ناشفيل (الولايات المتحدة) - وكالات الأنباء: حذر الرئيس الأميركي جورج بوش مساء أمس من ان اي انسحاب متسرع من العراق من شأنه ان يقوض صدقية الولايات المتحدة وسيساهم في خلق قاعدة إرهابية أكثر خطورة من افغانستان ''طالبان''· وقال بوش في ناشفيل خلال اجتماع لدعم احد المرشحين ''اذا انسحبنا من العراق قبل انجاز العمل وكما يطالب البعض فان ذلك سيكون هزيمة كبرى للولايات المتحدة في الحرب الشاملة على الارهاب''· واضاف ان ''هذا الامر سيقوض صدقية الولايات المتحدة'' مضيفا ''اذا انسحبنا من العراق قبل انجاز العمل فان هذا الانسحاب سيخلق دولة إرهابية أكثر خطرا من افغانستان في ظل طالبان، دولة إرهابية مع قدرة تمويل نشاطاتها بسبب عائدات النفط العراقي''· واوضح ان ''هذا الامر سيعني ان رجالا شجاعتهم لا تضاهى قدموا حياتهم من اجل لا شيء· وفي حال انسحبنا قبل انجاز العمل· فهم (الارهابيون) سيلحقون بنا الى هنا''· جاء ذلك مع اقتراب انتخابات الكونجرس ويعتزم بوش رفع لهجة رسائله التي مفادها أن أي إشارة لانسحاب أميركي من العراق سوف تعرض أمن الأميركيين للخطر· وأصبح من الموضوعات الرئيسية بالنسبة لبوش مسألة تصوير نفسه على أنه في وضع أقوى فيما يتعلق بالامن القومي من معارضيه الديمقراطيين حيث يكافح أنصاره الجمهوريون للاحتفاظ بالأغلبية في انتخابات مجلسي الكونجرس في 7 نوفمبر المقبل· وبدأ بوش منذ أمس سلسلة من الخطابات عن الحرب على الارهاب وسيحضر الذكرى الخامسة هذا العام لهجمات القاعدة في 11 سبتمبر على الولايات المتحدة ويلقي كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بعدها بثمانية أيام· وفيما توضح استطلاعات الرأي أن معظم الأميركيين يعتقدون أن غزو العراق كان خطأ فإن بوش كان صريحا بشأن مشاكل الفوز في صراع قتل فيه أكثر من 2600 من القوات الأميركية·
وكان مستوى شعبية بوش قد ظل منخفضا طوال الوقت بسبب الاستياء الشعبي على القتلى الأميركيين في العراق· ولكن شعبيته ارتفعت بعدما قالت بريطانيا مؤخرا إنها أحبطت مؤامرة لنسف طائرات ركاب كانت متجهة إلى الولايات المتحدة وهي واقعة قال المحللون إن واضعي الاستراتيجية في البيت الأبيض الذين يتطلعون إلى يوم الانتخابات لم يضيعوها هباء· وقالت المتحدثة باسم البيت الابيض دانا بيرينو أمس ''الشيء الهام هو أن كل هذا العنف وكل تلك التهديدات هي ضمن نضال إيديولوجي منفرد''· ويتهم الديمقراطيون الادارة الاميركية بوضع سيناريوهات يوم القيامة لتبعد الانظار عن الفشل الاستراتيجي وخيبة الأمل وقلة التخطيط في العراق وأفغانستان وأماكن أخرى· وقد سعى بوش على تجنب تصوير الديمقراطيين بأنهم غير وطنيين قائلا إنه يعترف بشكوكهم في استراتيجيته ولكنه لا يشاركهم في ذلك·
وصرحت بيرينو للصحافيين ان بوش سيلقي خطابا في سولت ليك سيتي في ولاية يوتا (غرب) سيكون الأول في سلسلة هذه الخطب التي تهدف الى اقناع الأميركيين بان المهمة العراقية تندرج في اطار ''الحرب الشاملة على الارهاب'' ''· وأكد بوش ان خطبه لن تكون ''سياسية''·
وخلال الاجتماع الخاص بدعم مرشح ناشفيل (تينيسي) مساء أمس الأول دعا بوش الأميركيين الى ''المحافظة على ثباتهم وعزمهم وتصميمهم''، وانتخاب المرشحين الذين ''يدركون اهمية الرهانات''·
عدد اليوم
