«معهد مصدر» يعد الطلاب لتطوير قطاع التكنولوجيا المتقدمة بأبوظبي

أبوظبي (الاتحاد) - يسهم برنامج الماجستير في هندسة النظم الدقيقة، الذي يقدمه معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا، في تجهيز الطلاب للمساهمة في تطوير قطاع التكنولوجيا المتقدمة في أبوظبي. ويوفر برنامج هندسة النظم الدقيقة للطلاب المعرفة الأساسية والمهارات والتدريب اللازم للنجاح في حياتهم المهنية في المجالات الصناعية أو الأكاديمية التي تعتمد على تقنية أجهزة أشباه الموصلات والدوائر المتكاملة. ويقدم البرنامج أربعة مسارات رئيسية، هي الدوائر والأجهزة والضوئيات، بالإضافة إلى مسار النظم الكهروميكانيكية الدقيقة الذي يبدأ في الخريف المقبل. وتشمل هذه المسارات جوانب متنوعة من مجالات التقنية المتقدمة التي تظل على رأس أولويات حكومة أبوظبي لتحقيق أهدافها التنموية على المدى الطويل. وتخرجت الدفعة الأولى من طلبة برنامج هندسة النظم الدقيقة، وحصل خريجو البرنامج على شهادات الماجستير في أواخر شهر مايو من العام الحالي. وساهم هذا البرنامج أيضاً بنسبة كبيرة في إجمالي المشروعات البحثية المقدمة خلال عام 2011. ويتولى فريق هيئة التدريس، المكون من 12 عضواً من ذوي المؤهلات العالية ومن المختصين في مجالات مختلفة من هذا البرنامج، الإشراف على الطلاب وتوجيههم في مجالات البحوث المختلفة، ومنها الدوائر والأجهزة الإلكترونية، والضوئيات والأجهزة البصرية الإلكترونية، والميكانيكية الالكترونية الضوئية والدوائر المتكاملة. وتضم المقررات الأساسية للبرنامج تقنية المعالجة النانوية الدقيقة، ومختبر النظم الرقمية، والأجهزة الإلكترونية الدقيقة المتكاملة، ومعالجة الإشارات المتقدمة. وتتمثل أحد أهداف معهد مصدر في إعداد نخبة مميزة من الكفاءات من أبناء الدولة للإسهام في تحويل أبوظبي إلى مركز إقليمي وعالمي في مجال الطاقة المتقدمة والتقنيات المستدامة، لكن على نحو أكثر تحديداً، يساهم برنامج هندسة النظم الدقيقة للإلكترونيات الدقيقة في دفع الأبحاث والدراسات الرائدة وتوجيهها نحو الاتجاهات القائمة والجديدة على حد سواء. ويشمل البرنامج مجالات عدة تتراوح بين أحدث تقنيات تصنيع وسبك الدوائر المتكاملة إلى مفاهيم الأجهزة الجديدة وتوفير قدرات جديدة، إلى الدوائر والنظم التي تخلق إمكانات وقدرات جديدة لتلبية الاحتياجات الصناعية والعالمية المهمة، ومنها التقنيات الطبية وتقنية الطاقة. وقال الدكتور مروان خريشة عميد كلية الهندسة في معهد مصدر “تهدف برامج الماجستير لدينا لتعزيز القدرات الفردية للطلبة، الذين سيساهمون بدورهم في تطوير التقنيات النظيفة والمتقدمة والمستدامة على الصعيد العالمي، وعلى وجه أكثر تحديداً في منطقة الخليج، وقد تمكن عدد من الطلاب من دفعة عام 2011 من إيجاد وظائف في بلدان مثل الولايات المتحدة وألمانيا، ويقوم ذلك كدليل شاهد على المستوى الراقي للتعليم الذي يقدم في معهد مصدر”. وأضاف “تعتبر هندسة النظم الدقيقة من أكثر القطاعات الواعدة التي من شأنها أن