الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

كندا تسعى لتسهيل عمليات التنقيب عن الرمال النفطية

26 يوليو 2013 21:30
لا يبدو أن هناك قواسم مشتركة بين سباق السيارات ونشاط استخراج النفط، إلا أن هذه الرياضة قدمت دروساً مفيدة لشركات الطاقة التي تنقب في رمال كندا النفطية الشاسعة. في سباقات السيارات من المهم وجود نقاط الاستراحة السريعة والتزويد بالوقود والكشف عن الإطارات. كذلك من المهم أيضاً تنظيم استخدام الوقت في صناعة تقوم فيها شاحنات بحجم المنزل بنقل أطنان من الخام المشابه للبيتومين لتكريره. أهم شيء هو الحفاظ على حركة الشاحنات التي تحمل ما يساوي آلاف الدولارات من المواد الخام. غير أن السائقين يحتاجون إلى استراحات ومن خلال تنفيذ نظام استراحات جيد بحيث يستطيع السائقون المناوبة بصفة دورية على نحو يساعد الشركات على توفير الوقت وزيادة الإنتاجية. ربما يبدو ذلك تغيراً طفيفاً لصناعة استثمرت مليارات الدولارات في التنقيب عن ثروات كندا المعدنية والنفطية، ولكنه يعطي صورة عن الصعوبات المالية التي تواجه هذا القطاع. فبعد سنوات من ارتفاع التكاليف بدأ هذا المجال يتراجع. يذكر أنه خلال طفرة 2006 - 2008 كانت المشروعات تعاني من نقص العمالة وزيادة التكاليف الحادة. وأضحت الكفاءة عنصراً مهماً في وقت تواجه فيه الرمال النفطية منافسة من مصادر أخرى كالنفط والغاز الصخري. كما أن سعر الخام الكندي الثقيل منخفض السعر (الناتج جزئياً عن مخانق خطوط الأنابيب) زاد من المشكلة. وقال اقتصاديون من سي آي بي سي وورلد ماركتس إن هناك ثلاثة توجهات تشكل تحديات لو أن كندا أرادت مضاعفة قيمة قاعدة مواردها وهي: تزايد موارد النفط والغاز الصخري بالولايات المتحدة، وتحول نمو الاستهلاك إلى آسيا، وقائمة طويلة بالدول المنتجة للنفط المفتوحة لمشاركة الأجانب. وقالت لورين ميتشلمور رئيس شل كندا ورئيس مجلس الإدارة الإقليمي: «كنا في فترة نمو لعشر سنوات. وسنركز هذا العقد على التميز العملياتي. ونحن نتخذ خطوة إلى الخلف للتأكد من أننا بالفعل نعمل بكفاءة». تعتبر شل من ضمن عدد من كبريات الشركات التي اشتغلت في رمال كندا النفطية. ويشكل النفط الثقيل مثل البيتومين. الكثيف (والذي لا يتدفق بسهولة، ما يجعل استخلاصه صعباً) - أكثر من 4% من محفظة شل من حيث الإنتاج. وقالت ميتشلمور إنه يجدر التأكد من أن النفط الثقيل ذو قدرة تنافسية بالمقارنة بمصادر أخرى مثل الغاز الطبيعي. وضعت الرمال النفطية الكندية - التي تبلغ مساحاتها مثل مساحة ولاية فلوريدا - كندا على خارطة قوى الطاقة العظمى، جاذبة عشرات مليارات الدولارات من الاستثمارات وجعلتها مورداً مهماً طويل الأجل للولايات المتحدة والاقتصادات الآسيوية. غير أن العملية تثير معارضة بيئية بسبب مستويات غاز الدفيئة المرتفعة التي تولدها. فضلاً عن المعارضة البيئية تواجه الرمال النفطية منافسة شديدة من طفرة النفط والغاز الأميركية التي تجبر الشركات على تقليص الأسعار. أحد الذي تضرر مؤخراً من ذلك يتمثل في مشروع فواياجيرابجريدر في البيرتا الشمالية، حيث اشترت شركة سنكور إينري حصة مخفضة السعر مقابل 1.5 مليار دولار كندي (1.45 مليار دولار أميركي) في المشروع. وقالت