الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مدارس أبين.. خاوية

مدارس أبين.. خاوية
20 فبراير 2016 22:17
فهد البرشاء (ابين) لم يعرفوا من الحياة إلا الكهوف، ولم يعرفوا من اللغة إلا السلاح والدماء.. هكذا هم الحوثيون ترعرعوا ونشأوا في الكهوف والجبال، وخارج حدود نطاق البشرية، واستحال عليهم أن يكونوا نسيجاً واحداً في مجتمع تجمعه العادات والتقاليد، وحتى المذهب والديانة والتوجه. أرادوا غزو البلاد تحت حجج وذرائع كاذبة، ليغيروا معالم الأرض، وجغرافياً البلد ومذهبه السوي، ويغرسوا الفكر الإيراني الفارسي الذي لا يفرق بين الحلال والحرام، ويجيز لأنفسهم الأمارة بسوء كل تشتهي.. شنوا حربهم الضروس ضد الجنوب، فأهلكوا الحرث والنسل، وأحرقوا الأخضر واليابس، فلم تبقي حربهم شيئاً إلا وجعلته كالرميم، البشر والشجر والحجر وحتى حبات «المطر».. في قانونهم وشريعتهم كل شيء مرمى وهدف نيرانهم وقناصتهم، وما دفعهم، ففي أبين تجسدت الحرب الحوثية في أبشع صورها وأقذرها وأكثرها وحشية وهمجية، لم يكفهم ما حصدت أسلحتهم من أرواح وسفكت من دماء، بل تعدوا ذلك لتطال حربهم المدارس ومنبع الأجيال وعماد الحياة في أبين، فكانت المدارس أبين حكاية مع هذه الحرب الظالمة والهمجية وطالها من التدمير والعبث والخراب الكثير والكثير.. فأحالوها إلى «متارس» ليحتموا بها وثكنات عسكرية لجنودهم وأسلحتهم، ومسرح لممارسة حربهم العبثية ضد كل شيء، وجعل هذه المدارس هدف لنيرانهم التي لا تفرق بين أحد أو تستثني أحداً.. باتت بعض مدارس أبين بفعل هذه الحرب مجرد أطلال وفصول خاوية لا تصلح للدراسة «البته»، وذلك لما أحدثته آثار القصف وعملية التخريب التي قام بها الحوثيين فيها أوالعبث بمحتوياتها وممتلكاتها.. يقول الأستاذ جلال السعيدي مدير إحدى المدارس بأبين، إن هذه الحرب لم تستثن أحداً، وإنها دمرت أهم الأشياء، وهو صرح «التعليم» ممثل بالمدارس، وفي هذا دلالة على أن الحوثيين أرادوا تدمير التعليم وتجهيل الجيل لبثت أفكارهم ومعتقداتهم الخاطئة. ويضيف السعيد لم نتوقع أن نُصدم بواقع الدمار والخراب الذي طال المدارس، والذي يدل على تلك الهمجية والعبثية لحرب هذه المليشيات وحليفهم المخلوع.. ويردف السعيدي، وهو يشير بيده إلى أحد الأماكن التي تضررت جراء الحرب، فيقول: مثلما تلاحظ كانت هذه المدرسة إحدى الأهداف الحوثية والثكنات العسكرية لهم وقد طالها الضرر والخراب.. حجم الدمار الذي طال المدارس كبير جداً، وأعاق إلى حد كبير بعض المدارس في استيعاب الطلاب في بعض الفصول، ووضع خيام واستئجار منازل كحل بديل للدراسة. مدير تربية لودر الأستاذ ناصر عوض موسى بأبين، قال: أصبحت مدارس لودر في مرمى العدو، وتعرضت للكثير من الخراب والدمار وعمليات السلب والنهب بسبب اتخاذ الحوثيين لها كثكنات عسكرية لهم ومتارس لجنودهم وسلاحهم. ويضيف: لا تزال بعض المدارس متوقفة بسبب وجودها في مناطق النزاع والصراع كمدارس منطقة الحضن، ناهيك عن المدارس التي دمرت كلياً، وسويت بالأرض بفعل عمليات القصف العبثي والعشوائي والحرب التي دارت رحاها في لودر ومناطقها.. وأردف موسى لو وضعنا أرقاماً لتلك المدارس التي تضررت، فستكون على النحو التالي «المدارس التي تضررت 42 مدرسة - المدارس التي تعرضت لعمليات سلب ونهب 35 مدرسة»، بالإضافة إلى بعض مكتب تربية لودر الذي تعرض هو الآخر لعمليات نهب واسعة.. وأشاد موسى بدور هيئة الهلال الأحمر الإماراتية في إعادة ترميم مدارس عدن والتي منحت المدارس رونقاً وطابعاً آخر، أظهر مدى الصدق والأمانة التي تتمتع بها دولة الإمارات ورفدها لجانب التعليم في الجنوب، معرباً عن أمله النظر إلى مدارس محافظة أبين التي طالها من الخراب والدمار الكثير كي يتسنى للطلاب والطالبات مواصلة تعليمهم بدلاً من توقف معظم المدارس عن العمل.. إذن باتت بعض المدارس بأبين معطلة عن العمل بفعل الأضرار التي طالتها، وبات بعض الطلاب خارج نطاق العمل التعليمي حتى إشعار آخر، على أمل أن تمتد أياد بيضاء لانتشال هذه المدارس، وإعادة الحياة إليها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©