الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مثقفون بين فن الخط والانشغال في البحث والتواصل الاجتماعي

مثقفون بين فن الخط والانشغال في البحث والتواصل الاجتماعي
27 يوليو 2013 00:20
فاطمة عطفة (أبوظبي)- بين الماضي والحاضر، تتغير العادات والطقوس مع تطور الحياة واختلاف الأجيال والظروف المحيطة بكل جيل. قبل مجيء الإذاعة والتلفزيون، كانت الحكاية حاضرة في مجالس الأنس والسمر بين الأهل والجيران والأصحاب، إضافة إلى تلاوة القرآن الكريم والاستماع إلى مأثورات السلف الصالح والأناشيد النبوية، من الطقوس الدارجة بين الناس في الماضي خلال شهر رمضان المبارك. لكن وسائل الاتصال تغيرت والحياة تقدم لكل جيل أشياء جديدة، ويعد المبدعون من كتاب وفنانين برامج خاصة بكل منهم يأملون إنجازها في هذا الشهر الكريم. تواصل اجتماعي وحول هذه البرامج التي يعمل خلاله المبدعون وعاداتهم اليومية في رمضان يقول الكاتب والمفكر البحريني الدكتور حسن مدن، «في العادة أتابع في كل رمضان بعض المسلسلات التلفزيونية التاريخية منها خاصة، وتلك التي تتناول سير الأعلام من مبدعين وفنانين وسياسيين، مع أن هذا الموسم الرمضاني يفتقد للأسف مثل هذه المسلسلات ربما بسبب ضغط التطورات العاصفة في العالم العربي. رمضان، بالنسبة لي، فرصة للتواصل الاجتماعي، من خلال زيارة بعض المجالس الرمضانية التي تنتشر خلال الشهر الكريم. هذا العام وضعت لنفسي برنامجاً، خلال رمضان، بالبحث في بواكير الصحافة البحرينية منذ منتصف القرن العشرين، والكتابة حولها، للوقوف على الحراك الثقافي والاجتماعي في البلاد وفي المنطقة في تلك الفترة المهمة، وإضاءة ظروف تشكل الوعي الوطني والثقافي الذي إليه يعود الفضل في تراكم التجربة الثقافية في بلادنا». تقصٍ أما الكاتبه عائشة سلطان تقول «شهر رمضان المبارك له خصوصيته الدينية، فهو يفرض طقوسا معينة على الأديب وغير الأديب، وهي طقوس اجتماعية، يحرص الناس عليها وينظرون إليها كعبادة خاصة»، وتضيف «نحن المسلمين محكومون في هذا الشهر بتجديد العلاقات الاجتماعية التي تشمل التواصل والزكاة والرحمة، حيث تنتعش هذه القيم في رمضان وكأنما يقف الإنسان مع لحظة يعيد برنامجه في أنه يعتمد الأفضل»، وتتابع «أهم الأشياء بالنسبة لي «القرآن»، وقراءته تأخذ الجزء الأكبر من وقتي، والمساحة الباقية من الوقت تكون بين استقبال الضيوف والسهر لمشاهدة بعض الأعمال مما تقدمه الفضائيات، لأننا كمثقفين وإعلاميين يطلب منا أن نأخذ فكرة، ونرى ماذا يقدم من برامج لنبدي رأينا بما يقدم من مسلسلات وبرامج». وتقول «لم يتسن لي أن أتابع أغلبية الأعمال التي تقدم على القنوات المحلية والعربية، لكن من خلال الشارات التي تقدم لهذا البرامج وجدت بعض الأعمال الجيدة، وبعض الوجوه المشاركة من الممثلين الكبار، مثل مسلسل «خيبر» والمسلسل المصري «تحت الأرض». أنا حريصة حرص الكاتب أن تكون عنده عين فاحصة للأعمال، ولو أن الحالة السياسية تنعكس على المعطى الدرامي المصري. أما الأعمال الخليجية أعتقد ما زالت تدور في الفلك نفسه: التراث، والبيئة الاجتماعية المحلية». وعن ما يشغل الكاتبة عائشة سلطان من أعمال وقراءات تقول: «لدي كتابان أرجو أن أتمكن من الانتهاء من قراءتهما وهما: رواية الدكتور يوسف زيدان «النبطي»، ورواية قديمة «ثلاثية غرناطة» للكاتبة رضوى عاشور، أرجو أن أتمكن من قراءتها». كما تنشغل عائشة سلطان في رمضان بالمشاركة في العديد من البرامج الإعلامية والثقافية مثل الندوات والمحاضرات، أهمها «المجالس الرمضانية» التي ينظمها ويشرف عليها مكتب ثقافة القانون التابع للمجالس الرمضانية - مكتب سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان وزير الداخلية، حيث اختير مجموعة من الإعلاميين والكتاب، كل يوم في مجلس، يعني سبعة مجالس في الوقت نفسه في كل إمارة مجلس، أي 28 مجلساً رمضانياً خلال الشهر المبارك، كل أسبوع مجلس، وفيها يكون التركيز على القانون وما يهم المجتمع، وهناك ندوات ثقافية ومجتمعية سوف نقدمها في ندوات ومحاضرات أخرى». الخط من جانبه يقول الفنان الخطاط محمد مندي عن طقوس شهر رمضان «أول شيء أقوم بكتابة لوحة عن رمضان، أخطط فيها: مبروكين شهر رمضان، قمت بتخطيطها وزخرفتها وبعثتها لأهلي وأصحابي، «بخط الجلي الديواني» لأني أميل لهذا الخط أكثر من غيره، لأنه يميل مع القلم معي في حروفه. بالنسبة لرمضان، الحمد لله هذا شهر فضيل شهر خير وبركة، أنا بالنسبة لي كخطاط أنتظر هذا الشهر، لأنني أختم فيه القرآن. وأنا أقرأ أيضاً أبحث عن الآيات لأعملها في لوحات، أسجل عندي كل الآيات القرآنية التي أدرسها من حيث تفسيرها ومعناها، وأدرسها من حيث تكوين الحروف والألوان، حيث الإبداع فيها، وتكون عندي عبارة عن مادة خصبة، مادة قوية، أباشر بعد العيد العمل فيها». ويتابع مندي عن علاقته مع الأهل والأصدقاء فيقول «بالتأكيد شهر رمضان هو للتواصل مع الأصدقاء والأهل، وهذا واجب علينا. لكن أحيانا ظروف العمل تبعدنا بعض الشيء عن بعض الواجبات، وأنا في رمضان أعود بنظرة إلى الوراء، إن كنت قصرت أو أغفلت التواصل معهم أعود فأطمئن عليهم». ويؤكد الفنان مندي تعلقه بفنه وبحثه الدائم عن آيات كريمة تبارك إبداعه في هذا الفن: «إن الفن هو صديق الفنان، سواء بشهر رمضان أو غيره، أحسن وقتي مع الوحدة وختم القرآن والكشف عن الآيات التي لم تكتب بالنسبة لي أنا، ونتمنى أن يوفقني الله».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©