واشنطن (وكالات) - حذر المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان برنستون ليمان، من مواجهة نصف مليون شخص من ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان لمجاعة بحلول مارس المقبل جراء منع الحكومة السودانية منظمات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى من الدخول للولايتين المنكوبتين.
وكشف ليمان لوكالة “بلومبيرغ” الإخبارية أن إدارته كانت قد حثت الحكومة السودانية على وقف القصف الجوي بولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان الذي أودى بحياة العشرات من المواطنين العزل. وجدد تأكيده بأن الإدارة الأميركية قد أوقفت كل الخطوات الرامية إلى رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب إثر إشعال الحكومة السودانية للحرب في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.. واستمرار الطيران الحكومي في قصف المناطق الآهلة بالسكان. وأعرب المبعوث الأميركي للسودان عن خشيته من أن الحرب المشتعلة في الولايتين المجاورتين لجمهورية جنوب السودان “ربما تقود إلى حرب شاملة بين الدولتين الجارتين.. سيما أن هذه الحرب قد بدأت في الحدود بينهما”.
ونسبت الوكالة إلى ليمان قوله في تصريحات أدلى بها في بريتوريا عاصمة جنوب أفريقيا، إن ما يحدث “يمكن أن يكون مأساة مروعة من شأنها أن تهز الضمائر في أفريقيا والعالم لسنوات قادمة”. وقال إن على الزعماء الأفارقة أن يحثوا حكومة السودان على السماح للوكالات الدولية ووكالات المعونة التابعة للأمم المتحدة من الوصول إلى المنطقتين. وقال ليمان، إن الصراع في الولايتين “صراع خطير وبسبب هذا الصراع كانت هناك اشتباكات بين الحكومة السودانية وقوات جنوب السودان عبر الحدود”. وأضاف “لذا فإن هناك خطرا ليس فقط من هذا الصراع، وحسب وإنما كذلك من أن ينتشر ويعم بين البلدين. إذا لم يوضع هذا الصراع تحت السيطرة، فإن ذلك يشكل خطورة”.
من جانبه، أعلن مسؤول في الخارجية الأميركية، فضّل حجب هويته لـصحيفة (ذا ناشونال) الأميركية أن حكومته لن تجلس وتتفرج على موت أكثر من مائة ألف من مواطني ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان جوعاً لأن حكومة الخرطوم ترفض إيصال الإغاثة لهم، مضيفاً: “نحن نخطط لهذا الأمر (الإغاثة) وحكومة الخرطوم تعلم ذلك”.
وكشف المسؤول الأميركي عن أن الإدارة الأميركية تعتزم القيام بعمليات إغاثة واسعة النطاق في المناطق التي تسيطر عليها الحركة الشعبية في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان. وشدد على أن حكومته في أعلى المستويات لن تسمح بحدوث مجاعة في هاتين الولايتين.وقال مراقبون تحدثوا للصحيفة المعنية أن خطوة واشنطن ستقود إلى المزيد من التدهور في العلاقات المضطربة بينها وبين الخرطوم، في ظل شلل تام لمجلس الأمن الدولي “الذي لم يحرك ساكناً لإغاثة المنكوبين في الولايتين”.
جوبا تقرر وقف إنتاجها النفطي بسبب خلاف مع الخرطوم
جوبا (ا ف ب) - أعلن وزير الإعلام في جنوب السودان برنابا ماريال بنجامين أن حكومة جنوب السودان أمرت أمس بوقف إنتاجه النفطي بسبب خلاف مع السودان الذي يقتطع قسما من هذا النفط خلال مروره بأراضيه. وأضاف برنابا ماريال بنجامين في ختام اجتماع لمجلس الوزراء في عاصمة الجنوب جوبا «أصدرت الحكومة تعليمات إلى وزير النفط واستخراج المعادن باتخاذ تدابير تمهيدا لوقف تام لإنتاج النفط». وقال «قرر مجلس الوزراء هذا التدبير اليوم (أمس الجمعة) بسبب كميات النفط التي تختلسها الخرطوم» التي تمتلك حتى اليوم المرفأ النفطي الوحيد الذي يعبره نفط جنوب السودان. وأبقى الوزير الباب مفتوحا على إمكانية التوصل إلى حل على أرفع المستويات. وأعلن أن «إنتاج النفط لن يتوقف كما لو أننا نقفل بابا... ذلك لا يمكن أن يأخذ أقل من سبعة أيام». وأضاف «اتفق مجلس الوزراء أيضا على ان يلتقي الرئيس (الجنوب السوداني سيلفا) كير (الرئيس سوداني) عمر البشير على هامش اجتماعات قمة الاتحاد الافريقي في اديس ابابا في 27 يناير».
عدد اليوم
