مسابقة دوري الإمارات للمحترفين هي البطولة الأغلى في تاريخ الكرة الإماراتية، وبعد 34 سنة من الهواية كان لابد للاحتراف من بداية، وكانت البداية في هذا الموسم الذي يشكل منعطفا مهما في مسيرة الكرة والمسابقات، وانطلق دوري المحترفين ولكن لم تتخل كرة الإمارات عن تقاليدها، وظلت محافظة على شكلها الخاص وبريقها الجاذب، وها نحن جولة بعد جولة تمر علينا الكثير من الأحداث نشاهد القصص المتحركة مليئة بالصور واللقطات، وفي كل جولة لنا قراءات وأرقام نتحدث عن أبرز أحداث الجولة وأهم محطاتها كما نلقي الضوء على الجديد من الأرقام التي تغني في الكثير من الأحيان عن أي كلام، وما بين القراءات والأرقام دعونا نبحر في عباب دوري المحترفين بنسخته الأولى·
انقضت أحداث الجولة الثالثة عشرة لدوري اتصالات للمحترفين ولم تكن لتمضي دون أحداثها المثيرة وحكاياتها العجيبة ومفارقاتها غير المنطقية، وتبقى الحقيقة الطبيعية فيها لمصلحة الجزراوية، فلايزال الجزيرة في القمة بعد أن غابت المفاجآت في خورفكان، وعبرت سفن الجزيرة مياه الخليج بسلام ورباعية، و''هاتريك'' ليرسم الفريق علامات الفرحة في وجوه جماهيره ويصبح أول فريق يتخطى حاجز الثلاثين، واضعاً نفسه في مقدمة الفرق المرشحة للمنافسة على أول بطولة دوري في عصر المحترفين·
أما الخليج فعلى الرغم من تقدمه بالنتيجة إلا أنه استسلم في النهاية لرغبة الجزراوي العارمة بالفوز، فكان التفوق لمصلحة الضيوف، وفي جولة لم ترحم أصحاب الأرض في ملاعبها الستة·
أما الأهلي والذي تنازل عن المركز الثاني في الجولة الماضية فقد عاد واستعاده بقوة هذه الجولة عندما تغلب على عجمان بثلاثة أهداف مقابل هدف وفي مباراة لم تكن سعادة الأهلاوية فيها بالفوز والنقاط ولكن السعادة كانت مضاعفة بعودة الصقر فيصل خليل للتهديف وإحرازه الهدف المئوي بالنسبة له لتكون عودته ومئويته في الوقت المناسب وفي مرحلة يحتاج فيها الأهلاوية لتوهج فيصل بعد أن اقتربت المنافسة من حد الغليان، أما عجمان فقد خسر للمرة الثانية على التوالي ويبدو أن الدور الثاني سيكون غاية في الصعوبة على عجمان وتحتاج الفترة القادمة إلى إعادة ترتيب أوراق الفريق من أجل استئناف مغامرات البرتقالي·
وفي العين لم تكن الظروف والغيابات التي عانى منها الفريق في مباراته مع الظفرة كافية ليتلقى الفريق ضربة موجعة تمثلت في إصابة الموهوب علي الوهيبي في وقت مبكر من عمر المباراة وهو ما كان من أسباب حزن جماهير الأمة العيناوية التي شاهدت فريقها يتغلب على ظروفه ويتقدم على الظفرة بهدفين نظيفين ولكن جاءت نفس الظروف لتتغلب على الفريق الذي حاول الصمود أمام رغبة فرسان الغربية الجامحة في العودة إلى المباراة وكان لهم ما أرادوا رغم إضاعة ركلة الجزاء بواسطة محمد سالم ولكن الدقائق العشر الأخيرة أبت إلا أن تكافئ الفريق وتنتصر الظروف على فريق العين بعد أن سجل الظفرة هدفين حصد بهما التعادل السابع في المسابقة ليستحق لقب ملك التعادلات·
وفي العاصمة أبوظبي تضاعفت مآسي الجماهير الوحداوية بينما ازدادت معدلات السعادة لدى عشاق الفهود الصفر عندما تمكن الإمبراطور من تحقيق فوزه الثالث على التوالي تحت قيادة هوراك التشيكي المدرب البديل والذي أثبت نجاحه وفاز الوصل على ملعب الوحدة بثلاثة أهداف مقابل هدف وأثبت الفريق أن طفرته السابقة لم تكن وقتية ولكن تطور مستوى الفريق من جولة إلى أخرى كان نتاج العمل الذي قامت به الإدارة التي دعمت الفريق بمجموعة من اللاعبين يأتي في مقدمتهم الثلاثي العيناوي علي مسري وجمعة عبدالله وفاضل احمد والذين أضافوا الكثير لخط الدفاع الوصلاوي الذي أصبح أكثر حصانة كما جاء تألق الحارس البديل راشد علي ليعلن ميلاد حارس جديد سيكون له شأن كبير في مستقبل الكرة الإماراتية إذا ما عمل على تطوير مستواه للأفضل·
