الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مخاطر إقصاء باكستان من التفاوض مع «طالبان»

25 أكتوبر 2010 20:34
بينما تتسارع المحادثات الجارية بين الحكومة الأفغانية وبعض قادة "طالبان" المختبئين في باكستان، يبدو أن هذه الأخيرة قد استبعدت من طاولة المفاوضات. وهناك من المحللين والمراقبين من حذّر من أن يؤدي هذا الاستبعاد إلى تدهور علاقات إسلام آباد -الفاترة أصلاً- مع واشنطن وكابول، إضافة لإلحاق ضرر بالغ بآفاق عملية السلام الأفغانية نفسها. يجدر بالذكر أن مستشاراً رئيسياً لكرزاي أكد الأربعاء الماضي بطريقة مباشرة استمرار محادثات بين كابول وبعض قادة حركة "طالبان" المختبئين في باكستان. وأضاف ذلك المستشار قائلاً إن الذين بيدهم الحل والعقد بين قادة حركة "طالبان" ليسوا هنا داخل الحدود الأفغانية. وعليه فإن من السهولة استنتاج أين يقيم هؤلاء. وفي الوقت نفسه أكد مسؤول كبير في حلف "الناتو" في أفغانستان أن تحالف القوات الغربية قدم مساعدات للمشاركين في المحادثات المذكورة مع قادة "طالبان"، بما فيها تأمين عبورهم للخط الحدودي الفاصل بين باكستان وأفغانستان. بيد أن المسؤول العسكري لم يدل بأي تفاصيل لها صلة بالدور الذي لعبه حلف "الناتو" في تأمين سفر الوفود المشاركة في المفاوضات عبر الحدود المذكورة بين البلدين. يذكر أن الرئيس الأفغاني، كثف جهوده خلال الأسابيع القليلة الماضية بهدف عقد مصالحة سياسية مع "طالبان" التي تقود تمرداً عسكرياً على حكومته والقوات الغربية المتحالفة معها منذ ما يزيد على تسع سنوات. وضمن تلك الجهود، شكّل كرزاي مجلساً للسلام يتألف من 70 عضواً وأنيطت به مهمة الإشراف على مفاوضات السلام الرسمية بين حكومته وقادة متمردي "طالبان". وفي خطاب عام ألقاه في الثامن والعشرين من سبتمبر المنصرم، دعا كرزاي متمردي الحركة لإلقاء أسلحتهم. وكان خطاباً طغت عليه العاطفة إلى حد انهمرت فيه دموع الرئيس أمام الملأ. وعلى رغم توتر وتعقيد العلاقات التي تربط بين كرزاي وإسلام آباد، كان كرزاي قد أكد خلال العام الحالي أن باكستان سوف تلعب دوراً رئيسياً في أي مفاوضات تجرى مع "طالبان". ومن ناحيتها كررت حكومة زرداري ترحيبها بأن تلعب دور الوسيط في أي محادثات تجري بين كابول وقادة "طالبان". في الاتجاه نفسه قال وزير الخارجية الباكستاني في بروكسل يوم الأحد الماضي: "إنه يتعين على كابول قيادة مفاوضات الصلح السياسي هذه مع قادة "طالبان"، غير أننا سوف نكون دائماً إلى جانبها لتقديم يد العون في هذه المفاوضات". ولكن أكد مسؤول أمني باكستاني رفيع المستوى يوم الأربعاء الماضي أن إسلام آباد لم توجه إليها الدعوة رسمياً بعد من جانب كابول، كي تكون طرفاً في المفاوضات التي بدأت فعلياً. واستطرد المتحدث في القول: "فنحن ليست لدينا أي معلومات عن هذه المفاوضات ولا عن المشاركين فيها. وبذلك فقد بقينا خارج الحلبة. وفيما إذا كانت كابول تطلب منا مد يد العون لها، فإن عليها أن تحدد أولاً نوع المساعدات المطلوبة من جانبنا. وعلى المسؤولين الأفغان أن يحددوا لنا طبيعة الدور الذي نستطيع القيام به في المفاوضات". ومن رأي المراقبين والخبراء أن من شأن استمرار المفاوضات التي بدأت دون مشاركة إسلام آباد فيها حتى الآن، أن يؤدي إلى توسيع الفجوة الفاصلة بين عاصمتي الدولتين الجارتين، إضافة إلى زيادة مخاطر فشل المفاوضات نفسها. وعلى حد رأي طلعت مسعود -محلل أمني في إسلام آباد وجنرال سابق بالجيش الباكستاني- إذا لم تشرك إسلام آباد في هذه المفاوضات، فسوف يتأكد اعتقادها بأن الولايات المتحدة ليست حليفاً جدياً لها يعول عليه. وفي وسع باكستان أن تعرب عن غضبها من هذا الاستبعاد بالتخلي الكامل عن دور المساعدة التي يمكن لها أن تقدمه لجارتها كابول في هذا الصدد. وقال العميد المتقاعد جافيد حسين -الذي يعمل محللاً أمنياً الآن في إسلام آباد- إن استبعاد إسلام آباد من المفاوضات الجارية الآن، من شأنه أن يقوض فرص نجاحها. وفسر الجنرال العسكري المتقاعد تزايد احتمالات فشل المحادثات بالنفوذ الكبير الذي تتمتع به أجهزة المخابرات الباكستانية على قادة "طالبان" المقيمين في باكستان. وأكد أنه ودون موافقة إسلام آباد على المفاوضات، فليس متوقعاً أن يبدي قادة الحركة أي رغبة جدية في التوصل لأي نتائج عملية خلالها تهدف إلى إبرام صفقة للسلام مع كابول. يجدر بالذكر أن قيادة حركة "طالبان" الأفغانية -التي تعرف باسم "شورى كويتا"- تقيم في مدينة كويتا الواقعة في جنوبي باكستان، بينما يقيم قادة "شبكة حقاني" -المسؤولة عن تنفيذ عدد من الهجمات والعمليات الانتحارية ضد القوات الأميركية ومقاتلي "الناتو" وقوات الأمن الأفغانية- في وزيرستان، التي تقع في منطقة القبائل الخارجة عن نطاق سيطرة إسلام آباد، في الخط الحدودي الفاصل بين أفغانستان وباكستان. وثمة اعتقاد بأن أجهزة المخابرات الباكستانية هي التي وفرت الملاذات الآمنة لقادة "شورى كويتا" وشبكة حقاني. يذكر أيضاً أن حكومة زرداري عجزت عن كسر شوكة هذه الأجهزة، أو حتى التأثير على قوة نفوذها وعلاقاتها مع قادة "طالبان". وكما هو معلوم، فقد لعبت أجهزة المخابرات الباكستانية دوراً كبيراً في دعم حركة "طالبان" الأفغانية وغيرها من المجاهدين ضد الغزو السوفييتي لأفغانستان في عقد ثمانينيات القرن الماضي. أليكس رودريجز - إسلام أباد لورا كنج - كابول ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©