جاء بعد أن أعطاها الدكتور المشرف عليها عدة بحوث لتطلع عليها حتى أصبحت تحب هذا المجال كثيرا وطلبت أن تعمل فيه. وأضافت أنها ناقشت الأمر مع الدكتور المشرف وأعدت "بوسترا" للمشروعين وقام الدكتور بمراجعته كما تم تقييم المشروع من قبل الجهة المسئولة مشيرة إلى أن عرض البوستر أمام الكثير من الباحثين والطلبة للاطلاع عليه جعلهم يعجبون بالمشروعين وطريقة عرض أفكارها، كما قاموا بالاستفسار عن بعض النقاط التي استطاعت أن تجيب عليها. ولكن كيف بدأت القصة ومتى ظهرت فكرة الذهاب إلى ناسا؟ تقول مريم إنها لم تكن تفكر أن تقضي الفصل التدريبي خارج الدولة بل إنها كانت مترددة بين التدريب في الفجيرة أو في أبوظبي وحدث في الأسبوع الثاني من الفصل الذي يسبق فصل التدريب أن جاءها اتصال من قسم الإرشاد في كلية الهندسة يسألها إن كانت تنوي التدريب في محطة ناسا أو لا؟ وتوضح أنها كانت مترددة ولكن مسؤول القسم طلب منها الرد مباشرة فوافقت على التسجيل وكانت مسرورة جدا لأن فكرة التدريب في الخارج لم تخطر على بالها وأنها كانت مفاجأة جميلة بالنسبة لها خاصة عندما علمت أن إرشاد الكلية رشح طالبتين من كل تخصص من الكلية. وتضيف مريم أنها بعد ذلك تشاورت مع أفراد عائلتها الذين كانوا جميعهم مستبعدين الفكرة ورافضين لها باستثناء أختها الطبيبة التي شجعتها كثيرا ووقفت إلى جانبها وساعدتها وأقنعتهم فاقتنعوا وشجعوها بعد ذلك. ثم بدأت مرحلة الإعداد والاستعداد للسفر كاستخراج فيزا السفر وشراء المستلزمات وتجهيز الأوراق المطلوبة وغيرها. وأكدت أن الرحلة والدراسة والإقامة أثناء الدورة التي بدأت من تاريخ 16 فبراير 2012 م واستمرت 3 أشهر ونصف كانت مجانية بالكامل ما أعطاها دافعا إضافيا لعدم رفض مثل هذا العرض. وأشارت مريم إلى أن مؤسسة تطوير مشاريع الشباب العربي قدمت هذه المنحة لها لحضور الدورة في ناسا وأن السيدة ليزا لابونتي الأمين العام لجمعية الأمم المتحدة في الإمارات والمنشئة والرئيس التنفيذي للمؤسسة المذكورة كانت توفر لها ولغيرها من الطالبات كل شيء بما في ذلك المصروف الشهري أيضا. وحول كيفية اختيارها وسبب ذلك، أكدت أن الكلية رشحتها مع طالبتين أخريين من إمارة ابوظبي استنادا إلى ما حصلن عليه من المعدلات الأعلى في امتحاناتهن في الكلية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©