الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المستحيل الرابع

31 أغسطس 2006 00:59
قديماً كان العرب يؤمنون بثلاثة مستحيلات أبدا، وهي العنقاء والخل الوفي، والغول، ولكن لاشيء يظل على حاله وكل شيء قابل للتغيير، لذلك صارت المستحيلات أربعة بدلا من ثلاثة، بإضافة قضية ابنتي لطيفة التي نشرت فصولها كاملة على هذه الصفحة النيرة بتفاصيلها بدءاً من العام الدراسي إلى نهايته· وكيف تجرعت كأس الظلم من يد المعلمة التي جهرت بنيتها لترسب الطفلة وبالعشرة على عشرة نالت المعلمة ما صبت إليه والقضية مازالت معلقة بورقة شكوى تجول إلى الآن في أروقة الوزارة، ولكن إن كان هناك أحد نوجه إليه اللوم، فكل الأصابع ستتوجه إلى منطقة العين التعليمية التي أهملت القضية بشكل فاضح، وكأن الأمر لا يهمها ولن أتحامل أو أدعي ولن أكون مفترية على مدير المنطقة إن قلت إنه أقفل العديد من أبواب الحل للخروج من هذه القضية بحل يرضينا كأن يشكل لجنة تقوم بتقييم الطالبة لتثبت له أولا صحة ما ندعيه نحن على المعلمة وثانيا ليعتمد عليه في حال وجه كتابا لوزارة التربية والتعليم يطلب منهم إعادة نظر للطالبة بناء على اللجنة والتحقيق في القضية من قبل المنطقة، ولكنه للأسف اعتمد على الاختبارات التحريرية التي لا تعكس أبداً مستوى الطالبة بسبب ما كانت تعانيه من إهمال وثانياً اعتمد على أوراق اللجنة التي قيمت الطالبة بناء على كلام المعلمات دون أن ترى البنت، وتعاطيه مع القضية للأسف كان أبعد عن أبسط الأماني المرجوة من إدارة المنطقة وسأكون مذنبة على نفسي إن لم أسرد فصول القضية بالتفصيل على الرأي العام ليحكم فيها بعد أهل الحق من أين التقصير ومن البداية وبعد استلام المدير كرسي الإدارة بأيام شكوت له من الألف إلى الياء، كل ما حصل لابنتي من ظلم وتقصير حينها أخذ القضية على محمل الجد ووعدني أنه في يوم 16/8/،2006 سيجمعني أنا ونائب المدير والمعلمات والموجهين والدكتورة التي اختبرت البنت ليستطلع الأمر وبعدها يفعل ما يراه مناسباً وانتظرت هذا اليوم بشغف إلى أن بزغت شمسه ودخلت مكتب المدير وإذا به لا يوجد أحد إلا المدير لا نائب ولا معلمات ولا أحد غير وبدلاً من كل هؤلاء كان أمامه الملف المهترئ، وعندما سألته عن الحل قال قد يكون هناك أمل أو لا يكون وكأننا في صحارى الربع الخالي بعد أن تقطعت بنا السبل، ولم يعد هناك أمل للوصول إلى الماء ولسنا في مبنى منطقة يضيق بالقوانين والحلول وبعد نقاش بسيط أعطى الملف لأحد الموظفين وقال لي الحقي به وسيخبرك عن الحل وسرت خلفه إلى أن وصلنا مكتب مسؤولة التربية الخاصة، وهناك أخبرتني بأن التوصية جاءت من المدير بتحويل الطالبة إلى نظام التربية الخاصة، ما أعظمها من توصية وما أسداه من حل ولا أخفي عليكم بأني رفضت هذه التوصية لأنها أولا ليست ما جئت من أجله للمدير، وثانيا البنت لا تشكو من قصور في التعلم ثم ان قسم التربية الخاصة لا يستقبل الطلاب بناءً على تقارير طبية تؤكد حاجتهم لذلك إلا إذا تدخلت في الأمر (واسطة) وتجاوزت القانون وبين رفضي للتوصية وتفهم المسؤولة لموقفي قررت من طيب نفسها أن تكلم المدير عسى أن يقتنع بتشكيل لجنة تنصف الجميع، ويقضي الأمر وبعد انتظار بسيط عادت ببشائر الموافقة، وقالت إن المدير وافق على تشكيل اللجنة، ومن اليوم وإلى أن يداوم قسم التوجيه راجعي لابنتك جميع المواد لحين استدعائها للاختبار وخرجنا يومها على هذا الاتفاق ولكن بعد يومين اتصلت بي المسؤولة وقالت إن المدير رفض تشكيل اللجنة وأنه سحب الملف من يدها ما أكبرها من صدمة وما أعظم القرار الذي تأرجح كثيراً بين الموافقة والرفض حتى بات الأمر كزهرة في يد عاشق يقطف أوراقها متكهنا بقدرة عند محبوبته بين الحب واللاحب ولكن هذه المرة بين أوافق أو لا أوافق وعندما عدت لأستقصي الأمر من المدير عن السبب قال لن أشكل لجنة وإن كنت تريدين الحل فاذهبي إلى الوزير في إعلان واضح منه بأن القضية أكبر من المنطقة وأن الحلول لهذه المشاكل في الوزارة فقط، ولأنني لا أملك رخصة قيادة ولا سيارة والوزارة تبعد عنا ساعة ونصف تقريباً فأنا أطالب الوزارة بأن توفر لنا حافلات لتقل المراجعين مستقبلاً من المنطقة إلى الوزارة لكي لا ننغص على الإدارة عملهم ولا نكون حجر عثرة في طريق عمل المنطقة، وهذا كل ما حصل في قضية ابنتي لطيفة إلى الآن والأيام القادمة لا ندري ما الذي ستحمله من حلول بأمل معلق في ورقة أودعتها منذ أيام في بهو استقبال الوزارة ولكن أملي في الله لايزال كبيراً· مريم عبيد ـ العين
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©