نظمت دار «كُتّاب» للنشر والتوزيع أمسية ثقافية لمناقشة كتاب «إيجابيتي» للكاتب ضرار بالهول الفلاسي مدير مؤسسة وطني، مساء أمس الأول في «كًتّاب كافيه ـ مردف أبتاون» بدبي، بمشاركة كوكبة من الكتاب والمثقفين والإعلاميين.
قدم الأمسية الناشر جمال الشحي فاعتبر أن ضرار بالهول الفلاسي يختزن تجربة ثقافية عميقة في نشر الوعي الاجتماعي بمضامين إنسانية شفافة من خلال «مؤسسة وطني» التي يديرها على مدى سنوات.
ويلعب دوراً في غاية الأهمية والتأثير الخلاق على الأجيال الشابة.
هذا فضلاً عن كونه يمتلك تجربة غنية على مستوى تغيير شخصيته بالمعنى الإيجابي الفذ، حيث أذهل عارفيه ومحبيه، لأنه أنقلب بمعدل مائة وثمانين درجة، من شخصية غضوبة تثور كالعواصف بوجه المختلفين معه، إلى أخرى حليمة توازن الأمور بعين العقل والحكمة، فتدهش من يعرفه أو يحتك به.
ولاحظ الشحي أن كتاب ضرار بالهول «إيجابيتي»، موضوع الأمسية، الذي هو عبارة عن تغريدات على «تويتر»، يدخل في إطار علوم «البرمجة العصبية» الرائجة في العقدين الأخيرين، إلا أن بالهول يقدمها بطريقة أقل تعقيداً وأكثر بساطة.
تاركا للمحاضر أن يقدم نفسه وموضوعه.
وتحدث ضرار بالهول الفلاسي عن كتابه الصادر حديثاً ضمن «سلسلة كتاب وطني»، التي تنشرها «مؤسسة وطني»، التي قامت عام 2005 بتوجيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي رعاه الله.
ولفت الفلاسي النظر إلى أن فكرة الكتاب، التي تتضمن خلاصة تجربته الشخصية، وجعلت منه شخصية إيجابية، يمكن أن يردها إلى شخصيتين، الأولى هي جدته، التي كانت تحثه وتطالبه بأن يقول: «لبيك» لكل من يثيره بقول أو فعل.
والشخصية الثانية هي الدكتورة أمل بالهول، المتخصصة بعلم النفس، التي قصدها بوعي لمعالجته من سرعة الغضب والتوتر وإطلاق الأحكام على الآخرين، فقالت له: قبل أن ترد على أي شيء لا يرضيك إبدأ بالعد من عشرة إلى واحد.
بمعنى أعطي نفسك فرصة للتأمل بما ترد، فحسب ردها سخرية للوهلة الأولى.
ويضيف الفلاسي بأن البداية كانت صعبة قليلاً إلا أنه بالمزيد من التأمل والتفكير بالأمر بينه وبين نفسه، والتمرين، توصل إلى مجموعة قواعد معرفية تختزل الكتاب.
تبدأ بما سماه «الحمية الذهنية»، على وزن «الحمية الغذائية»، التي تحذر المصابين بالسمنة بالامتناع عن تناول السكريات والنشويات والـ«هايدروكاربونات»، فالحمية الذهنية تدعوك إلى المحاولة لمنع ذهنك من السلبيات متمثلة، بسوء الظن، الغضب، التفكير السلبي.
موضحاً أن الأمر بمنتهى البساطة، حيث يتعين على المرء أن يجرب المسألة لمدة أسبوع فقط، وسوف يكتشف من النتائج الإيجابية المباشرة على شخصيته ما يذهله.
موضحاً أن المسألة يجب أن تتم بدقة، بحيث إن لا يقع المرء بواحدة من هذه النقاط الثلاثة ولو لمرة واحدة خلال الأسبوع، وإذا ما حصل ذلك يتعين عليه البدء من جديد، وإلا لن يحقق ما يرجوه.
ويؤكد ضرار بالهول أن مفاتيح الحمية الذهنية لاعتماد الإيجابية في حياة المرء هي خمسة: تستطيع أن تكون إيجابياً بالتركيز على الحلول بدلاً من الاعتقاد بأن طريقة التفكير الإيجابي لا تنفع.
عَوِّدْ ومَرِّن نفسك على معرفة ما لديك، وليس على ما تفتقده.
ركز على الحلول وليس المشاكل.
قرر الآن أن يكون لديك فضول إيجابي بدل أن تكون منتقداً.
تجنب السلبيين.
واستطرد بالهول عارضاً مشروع التحول إلى الإيجابية، التي يوضحها بكتابه بالكثير من التفاصيل، التي أدهشت الحضور.
مختتما بمقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي رعاه الله: أخذ المخاطرة والفشل ليس فشلاً، الفشل الحقيقي هو الخوف من أخذ أي مخاطرة، ومنوهاً كذلك بكتاب «ومضات» لسموه، الذي يعتبر نبراساً فذاً للتفكير الإيجابي.
وفي الختام جرى حوار مطول، رد خلاله بالهول على أسئلة واستيضاحات الحضور.
وتلا ذلك حفل توقيعه على الكتاب لجمهور الأمسية، الذين ضاق بهم المكان على غير العادة.
عدد اليوم
