حذر السفير السوداني في الأمم المتحدة أمس من أن إجراء الاستفتاء على استقلال منطقة أبيي المتنازع عليها من دون اتفاق مسبق مع حكومة الخرطوم سيعني “عودة إلى الحرب” في السودان.
وقال دفع الله الحاج علي عثمان “من الواضح أن أي محاولة لتنظيم استفتاء قبل اتفاق مقبول بين الطرفين (أبيي وحكومة الخرطوم) لا يعني سوى عودة إلى الحرب”. وأكد سفير الخرطوم أن حكومته تريد إجراء مفاوضات مسبقة مع منطقة أبيي ومع جنوب السودان قبل استفتاءي 9 يناير “وليس الحرب التي لم نقبلها أبداً طوعاً”.
من جانب آخر رفض رئيس إدارة منطقة أبيي السودانية أمس دعوة الولايات المتحدة إلى تسوية خلاف بشأن مستقبل المنطقة وهو نزاع يظل عقبة رئيسية في عملية السلام بين شمال السودان وجنوبه. وقال دنق اروب كول عضو الحركة الشعبية لتحرير السودان المهيمنة على الجنوب إن التسوية التي في ذهن الأميركيين هي أن يتفق الجانبان على تقسيم أبيي بين الشمال والجنوب دون استفتاء.
وأضاف أنه يرفض هذه التسوية وكل من في أبيي يرفضها. وأضاف كول أن حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الشمال يريد مجددا تقسيم منطقة أبيي ويريد أن يأخذ الجزء الشمالي الذي يوجد به النفط والنهر والأرض الجيدة، وتابع أنه إذا أخذ هذا فإنه كمن يقول للناس احزموا أمتعتكم وارحلوا، وتابع أن سكان أبيي خسروا ما يكفي من الأراضي من جراء حكم أصدرته محكمة التحكيم الدولية في لاهاي سلم حقولا نفطية وأراضي أخرى للشمال العام الماضي.
وتعقد توترات محلية النزاع على أبيي. ويستخدم أعضاء في قبيلة دينكا نقوق المرتبطة بالجنوب وبدو المسيرية العرب الذين يسوقون ماشيتهم في أنحاء مراعيها الغنية المنطقة الواقعة بوسط البلاد، وكان سكان أبيي المنتجة للنفط قد حصلوا على وعد بإجراء استفتاء على ما اذا كانت منطقتهم ستنضم الى شمال السودان ام إلى جنوبه في إطار اتفاق للسلام وقع عام 2005 وأنهى عشرات السنين من الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب، ومع بقاء شهرين ونصف الشهر فقط على الموعد المقرر لبدء الاستفتاء لا يزال الجانبان على خلاف حول من سيتم السماح لهم بالتصويت، كما لم يستطيعا الاتفاق بعد على أعضاء مفوضية لتنظيم الاستفتاء.
ومستقبل أبيي التي كانت ساحة معركة في الحرب الأهلية وبها حقول نفطية ومراع غنية قضية مشحونة بالمشاعر، ووقعت فيها بالفعل اشتباكات بين القوات الشمالية والجنوبية بعد اتفاق السلام. ومن المقرر إجراء استفتاء أبيي في نفس اليوم الذي يشهد استفتاء منفصلا على ما إذا كان جنوب السودان سيعلن استقلاله وهو استفتاء تحيق به تأجيلات ومشاحنات بين الشمال والجنوب.
عدد اليوم
