الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المجد الأسري 2

2 سبتمبر 2006 00:55
ننام ونصحو في ظل ثقافة تحصر النجومية والمجد لفئة المغنيين والممثلين والراقصين وحديثا فئة ''المؤديين''، فتطلق عليهم مسلسلة من الألقاب فهم النجوم والكواكب وأقطاب المجتمع وفي المقابل لا تجد ربة البيت صورة مشرفة عنها في وسائل الإعلام أو حتى في تعاملاتها اليومية فهي الكم المهمل في المجتمع أو أحد أعبائه، أما الزوج فهو الجندي المجهول ودليلي على ذلك اننا لم نشاهد برنامجا تلفازيا احتفى بزوج أو زوجة الا لو كانا من مشاهير نجوم الطرب والرقص، كما لم نسمع عن جائزة للزوجة أو للزوج المثالي في حين تقام سنويا مسابقات أجمل فتاة في العالم، وافضل اغنية وأفضل مغن وأفضل مسلسل وممثل وفيلم ومخرج وسيناريست بل لقد أذيع في احدى الفضائيات برنامج عن افضل ''الكومبارسات'' على الشاشة الفضية! وفي المقابل لا يتم الاشادة بزوج أو زوجة دخلا معترك الحياة اليومية بكل مشاقها ليكابدا صعوبات المعيشة والتربية فلم يصادفا يوميا تكريما كما لم تتم الاشادة بابن بار او ابنة قدمت نموذجاً مثالياً في تعاملها مع الأهل· وفي حين تنصب التماثيل للزعماء والمطربين والفنانين فإننا لم نشاهد ''تمثالا صغيرا'' لزوجة صبرت وكافحت أو صورة نشرت لزوج مساند لزوجته اللهم الا لو كان زوجا لسيدة مشهورة! فلماذا نحصر النجومية في فئات معينة في المجتمع؟ فنكوكب الممثلين ونعظم المطربين ونمجد المؤديين ونتقصى أخبار أعمالهم وعن كيفية انجازهم لأغنية أو مشهد ونهمل بناة المجتمع الحقيقيين فنهمشهم في الظل وخلف الاضواء؟ وكيف لنا بعد ذلك ان نقنع ربة بيت بأنها تحقق المجد الأسري أو نطالبها بالصبر والحلم مع رفيق الدرب؟ استطيع القول إننا في داخلنا نؤمن بأن البقاء للأقوى، حتى لو كان ذلك على حساب حياتنا الأسرية والا فلماذا تزداد الأنماط التي تتعامل بالسكين لا بالسكينة في البيوت ولماذا لم يعد يفكر في الزواج سوى أنصاف الموهوبين من الشباب أما باحثو الشهرة والمجد الزائف فإنهم يطرحون فكرة الزواج بحثاً عما هو أهم ولما يغيب عن الشباب ان الزواج أكبر مجال للابداع والابتكار ولتحقيق الذات؟ وحتى لا يصبح المجد الأسري حقيقة نوجه الدعوة لمعدي البرامج في التليفزيون القطري بتبني فكرة برنامج ''أمجاد أسرية'' لتقديم النماذج المكافحة والناجحة التي عمرت بيوت وشيدت مجتمعات كما نقترح فكرة تدريس مادة الحياة الأسرية من المرحلة الابتدائية وحتى الجامعة لتهيئة الابناء تدريجيا على أدوارهم في بيوتهم مستقبلاً· داليا الحديدي
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©