الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السماء حصن يحمي الأرض من الأشعة والقذائف القاتلة

السماء حصن يحمي الأرض من الأشعة والقذائف القاتلة
26 يوليو 2013 21:06
أحمد محمد (القاهرة) - يختلف منظر السماء من سطح الأرض حسب الوقت وفصل السنة والطقس، خلال النهار تظهر زرقاء عميقة، وعند شروق الشمس وغروبها تظهر صبغات الأحمر والأصفر والبرتقالي وفي الليل تبدو سوداء. وورد في فضائل السماء، أنها مزينة بسبعة أشياء، بالمصابيح والقمر والشمس والعرش والكرسي واللوح والقلم، ثلاثة منها ظاهرة وأربعة خفية، جعلها تعالى قبلة الدعاء فالأيدي ترفع إليها، والوجوه تتوجه نحوها، محل الصفاء والطهارة، وتكرر ورود لفظة «‏السماء‏»‏ في القرآن الكريم ثلاثمئة وعشر مرات‏.// تعكس السماء عظمة الخالق وإتقان صنعه وإبداع خلقه، ورغم أنها ترى بالعين، إلا أن هذه العين لم تستطع أن تحوي كل أسرار هذا الخلق، ولا تكشف بعضه، فقط نرى الجمال والنظام الإلهي خاصة في الليالي الصافية وبها مليارات النجوم تحتها تزينها، والسماء في لغة العرب هي كل ما يعلو غيره، ووصفها القرآن بأنها جنس السموات السبع، مرفوعة موسعة، موضع الرزق والبركات، تحوي الصيب والرجز والكسف، ذات الرجع، ملئت حرساً شديداً وشهباً، مزدانة بالمصابيح، ذات بناء وأبواب وحبك. بعث النبي وذكر الحافظ ابن كثير أنه كان للشياطين مقاعد في السماء فكانوا يتسمعون الوحي، وكانت النجوم تجري وكانت الشياطين لا تُرمى، فإذا سمعوا الوحي نزلوا إلى الأرض إلى آخره ثم مُنعوا من هذا فعزلوا عن السمع وكما قال الله عز وجل عن الجن: (وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا * وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا)، «الجن: الآيتين 8-9»، يعني مرصداً. وأوضح بعض السلف بأن الجديد أن ذلك صار مضاعفا فوجدوا السماء ملئت حرساً شديداً وشهباً أكثر وأعظم مما كان، يعني كانوا يرجمون قبل بعث النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن ذلك بعد بعثه صار أشد وتضاعف. واستراق هؤلاء الشياطين للسمع أنهم يرقى بعضهم على بعض وكل واحد منهم يلقي الكلمة للذي يليه حتى يصل إلى الكاهن، فيكذب معها مائة كذبة، فيتبعه الشهاب الثاقب، كأنه جذوة من نار تلقى على هذا الشيطان. ينبه الله تعالى في مواضع عدة من القرآن الكريم إلى خلقها ورفعها وإحكام بنائها وجعلها مكللة بالكواكب والنجوم والأجرام التي لا تحصى دون تفاوت أو خلل فيقول سبحانه (أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها، رفع سمكها فسواها)، «النازعات: «الآيتين 27- 28». مسير النجم ويقول تعالى: (والسماء ذات الحبك)، «الذاريات: الآية 7»، وقد جاء في التفسير أن الحبك جمع حبيكة أي مسير النجم وقال ابن عباس، أي ذات الجمال والبهاء والحسن والاستواء، فإنها من حسنها مرتفعة شفافة، شديدة محكمة البناء، متسعة الأرجاء، أنيقة البهاء. وقد أكد القرآن هذا المعنى في مواضع مختلفة، ونبه إلى الحكمة وراء التناسق والإبداع، في قوله: (أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج)، «ق: الآية 6»، وقد أكد القرآن الكريم هذا المعنى في مواضع مختلفة، ونبه العباد إلى الحكمة السامية وراء التناسق والإبداع في خلق هذا الكون، في مثل قوله تعالى: (أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج)، وقوله: (الذي أحسن كل شيء خلقه). قال الإمام القرطبي، والسماء ذات الحبك، المراد بالسماء هاهنا السحب التي تظل الأرض، وقيل السماء المرفوعة، وقال ابن عمر هي السماء السابعة. الليل والنهار والمقصود من هذا القسم أن يتأمل الناس في نظامها البديع فإنها كما قال ابن القيم، من أعظم آياته قدراً وارتفاعاً وسعة وسمكا ولوناً وإشراقاً، وهي محل ملائكته، وهي سقف العالم وبها انتظامه، ومحل النيرين اللذين بهما قوام الليل والنهار والسنين والشهور والأيام والصيف والشتاء والربيع والخريف، ومنها تنزل البركات، وإليها تصعد الأرواح وأعمالها وكلماتها. وقد تكرر القسم بها في القرآن أكثر من مرة، ووصفت بأوصاف مختلفة لحكم وفوائد عظيمة، قال تعالى: (والسماء ذات البروج)، «البروج: الآية 1»، أي ذات النجوم العظيمة، أو ذات الخلق الحسن، أو ذات المنازل. وفي قسم آخر: (والسماء ذات الرجع)، «الطارق: الآية 11»، ذكر المفسرون أن الرجع هو المطر أو الماء أو السحاب، والرجع تأتي أيضاً بمعنى الرجوع أو العود، وتشير الآية الكريمة حسب الاجتهادات العلمية إلى الدورة المستمرة بين المحيطات والأنهار وتبخر جزء من مياه الأرض وعودته من السماء على هيئة أمطار. مرآة ويقول العلماء إن السماء تعكس الأشعة الحرارية تحت الحمراء فترجعها إلى الأرض لتدفئها، كما تعكس السماء وترجع ما ينقذف إليها من الأرض، كذلك فإنها تمتص وتعكس وتشتت ما ينقذف إليها من الكون والعالم الخارجي، وهي بذلك تحمي الأرض من قذائف الأشعة الكونية المميتة، ومن الأشعة فوق البنفسجية القاتلة. وقال ابن عباس، الرجع هو السحاب وفيه المطر، أو القطر والرزق كل عام، قال مجاهد، السحاب يمطر ثم يرجع بالمطر، وقال قتادة، ترجع بأرزاق العباد والغيث كل عام، ولولا ذلك هلكوا، وهلكت مواشيهم. سر أجهز البث الإذاعي والتلفزيوني يقول العلماء إن السماء أشبه بمرآة عاكسة للأشعة والموجات الكهرومغناطيسية، فهي تعكس أو ترجع ما يبث إليها من الأمواج اللاسلكية والتلفزيونية التي ترتد إذا أرسلت إليها بعد انعكاسها على الطبقات العليا، وهذا هو أساس عمل أجهزة البث الإذاعي والتلفزيوني عبر أرجاء الكرة الأرضية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©