تساهم في نمو قطاع التقنيات المتقدمة في أبوظبي وفقاً لتوجيهات القيادة الرشيدة في الدولة، ونحن على يقين من أن المزيد من الطلاب من دولة الإمارات ودول العالم سوف يستفيدون من الفرص المتاحة في هذه المؤسسة الأكاديمية القائمة على البحوث العلمية”. وفقاً لمايهيل روكو، رئيس التحرير مجلة بحوث جسيمات النانو، وهو مستشار أول في المؤسسة الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة، والرئيس المؤسس لمبادرة تقنية النانو الوطنية في الولايات المتحدة التي انطلقت في عام 1999، فإن سوق تقنية النانو تشهد بالفعل نموا سريعا. وحسب توقعات روكو في عام 2005، فإن حجم سوق منتجات تقنية النانو سيصل إلى تريليون دولار، بحلول عام 2015. وحسب قوله، فقد وصل حجم السوق بالفعل إلى نحو 300 مليار دولار في ظل معدل نمو سنوي يقدر بنحو 25% سنوياً في الفترة من عام 2010 إلى 2011. ويعمل طلبة برنامج هندسة النظم الدقيقة في معهد مصدر في أحدث المختبرات العلمية، ومنها مختبر التصنيع الدقيق، ومختبر الفحص المجهري والتحليل، ومختبر النظم الرقمية، وغيرها من مختبرات أعضاء الهيئة التدريسية كل على حدة. وتتيح هذه المختبرات للطلاب فرصاً مميزة لإجراء البحوث على أحدث المعدات المتطورة تقنياً. من جانبه، قال الدكتور مايكل بروت، أستاذ هندسة النظم الدقيقة في معهد مصدر “برنامج هندسة النظم الدقيقة يقدم تجربة صعبة ولكنها مفيدة، حيث يعد الطلاب لمهن في مجال تصميم الدوائر التماثلية والرقمية، علاوة على بحث وتطوير الأجهزة الإلكترونية والضوئية وأجهزة النظم الكهروميكانيكية الدقيقة”. وأضاف “يسعى برنامج الماجستير إلى تزويد الطلاب بمعرفة واسعة في جميع هذه المجالات، وأيضاً الحصول على مهارات محددة في المجال الذي يختارونه من خلال المقررات الاختيارية ومشاريع البحوث المتطورة، هدفنا هو تمكين طلابنا من تطوير تصاميم وتقنيات جديدة من شأنها أن تحدث ثورة فعلية في مجال نقل البيانات، والصحة، وأجهزة الاستشعار، والنظم المحيطة”. وتم طرح برنامج هندسة النظم الدقيقة في معهد مصدر، بالتعاون مع شركة استثمار التكنولوجيا المتقدمة (أتيك) في أبوظبي، ويوفر البرنامج للطلاب المعرفة الأساسية والمهارات والتدريب اللازم لمستقبل مهني ناجح في المجالات الصناعية أو الأكاديمية التي تعتمد على أجهزة أشباه الموصلات وتقنية الدوائر المتكاملة. وتتضمن المجالات الأخرى التي يقدم البرنامج فرصاً مهنية، تصميم النظم الإلكترونية التماثلية/ الرقمية، علاوة على بحث وتطوير الأجهزة الإلكترونية، والضوئية المتقدمة وأجهزة النظم الكهروميكانيكية الدقيقة. وأنشأ معهد مصدر بالتعاون مع معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وهو يدمج النظرية والتطبيق لإرساء ثقافة الابتكار والريادة، والعمل على تطوير التفكير النقدي وإعداد قادة الغد. وبفضل أعضاء هيئة التدريس من ذوي المستويات العالمية، ونخبة من الطلبة الموهوبين، يحرص المعهد على إيجاد حلول لتحديات الطاقة النظيفة وتغير المناخ من خلال التعليم والبحوث.