الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

المثقفون العراقيون يحرقون الكتب في شارع المتنبي

2 سبتمبر 2006 01:11
بغداد -ا·ف·ب: أضرم أدباء ومثقفون عراقيون أمس النار في كتب علمية وأدبية في شارع المتنبي التاريخي الشهير بمكتباته في قلب بغداد احتجاجا على فرض حظر التجول يوم الجمعة الذي يشهد فيه الشارع ''بورصة ثقافية''· وأطلق المحتجون عبارة ''حرائق المتنبي'' على تجمعهم الاحتجاجي مطالبين الحكومة العراقية والمسؤولين برفع حظر التجول المفروض على العاصمة كل يوم جمعة والذي تسبب في شل الحياة الثقافية التي كان يشهدها الشارع في يوم العطلة الاسبوعية· وقال نعيم الشطري صاحب أقدم مكتبة في هذا الشارع :''من حق المثقفين العراقيين أن يطالبوا برفع الحظر في هذا اليوم لأن الحياة الثقافية تموت ويصبح المكان شارعا للاشباح وليس للثقافة وملتقى المثقفين''· وأضاف الشطري أحد مؤسسي ''جمعة المتنبي'' أن هذا الشارع هو الغذاء الفكري لكل مثقف عراقي وعربي والرافد الوحيد لهذه الشريحة المهمة لكن حظر التجوال حرم العديد من العراقيين من الحضور الى الشارع في هذا اليوم· وكان هذا الشارع الذي يعود الى أواخر العصر العباسي، يعرف أولا باسم ''درب زاخا'' وقد اشتهر منذ ذلك الحين بازدهار مكتباته واحتضن أعرق المؤسسات الثقافية منها مدرسة الأمير سعادة الرسائلي ورباط ارجوان (تكية دينية)· وقد أطلق عليه اسم المتنبي في 1932 في عهد الملك فيصل الاول تيمنا بشاعر الحكمة والشجاعة أبي الطيب المتنبي· وكان يعرف أيضا باسم ''شارع الاكمك خانة'' أي المخبز العسكري· وقبل 15 عاما وفي ظل الحظر الدولي الذي فرض على العراق وأفقر أهله، تحول هذا الشارع الى ''بورصة ثقافية'' تنظم كل جمعة وتعرض خلالها أشهر الكتب والمصادر وتنتعش فيه مكتبات الرصيف الذي يفترش أصحابها جنبات الشارع طوال ساعات النهار· والى صفته ''الاقتصادية'' هذه، يشكل شارع المتبني ملتقى العديد من الادباء والمثقفين العراقيين من باقي المحافظات الذين يزورونه كل يوم جمعة ويلتقون زملاءهم في بغداد· لكن حظر التجول منعهم من ذلك· وقال الناقد السينمائي كاظم رشيد سلوم إن ''شارع المتنبي هو المكان الوحيد لملتقى اسبوعي جميل لجميع المثقفين والأدباء العراقيين من مسرحيين وفنانين تشكيليين وقصاصين لكن حظر التجوال الجمعة يحرم هؤلاء من تلك الملتقيات''· من جهته، قال الأديب العراقي سعدون هليل إن ''حظر التجول في هذا اليوم أدى الى تحويل المتنبي الى شارع أشباح لا يرى فيه سوى الخراب الشامل ، لقد أصبح يوم الجمعة يوما حزينا وبائسا لكل العراقيين خاصة المثقفين''· وفرضت الحكومة العراقية منذ اكثر من أربعة أشهر حظر التجول الجمعة لمدة أربع ساعات من الساعة 11 صباحاً الى الساعة الثالثة ظهراً وهي ساعات كانت تبلغ الحركة فيها ذروتها في شارع المتنبي· وجاء قرار الحكومة لتجنب أعمال العنف الطائفية التي تستهدف المساجد الا أنه أدى الى تجميد نشاط شارع المتنبي وغيره من الاسواق العراقية المعروفة بحركتها الجمعة، مثل سوق الغزل الذي تعرض فيه مختلف أنواع الطيور والحيوانات·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©