الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

باحثان يقدمان مقاربة معرفية للاستعارة في الكتابات المعاصرة

باحثان يقدمان مقاربة معرفية للاستعارة في الكتابات المعاصرة
22 يوليو 2012
صدر، مؤخراً، كتاب في المغرب بعنوان “الاستعارة والمعرفة “، إعداد خليد برادة وعبدالمجيد جحفة، ويضم مقالات تتعرض للمقاربة المعرفية للاستعارة، والتي تبرز بشكل واضح في الكتابات المعاصرة حول الموضوع. ويهدف الكتاب الصادر ضمن منشورات مختبر اللسانيات والتواصل، التابع لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالدار البيضاء، إلى تعريف القارئ العربي بمجال الاستعارات في بعض التصورات الحديثة، التي برزت مع النظرية المعرفية بالخصوص، حيث تحاول جل مقالات هذا الكتاب التأكيد على كلية النظرية المعرفية، من خلال دراسة بعض المعطيات باللغة العربية، كما يسعى هذا الكتاب إلى تعميق البحث في هذه النظرية وتوسيع مداها التجريبي، ومداها الفكري، إذ إن الاستعارة سيرورة ذهنية، تشمل الفكر بالدرجة الأولى، وما اللغة إلا وسيلة للتعبير عن فهمها الاستعاري للأشياء. وهذا الفهم يمكن تبليغه عن طريق وسائل عدة، منها اللغة، أو الصور، كما يبين مقال فورسفيل، المترجم والمنشور ضمن أبحاث الكتاب، بعد تعرضه لأهم ركائز النظرية المعرفية للاستعارة. وقام زهير معلج بتوضيح الفرق بين ما سماه الاستعمال الأيديولوجي والاستعمال غير الأيديولوجي للاستعارة. وبعد ذلك قام بسرد ومناقشة بعض الأمثلة اللغوية للاستعارات غير الأيديولوجية، والتي تعتمد خاصة الاستعارات الجديدة، أي الاستعارات غير المتداولة (وغير المسكوكة). ويوظف معلج جزءاً مهماً من مقالته لتحليل الاستعمالات الأيديولوجية للاستعارة، خاصة في الخطاب السياسي والإشهاري. أما مقال عبد المجيد جحفة، فاستعرض بعض البراهين التجريبية على مركزية الجسد في بناء المعاني الاستعارية، من خلال إبراز تجربة الفضاء البشرية باشتقاق بعض الاستعارات المعتمدة على البعدين العمودي والأمامي بوصفهما بعدين فضائيين يسقطان على التصورات غير الفضائية. هذان البعدان هما أيضاً بعدان جسديان بشريان، ينظمان علاقة الجسد بالفضاء، يعتبر إسقاطهما على كيانات أخرى نوعاً من التجسيد الذي يمارسه الإنسان عبر الاستعارة. يلاحظ الفضيل الإدريسي، في مقاله، أن اللغة عند المتصوفة مجاز محض، عكس علماء اللغة والأصوليين الذين يقسمونها إلى حقيقة مجاز. ويسهب المقال في سرد وتحليل استعارات التغذية عند المتصوفة، ودرس خاصة استعارة “المعرفة غذاء”. وأتى الكاتب بأمثلة من القرآن الكريم. وخصص جزءاً من المقال لتحليل نماذج استعارية تشمل “الشرب والشراب” اللذين يعمّان الخطاب الصوفي، نثره وشعره. كما يتضمن الكتاب مقالتين تتعرضان للاستعارة في الأدب، حيث يرى عبد السلام الشتيوي أن” بارتلبي”– الشخصية الرئيسية في القصة القصيرة لميلفيل- يبرز بصفته شخصية مجازية.
المصدر: الرباط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©