الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خطباء الجمعة: الأسرة هي اللبنة الأولى في تشكيل حياة الإنسان

5 فبراير 2010 23:35
أكد خطباء الجمعة في مساجد الدولة أمس، أن الأسرة هي اللبنة الأولى والأهم في تشكيل حياة الإنسان وسلامته، وأن موضع الأسرة من المجتمع كموضع القلب من الجسد. وشدد خطباء الجمعة على أن أفراد الأسرة ليسوا الإخوة والآباء والأمهات فقط، "وإنهم الأجداد والآباء والأحفاد والأعمام والعمات والأخوال والخالات ومن يتصل بهم من الأهل والأرحام". قال عز وجل "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسٍ واحدةٍ وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا"، وقال تعالى "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآياتٍ لقومٍ يتفكرون"، وقال صلى الله عليه وسلم "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي". وقال أئمة المساجد في الخطبة الموحدة إنه حق على المسلم أن يصل أفراد الأسرة وأن يحرص على ودهم لضمان الامتداد وتأكيده بين الأجيال السابقة والأجيال اللاحقة، لافتين إلى أن سعادة الأسرة تكون بالاستقامة على نهج الله الحميد، وتكون بكرم المعاملة، وحسن المعاشرة، ومكارم الأخلاق، ومحاسن الصفات. وأضاف الخطباء إلى أن البيت الذي يتبادل فيه الزوجان المودة والرحمة والكلمة الطيبة والابتسامة الحانية والعفو والصفح والوفاء والفضل يخرج نباته بإذن ربه، ويكون أفراده من البنين والبنات مظهرا للوفاق والوئام والألفة والمحبة. وتابع الخطباء: إن الزوج يبني معاملته لزوجته على أساس الوفاء والفضل، والرفق واللطف، والتوجيه والنصح، ولذا يأمر القرآن الكريم الزوج بأن يحسن معاملة الزوجة، وأن يعاشرها عشرة طيبة بالمعروف، فإن ذلك أهدأ للنفس، وأهنأ للعيش، وأقر للعين، قال سبحانه وتعالى "وعاشروهن بالمعروف"، وقال عز وجل "ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف". ولفت الخطباء إلى أن الحق سبحانه يوصي الرجال بالصبر والاحتمال وعدم المبادرة إلى الفراق إذا وجدوا في أنفسهم كراهية لزوجاتهم فربما آل ذلك إلى عشرةٍ أفضل ومحبةٍ أدوم، قال تعالى "فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا"، وقال صلى الله عليه وسلم "لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر". وبيّن الخطباء أن للأزواج أسوة حسنة في سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فقد بنى برفقه ولطفه أعز البيوت وأسعد الأسر، فكان صلى الله عليه وسلم خير الأزواج وألطفهم بأهله، لم يعهد عنه صلى الله عليه وسلم أنه عنفهن أو اشتد عليهن، بل كان بهن رفيقا رحيما، يترضاهن إذا غضبن، ويعاملهن معاملة كريمة بأقصى غايةٍ من المودة والرحمة، وثبت أنه صلى الله عليه وسلم كان في حياته الزوجية جميل العشرة، دائم البشر، يتلطف بهن، ويوسع النفقة عليهن. وأشار الخطباء إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى العشاء ودخل بيته يسمر مع أهله قبل أن ينام، ويؤانسهن بحديثه وسمره صلى الله عليه وسلم، منوهين إلى أن في ذلك تعليم لنا لنعرف كيف نعامل زوجاتنا، فترفرف السعادة على أسرنا وبيوتنا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائهم خلقا". وقال أئمة المساجد إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحاور زوجاته، ويصبر عليهن ويتحمل منهن، فكان صلى الله عليه وسلم يقول لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها "إني لأعرف غضبك ورضاك". قالت : وكيف تعرف ذاك يا رسول الله؟ قال "إنك إذا كنت راضية قلت: بلى ورب محمدٍ. وإذا كنت ساخطة قلت: لا ورب إبراهيم". قالت: أجل لست أهاجر إلا اسمك. وأضاف الخطباء أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في بيته متواضعا يحسن معاملة أهله ويكون في حاجتهن، فعن الأسود قال: سألت عائشة رضي الله عنها ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع فى بيته؟ قالت: كان يكون في مهنة أهله (تعني خدمة أهله) فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة. ونوه الخطباء إلى أن الزوج كما يكون برفقه ولطفه سببا في سعادة أهله وأسرته ومجتمعه، تكون الزوجة بعطفها وحنانها، وصلاحها وقنوتها، وطاعتها واستقامتها سببا في سعادة زوجها وأسرتها ومجتمعها "ولذا يأمر القرآن الكريم الزوجة بأن تحسن معاملة الزوج"، قال تعالى "فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله". وختم الخطباء بقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيه "ألا أخبرك بخير ما يكنز المرء؟ المرأة الصالحة إذا نظر إليها سرته وإذا أمرها أطاعته وإذا غاب عنها حفظته"، مشددين فيه على أن طاعة الزوج ورعاية الأبناء والقيام على شؤونهم وحسن تربيتهم خير ما تقدمه المرأة لنفسها ومجتمعها، لأنها تنشئ أبناءها على الأخلاق الحميدة وعلى القيم السامية، وعلى التزود بالعلم والمعرفة، ومؤكدين أنه بالأخلاق والقيم يسمو الإنسان، وبالعلم والمعرفة يحيا الإنسان حياة طيبة ويسهم في ازدهار مجتمعه ويحافظ على وطنه ويرضي ربه. دعوة للمشاركة في حملة «الإمارات خالية من الأكياس البلاستيكية» دعا خطباء الجمعة في مساجد الدولة أمس إلى المشاركة في حملة "الإمارات خالية من الأكياس البلاستكية" التي تطلقها وزارة البيئة والمياه بالتعاون مع هيئة البيئة بأبوظبي، وذلك لتفعيل يوم البيئة الوطني الثالث عشر. وحث الخطباء على ضرورة أن نعي جميعا المخاطر والأضرار التي تسببها الأكياس البلاستيكية، ولنتعاون مع هيئة البيئة من أجل سلامة المجتمع من أضرار هذه الأكياس، عبر التقليل من استخدامها. وبيّن الخطباء أن الإسلام يدعو إلى النظافة والمحافظة على البيئة لأنها تؤثر على صحة الفرد وسلامة المجتمع، وكان هذا من هدي السابقين، مشيرين إلى أن أبو موسى الأشعري لما قدم البصرة قال: بعثني إليكم عمر بن الخطاب أعلمكم كتاب ربكم وسنتكم وأنظف طرقكم.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©