بيروت - ستوكهولم - دبلن - وكالات: أعلن حاكم مصرف لبنان المركزي في تصريحات أمس أن مبالغ كبيرة وزعها حزب الله على الذين فقدوا منازلهم في الحرب مع إسرائيل قدمت من أموال نقدية جاءت من الخارج·
وقال رياض سلامة حاكم مصرف لبنان إن الاقتصاد اللبناني ربما ينكمش بنسبة خمسة في المئة على الأقل في عام 2006 إذا استمر الحصار الجوي والبحري الإسرائيلي·
وبعد وقت قصير من سريان هدنة تم التوصل اليها بوساطة من الأمم المتحدة يوم 14 اغسطس الماضي وزع حزب الله ما يصل الى 12 ألف دولار نقداً على كل أسرة فقدت منزلها في القصف· ومشروع التعويضات يتكلف 150 مليون دولار على الاقل· وقال سلامة: ''من حيث المبدأ جاءت هذه الأموال عن طريق الشحن باعتبار انها ليست صادرة عن المصرف المركزي والا كانت بالعملة الوطنية ولم تأت من القطاع المصرفي لانه اساسا كان هناك نقص في البنكنوت في ذلك الوقت''· وأضاف ''القطاع المصرفي مجبر اذا سحب كميات من النقد على أن يعلن عنها· أظن أن العملية مرتبطة بعملية جمارك وشحن· ''ويعتقد على نطاق واسع أن الاموال جاءت من ايران المؤيد الرئيسي لحزب الله لكن سلامة قال إن ما فعله حزب الله لا ينتهك القوانين اللبنانية مضيفاً أن مصرف لبنان المركزي مستعد للرد على أي تساؤلات دولية·
وقال سلامة: ''لا اعتقد ان هذا الامر سيؤدي الى ازمة لان النظام الموضوع في لبنان مقبول دولياً ونحن مستعدون للإجابة على الأسئلة التي تأتينا من الخارج وهيئة التحقيق اللبنانية الخاصة تعد جزءاً من العمولة المالية ومعترف بالجدية في عملها·
وتهدف هذه الأموال الى توفير إيجار مسكن لمدة عام وتكاليف الاثاث لكل اسرة الى ان يعاد بناء 15 الف منزل دمرت في الحرب·
وقال سلامة إن الحرب التي اندلعت بعد ان اسر حزب الله جنديين اسرائيليين في هجوم عبر الحدود ستؤدي الى انخفاض توقعات النمو في عام 2006 الى الصفر من خمسة في المئة مما سيلحق خسائر قيمتها تقدر بملياري دولار بالاقتصاد اللبناني· وقال ''السيناريو الثاني الذي اعتمدناه مرتبط بطول الحصار وبالتأخير في انطلاق ورشة الإعمار· هذا السيناريو مبني على نمو سلبي خمسة في المئة حدا ادنى وهنا ترتفع تكلفة الخسائر الى ثلاثة مليارات دولار اميركي تقريباً·
وأضاف ''رأينا أن الحرب ستؤدي حتماً الى انخفاض النمو الى صفر في المئة عام 2006 وهذا يعد تكلفة على الاقتصاد اللبناني بواقع ملياري دولار اميركي لاننا كنا نتوقع نمواً قدره خمسة في المئة سنة ·2006
ونما الاقتصاد اللبناني بواقع واحد في المئة في عام 2005 بعد ان هز اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري الأسواق المالية·
من جانب آخر دعا رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة امس إلى الرفع الفوري للحصار الاسرائيلي البحري والجوي على بلاده·
وقال السنيورة في كلمته أمام مؤتمر المانحين الذي تستضيفه السويد لمدة يوم واحد إن استمرار هذا الحصار ''سوف يقوض بقوة'' كل الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار والأمن في لبنان·
ويشارك في المؤتمر الذي تستضيفه السويد لبحث سبل المساعدة في إعادة إعمار ما دمرته الحرب الاسرائيلية ضد لبنان ممثلو حوالي 60 دولة ومنظمة دولية وإقليمية· ويأمل منظمو المؤتمر الحصول على مساعدات بقيمة 500 مليون دولار لصالح لبنان·
وقال السنيورة: إن بلاده في حاجة إلى هذه الأموال لمساعدة مئات الالاف من المشردين في هناك قبل حلول الشتاء المقبل·
وقال رئيس الوزراء السويدي جوران برسون الذي تستضيف بلاده المؤتمر: إن الاجتماع يأتي استجابة لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 مضيفاً '' وجود لبنان قوي ومستقر ويعيش في سلام يصب في مصلحتنا جميعاً''· وقد تعهدت السويد بتقديم 20 مليون دولار للبنان بما في ذلك تمويل عمليات تطهير الجنوب اللبناني من الذخائر الإسرائيلية التي لم تنفجر خلال العمليات العسكرية وأصبحت ألغاما موقوتة تهدد حياة الالاف من المدنيين اللبنانيين·
وكان رئيس الوزراء السويدي قد ذكر في مقال مشترك مع نظيره اللبناني نشرته صحيفة جوتبورجس بوسطن إن لكل دولة الحق في الحياة داخل حدود آمنة معترف بها وحرة من أي احتلال أجنبي·
أعلنت أيرلندا أمس أنها سوف تضاعف من حجم المساعدات التي تقدمها للبنان وقطاع غزة لتصل إلى أربعة ملايين يورو (خمسة ملايين دولار)·
وذكر بيان رسمي صدر بمناسبة عقد مؤتمر المانحين للبنان في السويد أن وزير الدولة الايرلندي للتنمية والتعاون كونور لينيهان اطلع على الموقف الانساني وجهود إعادة التعمير في لبنان من جانب كل من رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة ومنسق الشؤون الانسانية التابع للامم المتحدة في لبنان يان إنجلاند· وذكرت الحكومة الايرلندية أنها قدمت للفلسطينيين واللبنانيين مساعدات قيمتها مليوني يورو منذ بدء الأزمة الأخيرة·
وحصل لبنان على 3ر1 مليون يورو من هذه المساعدات في حين حصل الفلسطينيون على 700 ألف يورو·
عدد اليوم
