الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«البرقع».. دلالة وقار تراثية تحفظ للمرأة حشمتها

«البرقع».. دلالة وقار تراثية تحفظ للمرأة حشمتها
15 أغسطس 2014 22:10
«البرقع» أو كما يطلق عليه البعض «البطّوله» قطعة قماش كانت النساء ترتديها قديما لتغطية الوجه، في إطار عادات وتقاليد تحفظ للمرأة حشمتها ووقارها. وهو يصنع باستخدام أدوات بسيطة إلا أن صناعته تحتاج إلى خبرة ودراية كي يخرج التصميم بأفضل صورة، ويمنح المرأة الراحة أثناء ارتدائه. صناعة وأدوات تلفت الخمسينية مريم الرميثي، من إمارة الشارقة، والتي تتمتع بخبرة طويلة في صناعة البرقع الإماراتي، وهي لا تزال ترتديه حتى اليوم، إلى أن صناعته كانت لا تحتاج إلى وقت أو جهد، بل تتطلب خبرة ودراية بكيفية صناعته، إلى جانب امتلاك أدواته. وتعدد في هذا الصدد الرميثي الأدوات اللازمة في صناعة البرقع؛ وهي قماش «الشيل» السميك والشبيه بالورق المصقول اللامع، ويعد أساسياً لصناعته، ويجلب من الهند ويتوافر بألوان مختلفة كالأصفر والذهبي، والأحمر المائل إلى النحاسي، وهناك صبغة النيل ذات الرائحة الخفيفة جداً التي تستخدم للمحافظة على رونق البرقع، مشيرة إلى أنه يستخدم في عملية تثبيت البرقع على الرأس «الشبق» وهو عبارة عن خيط لونه أحمر أو فضي (حديثاً الذهبي)، يمتد بين طرفي البرقع ليربط في عقدة خلف الرأس، الأمر الذي يحقق ثباتاً محكماً، إلى جانب دور «السيف» في ذلك، وقماش البطانة الذي يلعب دوراً في ذلك. وتشرح الرميثي «يستخدم في «قرض البرقع» قماش البطانة، وهو قماش يوضع أسفل قماش «الشيل» المستخدم في صناعة البرقع، وذلك لتثبيت البرقع، وفي الوقت نفسه لامتصاص العرق، وقد يلجأ البعض إلى استخدام اللصق المقوى المعروف بـ«لصق براقع»، بديلاً لقماش البطانة، كما يسهم قماش البطانة في حماية الوجه من صبغة النيل، التي تطبع الوجه بلون أزرق له رائحة خفيفة جداً، ويلجأ إلى استخدامه بغرض المحافظة على رونق البرقع». هدف وغاية حول البرقع وارتبــاطه بالعادات والتقاليد، تقول الباحثة الإماراتية ناعمة المطروشي إن البرقع يعد من الأزياء التقليدية التي كانت ترتديها المرأة لتغطية وجهها، وفق العادات والتقاليد القديمة التي تقتضي بأن تغطي الفتاة وجهها عند البلوغ أو عقد القرآن، بهدف الستر والوقار. وتضيف «ما يميز برقع الفتاة أنه ذهبي اللون مائل إلى الأصفر اللامع، وفتحتا العينين فيه واسعتان، أما برقع «كبار السن» فتضيق فيه فتحة العين، في حين تتسع مساحته لدرجة تغطي الوجه، فضلاً عن لونه البنفسجي المائل إلى الأحمر اللامع». وتذكر المطروشي «يتوافر من قماش الشيل الذي يستخدم في صناعة «البرقع» ثلاثة ألوان الأحمر الأغلى ثمناً، والأصفر، والأخضر. وكذلك قماش البطانة لتثبيت البرقع وامتصاص العرق، كما يستخدم الشبق وهو عبارة عن خيط لونه فضي أو أحمر أو الذهبي لتثبيت البرقع على الرأس. كما يستخدم السيف وهي عصا خفيفة تأخذ شكل المستطيل، وتوضع في وسط البرقع لتثبيته، وتكون على الأنف حين يتم ارتداؤه، وهناك اشبيدان، وهو صندوق لحفظ أدوات الخياطة وهما الإبرة والخيط، وأخيرا المصقلة، وهي صدف تستخدم في صقل الصقل والتلميع. ومن الأقمشة المستخدمة في صناعة البراقع، تقول المطروشي إنها تشمل «بوتلفون»، و«شمس العصر»، و«أبو ثلاث نجمات»، وهو أفضلها. وتوضح «يتكون البرقع من «الشيل»، وهو عبارة عن قماش قطني لامع مصبوغ بمادة معدنية نيلية تجلب من الهند وأصفهان في إيران. أما السيف فهو عبارة عن قطعة خشبية تبطن بالقماش تتوسط البرقع وتقع أعلى الأنف. و«الشبق» وهو الخيط الذي يثبت على أطراف البرقع بجوار الأذن ثم يسحب للخلف ويربط بطريقة خاصة ليثبت على الوجه». إبداع في مواجهة الاندثار بأنامل هيام أنيس حسن، الحاصلة على درجة الماجستير في علوم الأغذية، يكمن سر الحفاظ على «البرقع الإماراتي» من الاندثار والاحتفاظ به كنوع من التراث القديم، فحبها لمنظر البرقع عندما ترتديه «حماتها» واحتفاظها به رغم التطور دفعها للتفكير في كيفية المحافظة عليه، كما أن تساؤلات الكثير من السياح الأجانب عن أصل البرقع وكيفية صناعته جعلتها تستثمر في الاحتفاظ بالبراقع في إطارات (براويز) خاصة. حول نشأة الفكرة، تقول هيام إنه تواردت لديها العديد من الأفكار، لكن حبها للتراث القديم وخاصة «البراقع» الذي لم تعد تراه إلا في المهرجانات أو المناسبات، جعلها تحتفظ به بطريقة ذكية من خلال وضعه في براويز بأحجام وأشكال مختلفة، يمكن أن تقدم كهدية أو تزين جدران المنزل. وتوضح «يبقى البرقع من الموروث القديم الذي كانت كبيرات السن يتفنن في صناعته بأيديهن بأشكال وألوان وأنواع عديدة، وهو يعتبر مفردة تراثية قديمة ارتبطت بزينة المرأة وملابسها، وللمحافظة عليه فكرت بوضع لمساتي الخاصة عليه، وذلك من خلال توفير مجموعة من البراقع بأحجام مختلفة، منها الصغير والكبير، مزينة بحبات الكريستال، ومحفوظة في إطارات تجعلها تحفة منزلية».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©