الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عودة التوتر إلى الحدود الأفغانية -الباكستانية

22 يوليو 2012
في الوقت الراهن، يزداد التوتر على امتداد الحدود بين أفغانستان وباكستان، وتهدد كابول بتقديم شكوى ضد إسلام آباد في مجلس الأمن الدولي، إذا لم توقف الهجمات الصاروخية التي تشنها على ولاية "كونار" الشرقية التابعة لها، والمتاخمة لحدودها مع باكستان. وقال "وصيف الله وصيفي"، المتحدث باسم حكومة كونار الإقليمية، إن ما يقرب من 850 صاروخا قد أطلقت على ولايته من باكستان المجاورة خلال الأسابيع الأخيرة، ما أجبر 500 عائلة على النزوح من ديارها هربا من القصف وسعيا للنجاة، وأن عشرة على الأقل من المدنيين قد قتلوا أو أصيبوا منذ بدأت عمليات القصف في شهر مايو الماضي. وقد قام مكتب الرئيس الأفغاني حامد كرزاي بالاتصال بالحكومة الباكستانية بشأن تلك الهجمات، وقال إنه سيحيل الأمر إلى مجلس الأمن الدولي للنظر بشأنه، إذا ما استمر القصف على ولاية "كونار". من ناحيتها أنكرت السفارة الباكستانية في العاصمة الأفغانية كابول بشدة أن جيشها قد أطلق النار على كومار. وقال المسؤول الإعلامي بالسفارة "اختر منير" إن المتمردين الذين يعملون على جانبي حدود البلدين ربما يكونوا هم من يقومون بإطلاق الصواريخ بهدف توتير الجو ودفع أفغانستان لتوجيه اللوم لباكستان". وأكد"منير" على أنه:" لا يوجد دليل على أن باكستان قد هاجمت ولاية كونار بالصواريخ". وأضاف: "اعتقد أن كل ما يقال في هذا الخصوص هدفه تشويه باكستان في المقام الأول". ولكن وكالة الاستخبارات الأفغانية، التي يطلق عليها اسم"المديرية الوطنية للأمن"، أصرت على أن الصواريخ تابعة للجيش الباكستاني. وقال"شفيق الله طاهري" المتحدث الرسمي باسم الوكالة لوكالة "رويترز" للأنباء :"نمتلك في الوقت الراهن أدلة تكفي لإثبات أن الصواريخ المستخدمة في تلك الهجمات تتبع الجيش الباكستاني". كما وجه "مولوي شاه زاده شاهد" عضو برلمان "كونار" اللوم للجيش الباكستاني، وقال إن وزن الصواريخ التي سقطت على ولايته يبلغ 120 كيلو جراما في المتوسط، وهو وزن يجعل من عملية حملها ونقلها من مكان لمكان بواسطة طالبان أفغانستان أو باكستان، أمراً في غاية الصعوبة". وادعى أيضاً أن سكان "كونار" قد شهدوا بأن الصواريخ تطلق من منطقة تقع بجوار مواقع قوات الجيش الباكستاني. وقال موضحاً ما يقصده:"لا يمكن لأحد أن يخفي الشمس بإصبعيه … لقد رأى سكان كونار المناطق التي تطلق منها الصواريخ بأعينهم". و"كونار" ولاية جبلية، تغطيها غابات كثيفة، تتاخم المناطق المعروفة باسم"المناطق القبلية المدارة فيدرالياً" في باكستان وهي مناطق لا يوجد لإسلام آباد سوى سيطرة محدودة عليها. وكانت منطقة "كونار" قد شهدت توترات مماثلة في يونيو2011 عندما اتهم المسؤولون الأفغان باكستان بإطلاق صواريخ على ولايتي"كونار" و"نانجارهار". وعند سؤال المسؤولين الأفغان عن السبب الذي يدعو باكستان لإطلاق صواريخ على المناطق الأفغانية المتاخمة لحدودها معهم؟ كانت الإجابة الجاهزة على هذا السؤال هي: "إن الهدف هو جعل الحدود منطقة غير مستقرة". ويُشار في هذا السياق إلى أن البلدين مفصولين بما يعرف بـ"خط دوراند" المتنازع بشأنه، وهو خط حدودي مرسوم على نحو غير واضح، تم تحديده بموجب اتفاقية بين البلدين عام 1893. ولكن أفغانستان لا تعترف بالخط الذي ترغب باكستان في الاعتراف به كخط حدود رسمي بين البلدين. ويعتقد "عبد الستار سادات"، المحلل السياسي أن باكستان كانت تستخدم تلك الهجمات لتوسيع نطاق سيطرتها على الأراضي بحيث يمتد لداخل أفغانستان. وقال موضحا ما يقصده:"على حد علمي فـإن القـوات الباكستانيـة تقدمـت حوالـي 20 كيلو متراً من المواقع التي كانت فيها باتجاه الحدود مع أفغانستان، وذلك في مواقع مختلفة على امتداد العام الماضي". وقال"سادات" إن باكستان ستكون سعيدة لو قامت أفغانستان بتقديم شكوى لمجلس الأمن الدولي عن القصف، حيث يمكن لها في هذه الحالة إثارة موضوع شرعية "خط دوراند" هناك على أمل تغييره، وهو شيء تتوق إليه منذ زمن طويل". وعندما سُئل في مؤتمر صحفي عقد مؤخراً عن السبب الذي دعا القوات الأفغانية، لعدم الرد على القصف الباكستاني، لم يكن لدى" ظاهر عزيمي" المتحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية، سوى الاكتفاء بالقول:"إن القوات المسلحة الأفغانية جاهزة تماماً لاتخاذ إجراء ضد هجمات الصواريخ، التي تتم بواسطة باكستان، ولكننا رغم ذلك لا نزال نفضل الانتظار". وأضاف"عزيمي" سوف نتخذ أجراء ضد القصف وفقاً لما يأتي إلينا من أوامر من مكتب الرئيس بهذا الخصوص". حفيظ الله جارديش صحفي بمعهد تغطيات الحرب والسلام وهو منظمة غير ربحية تتخذ من لندن مقراً لها ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم.سي.تي إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©