توتال شريكها الفرنسي في شهر مارس إنها تعتزم بيع حصتها البالغة 49% إلى شركة سنكور. وكانت المحطة البالغة سعتها 200000 برميل يومياً مصممة بغرض تحويل البيتومين من عدد من حقول الرمال النفطية إلى خام خفيف جاهز للتكرير. غير أنه كان يتعين على ذلك الخام منافسة النفط المتزايد القادم من ولاية نورث داكوتا المتشابهة خصائصه مع البيتومين المكرر. كذلك تتعاون الشركتان في مشروعين آخرين هما مشروع جوسيلين الواقع في منطقة الرمال النفطية في أثاباسكا بكندا ومشروع فورت هيلز للتنقيب عن الرمال النفطية. وقال أندريه جوفارت مدير الاستكشاف والإنتاج بشركة توتال في كندا: «فيما يخص فواياجير كانت قد تأخرت كثيراً في المشروع وكانت السوق قد تغيرت كثيراً بدرجة لا تتحملها الشركة». وأضاف جوفارت: «تحرز المناجم تقدماً جيداً. ونحن نستعد لبدء إنتاج فورت هيلز في النصف الثاني من هذا العام. وقد عملنا على مواءمة الإنتاج لكل دولار أميركي تم استماره». وقال مارك أوبرستوتر محلل مشاريع التنقيب والاستخراج بأميركا الشمالية في وود ماكنزي الاستشارية: «منذ تضخم الأسعار عام 2008 - 2009 كان هناك تحفظ على التكاليف، خصوصاً في مشاريع التعدين الضخمة. ولا يزال تضخم التكاليف يشكل قلقا». كما أن أحد التحديات الكبرى التي يواجهها المنتجون يتمثل في الخفض الذي يتداول به نفط شركة ويسترن كنديان الثقيل الذي يشكل نحو 45% من إجمالي إنتاج الخام، مقارنة مع خام نفط غرب تكساس المتوسط المرجعي. تم تداول ذلك النفط بخفض يصل إلى 43 دولار للبرميل في الشتاء الماضي مقارنة بمتوسط غير مسبوق بلغ 17 دولار للبرميل حسب تحليلات سي آي بي سي بسبب المخانق سواء من حيث النقل والتكرير. وقلَّ هذا الفرق منذ ذاك تدريجياً. يعد توصيل النفط إلى السوق أمراً مهماً وكلما زادت الخيارات كلما كان الوضع أفضل - جنوب ساحل الخليج الأميركي عبر مشروع كيستون إكس إل المثير للجدل أو غرب ساحل بريتيش كولومبيا أو حتى شرق أسواق أونتاريو وكيبك. ينصب معظم الاهتمام على خط أنابيب كيستون المصمم لنقل النفط الثقيل على هيئة بيتومين مخفف من كندا إلى مصاف واقعة على ساحل خليج الولايات المتحدة. أقر مجلس النواب الأميركي مؤخراً مشروعاً كما هو متوقع ينص على عدم لزوم تصريح رئاسي للموافقة على فرع خط الأنابيب الواصل بين كندا ونبراسكا. غير أنه في مقدور المنتجين نقل شحناتهم من البيتومين إلى الساحل باستخدام السكك الحديدية ولكن تكمن المسألة فيما إن كان مشروع كيستون سيحصل على الموافقة. فإن لم يحدث هذا ربما ينتج عنه تأخيرات لتلك المشاريع التي لم تحصل على تصاريح بعد مثل فورت هيلز أو جوسلين حسب سكيب يورك نائب رئيس فريق استشارة مشاريع شبكات خطوط أنابيب النفط وتوزيعه في وود ماكنزي. وأشار جوفارت إلى أهمية اللوجيستيات في تطوير الرمال النفطية، ويعتقد معظم المعنيين أن هذا المجال سيجد سبيلاً لنقل إنتاجه، ومع استمرار تطور تقنيات الاستخراج لا أحد يتوقع أن تتخلى الشركات عن الرمال النفطية. ويعتقد جو أوليفر وزير الموارد الطبيعية الكندي أن هذه السنة ستكون سنة محورية في هذا الشأن. عن «فاينانشيال تايمز» ترجمة عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©