قررت شركة “تلفونيكا” الإسبانية للاتصالات، منافسة موقع “سكايب” Skype الشهير لتقديم خدمة الاتصالات الهاتفية الدولية عن طريق “الإنترنت”. وأتت هذه الخطوة عندما استحوذت “تلفونيكا” على شركة “جاجاه” Jajah المتخصصة بخدمات هاتف الإنترنت ويوجد مقرها في وادي السيليكون مقابل 207 ملايين دولار.
وقبل أيام قلائل، عمدت شركة “أو2” التي تعد الذراع البريطانية لشركة “تلفونيكا”، لإطلاق خدمة المكالمات الهاتفية الدولية بتكلفة منخفضة أمام عملائها. ويعود فضل تطوير هذه الخدمة لشركة “جاجاه”.
وفي شهر يوليو الماضي، أطلقت “جاجاه” خدمة الاتصالات الهاتفية الرخيصة عبر “الإنترنت” وعمد فرع شركة “تلفونيكا” في ألمانيا إلى تشغيلها؛ وتخطط المجموعة الإسبانية لإطلاق خدمة مماثلة في خمس دول في أميركا اللاتينية العام المقبل.
وفيما كانت المكالمات الهاتفية الدولية عن طريق الهاتف الثابت باهظة التكاليف، افتتحت شركة خدمات هاتف الإنترنت “سكايب” منذ تأسيسها في عام 2003 موقعها الشهير لتهزّ به قطاع خدمات الاتصالات الهاتفية الدولية بتقديمها هذه الخدمات مجاناً أو بسعر زهيد.
وجاءت بعد ذلك الشركات التي تبيع “بطاقات الهاتف الدولي الرخيصة” خاصة في البلدان التي يكثر فيها المهاجرون والوافدون، لتستولي بذلك على جزء كبير من كعكة سوق الاتصالات الهاتفية الدولية من مشغّلي خدمات الهاتف الثابت والمحمول.
ويجمع الخبراء الآن على أن موقع “سكايب دوت كوم” ومعه بقية الشركات التي تستخدم تكنولوجيا “بروتوكول الصوت المحمول على الإنترنت” VoIP، بدأت بالفعل في اقتناص الكثير من عوائد وأرباح شركات تشغيل الهاتف المحمول التي تحصل عليها من المكالمات الدولية.
ويستخدم موقع “جاجاه” أيضاً تكنولوجيا “بروتوكول الصوت المحمول على الإنترنت”، إلا أن تريفور هيلي المدير التنفيذي للشركة أشار في مؤتمر صحفي عقده مؤخراً إلى أن الخدمة الهاتفية الدولية التي تقدمها شركته تتميز على تلك التي يقدمها موقع “سكايب دوت كوم” بأنها أكثر وضوحاً ونقاءً. وقال هيلي إن فرع شركة “تلفونيكا” في ألمانيا كان يتلقى 800 اشتراك جديد في موقع “جاجاه” كل يوم. وهو يرى أن هذا الإقبال يعدّ عظيماً إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن “تلفونيكا” لم تطلق أية حملة إعلانية أو إعلامية للترويج لخدمتها الجديدة.
ويبدو بوضوح أن “تلفونيكا” تحرص على إطلاق خدمات الهاتف الدولي الرخيص لموقع “جاجاه” في الدول التي لا تمتلك فيها إلا استثمارات محدودة في تشغيل خطوط الهاتف الثابت.
وبالرغم من هذا التطور الكبير والسريع الذي تحققه شركات استثمار تكنولوجيا “بروتوكول الصوت عبر الإنترنت” في نقل المكالمات الدولية الرخيصة، إلا أن لموقع “سكايب” الفضل الأول في تطوير هذه الخدمة. وعندما بدأ نشاطه قبل 7 سنوات، لم يكن يمثل أكثر من مجرّد برنامج تطبيقي متواضع، إلا أنه سرعان ما جعل من فكرة الاتصال الهاتفي المجاني بواسطة الكمبيوتر سهلة وتنطوي على الكثير من المتعة. ويعود فضل تأسيسه للشريكين نيكلاس زينستورم وجانوس فريس اللذين يقولان في وصفه: “مع سكايب يمكنك أن “تدردش” مع أي إنسان عبر العالم دون أن تدفع فلساً واحداً”.
والموقع متوافر الآن بـ28 لغة ويستخدم في جميع دول العالم، ويحقق عوائد وأرباحاً ضخمة من خلال تنوع خدماته مثل استقبال وإرسال المكالمات الهاتفية من الخطوط الثابتة أو “الموبايل”، بالإضافة إلى خدمة التراسل الصوتي وتحويل المكالمات.
فهل يكون “جاجاه” منافساً عنيداً له؟
عن صحيفة “فاينانشيال تايمز”
ترجمة عدنان عضيمة
عدد اليوم