بينما غاب الوحدة عن المباراة ولم تكن محاولاته الهجومية كافية ليبقى الفريق على رصيده السابق وهو رصيد محفوف بالمخاطر وقريب للغاية من فرق المؤخرة·
وفي مباراة باهتة كان التعادل هو سيد الموقف بين الشباب والشارقة والأول الذي خاض المباراة على ملعبه لم يتمكن من استثمار الفوز على الشعب وخرج مدربه راضي عن التعادل بعد سيطرة الشارقة على الشوط الثاني من المباراة وتسجيله التعادل واقترابه من الفوز في أكثر من مناسبة، وهو يخوض المباراة تحت قيادة مدربه الجديد البرتغالي توني اوليفيرا·
أما الشعب فقد انتفض في هذه الجولة وسرت روح جديدة في الفريق بعد عودة التونسي يوسف الزواوي ليعيد لنا أيام التألق الشعباوي الذي كان ضحيته فريق النصر، وتمكن الشعب من تقديم كل شيء في كرة القدم في الشوط الثاني وسجل ثلاثة أهداف مقابل هدف واحد لفريق النصر الذي دخل النفق المظلم بيده وليدخل العميد إلى منطقة الخطر والمركز العاشر وبعد أن أصبح الفارق بينه وبين الشعب قبل الأخير ثلاث نقاط في مرحلة تسعى فيها كل الفرق للحصول على أي نقطة ممكنة·
ومع توالي الجولات تزايدت معدلات الإثارة ولكن غابت المستويات الفنية الرفيعة والتي اعتدنا على مشاهدتها كلما ازدادت سخونة الدوري وغابت جداول المسابقات من قبل رابطة دوري المحترفين بغياب الموقع الرسمي للرابطة والذي انتظرناه طويلا بعدما كانت انطلاقته محددة بشهر سبتمبر من العام الماضي وها نحن نقترب من انتهاء الموسم والموقع الرسمي لا يزال غائبا وليصبح التفتيش عن موعد مباريات الجولة القادمة أشبه بالتفتيش عن إبرة وسط كومة كبيرة من القش، فارحموا الجماهير ووسائل الإعلام يا رابطة المحترفين!
للمرة الأولى منذ الجولة الثامنة من الدوري لموسم 2006/2007 لم تلعب الأرض مع أصحابها في الجولة الثالثة عشرة من دوري المحترفين لموسم 2008/2009 حيث خسر الخليج على أرضه أمام الجزيرة والوحدة على أرضه أمام الوصل والنصر على أرضه أمام الشعب وعجمان على أرضه أمام الأهلي، بينما تعادل العين بملعبه مع الظفرة والشباب بملعبه مع الشارقة، وكانت آخر جولة لا تلعب فيها الأرض مع أصحابها قبل 48 جولة في الأسبوع الثامن من الدوري لموسم 2006/2007 عندما سقط دبي على ملعبه أمام الشعب وخسر الفجيرة على ملعبه من الوحدة، وخسر الأهلي بملعبه أمام الشباب بينما تعادل النصر بملعبه مع الجزيرة والعين بملعبه مع الإمارات والشارقة بملعبه مع الوصل·
من جانب آخر النصر عميد الأندية الإماراتية يمر بمرحلة حرجة في تاريخه العريق ودخل الفريق إلى المنطقة الحمراء التي تنذر الفرق التي تعيش فيها بالخطر ويحتاج الأمر إلى تكاتف من قبل جميع المنتمين إلى القلعة النصراوية من أجل إنقاذ العميد وتاريخه، وتلقى الفريق خسارة جديدة عندما سقط على ملعبه كالعادة أمام الشعب بهدف مقابل ثلاثة، ليتجاوز الفريق حاجز المائة يوم منذ تاريخ آخر فوز حققه الفريق وكان على الشباب منذ 102 يوم بالتمام والكمال، وهو ما يعني أن الفريق لم يحقق أي فوز في الجولات السبع الأخيرة، وواصل الفريق سياسة عدم الاستفادة من ملعبه عندما عجز من جديد عن تحقيق الفوز على الشعب في المباراة التي أقيمت في استاد آل مكتوم وهو الملعب الذي يعتبر شاهد عصر على أروع الإنجازات في تاريخ العميد، والسؤال الذي يفرض نفسه إلى أين يذهب العميد ومتى يخرج من مرحلة الخطر؟
عدد اليوم
