الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

زيت النخيل وقود المستقبل

زيت النخيل وقود المستقبل
2 سبتمبر 2006 01:23
إعداد- عدنان عضيمة: من المفارقات المتعلقة بقصة استئثار دول الشرق الأوسط العربية، وخاصة منها الخليجية، بمصادر النفط، وما يتردد بين الحين والآخر من أقاويل غربية تشتكي من هذا الواقع من منطلق الحسد والغيرة، أن الخبراء الذين حاولوا البحث عن بدائل عملية من مصادر الطاقة الأخرى، وجدوا أن الطاقة الشمسية هي البديل الأمثل· ثم ما لبثوا أن اكتشفوا أن العرب هم الأغنى بهذه الطاقة أيضاً، وحيث تتميز الدول الخليجية بأعلى معدل لـ''التشمّس'' insolation من بين بقاع الأرض كافة، فيما ينخفض هذا المقياس إلى أدنى حدوده في البلدان المتقدمة ذات القدرة التكنولوجية العالية على استغلال الطاقة الشمسية كالولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا· ويعود ذلك إلى كثرة الغيوم التي تحجب ضوء الشمس معظم أيام السنة في تلك البلدان· و''التشمس'' هو معدل الطاقة الشمسية التي تسقط على المتر المربع من سطح الأرض على مدار العام· ومعنى ذلك أننا لو رسمنا خريطة المناطق ذات مستوى ''التشمس'' الأعلى لتطابقت تقريباً مع خريطة البلدان الأكثر إنتاجاً للنفط· وتأتي المفارقة الثالثة والجديدة من خلال ما اكتشفه الخبراء مؤخراً في إطار البحث عن زيوت نباتية بديلة للنفط، من أن زيت بذور النخيل يعد مادة أولية لصناعة زيت الديزل؛ ويمكنه أن يعوّض عن استهلاك نسبة كبيرة من النفط؛ وهنا تكمن المفاجأة الأخرى لأن الدول الخليجية المنتجة للنفط هي نفسها الأغنى بأشجار النخيل من بين دول العالم كلها· وجاء في تقرير نشرته (الهيرالد تريبيون) أن أفضل استثمار تجاري عملي في ميدان الزيوت النباتية الصالحة لإنتاج الطاقة يكمن في إنتاج زيت النخيل· ولهذا الزيت الخفيف استخدامات معروفة في الصناعات الغذائية حيث يستخدم في إنتاج ''مايونيز هيلمان'' الشهير وقضبان شوكولاتة ''سنيكرز''؛ إلا أن العلماء بدأو مؤخراً بتحويله إلى زيت الديزل الحيوي (المازوت) بعد أن ارتفعت أسعار النفط إلى الحدود التي تجعل عملية التحويل هذه استثماراً مربحاً· وتعد ماليزيا من بين أكثر بلدان العالم إنتاجاً لزيت النخيل، وتحظى صناعة استخراجه من بذور التمر بتشجيع كبير من الحكومة· وأدى هذا التوجّه القوي إلى تضاعف الإقبال العالمي على شرائه مما أدى إلى ارتفاع سعره إلى الضعف خلال عام واحد· وتوقع الخبير كريستوفر فايك المدير العام لشركة شرودر الاستثمارية في لندن أن يرتفع سعر زيت النخيل بنسبة 25 بالمئة خلال العام المقبل؛ وقال في هذا الصدد: (إن الاستثمار في زيت النخيل ·· هو من دون شك استثمار مربح ومضمون)· ويذكر أن الوقود الحيوي المستخرج من زيوت النخيل وفول الصويا وبذور اللفت أصبح يشكل الآن أقل بقليل من 1 بالمئة من أصل مصادر زيت الديزل المستهلك في العالم· وفي أوروبا، أثبتت إحصائيات حديثة أن هناك سيارة ديزل واحدة من بين كل سيارتين قيد الاستخدام؛ ولهذا السبب ينتظر أن يتضاعف استهلاك الزيوت الحيوية هناك قبل حلول عام 2008 وفقاً لتوقعات صدرت عن الوكالة الدولية للطاقة التي يوجد مقرّها في باريس· ويندرج هذا التوجّه في إطار تنفيذ قوانين الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق باستخدام مصادر الطاقة البديلة النظيفة من أجل تخفيض معدلات التلوّث الجوي بالغازات الضارة· كما أشارت توقعات الوكالة إلى أن هذا الاستهلاك قد يتضاعف بنحو ثلاثة أمثال في المستقبل على المستوى العالمي· ويضاف إلى كل ذلك أن إنتاج زيت الديزل المركب كيميائياً انطلاقاً من الزيوت النباتية ارتفع خلال العام الماضي بمعدل 80 بالمئة مما يوحي بأنه سيزداد وفق وتيرة أسّية خلال السنوات المقبلة· وبهذا تكون الزيادة في معدل إنتاج زيت الديزل الحيوي قد تفوقت على نسبة الزيادة المقابلة في إنتاج الكحول الإيثيلي (الإيثانول) التي بلغت العام الماضي 14 بالمئة· ويتم تحضير الإيثانول من تخمير العصائر السكرية، ويستخدم كبديل للبنزين· ومما يعزز من أهمية هذه الزيوت الارتفاع المتواصل لسعر النفط وحيث بلغ 78,40 دولار للبرميل الشهر الماضي مما أدى إلى زيادة كبيرة في أسعار المشتقات النفطية بما فيها زيت الديزل· ويقول التقرير أن استخدام المازوت التركيبي المشتق من زيت النخيل لا يقتصر على دفع الشاحنات والسيارات العادية، بل إن شركة (إن باور) NPower البريطانية تعد الآن خططاً لتشغيل محطات إنتاج الطاقة الكهربائية بالحرق المباشر لزيت النخيل بسبب ما يتميز به من نظافة نواتج الاحتراق وارتفاع المحتوى الحراري· ويقول إدجار كيركفيجك مدير مجموعة (بايوكس) Biox التي تعمل في ميدان الاستثمارات المالية: ''أثبت زيت النخيل حتى الآن أنه الأرخص والأكثر فعالية من بين بقية الزيوت النباتية''·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©