الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات التأمين تعيد حساباتها للملمة جراح الأسهم

2 سبتمبر 2006 01:25
تحقيق - مصطفي عبدالعظيم: فرض تراجع أرباح قطاع التأمين خلال النصف الأول من العام الحالي وتحقيق عدد كبير من الشركات لخسائر فادحة، نفسها على أجندة هذه الشركات للبحث في أسبابها وآليات علاجها خلال الفترة المتبقية من العام، أملاً في عدم تفاقمها وخروجها عن منطقة ''هامش المناورة''، خاصة بعد أن نجح الارتفاع الجديد في أسواق الأسهم في إعادة الأمل مرة أخرى في إمكانية ''لملمة'' الجراح التي أصابت هذا القطاع في الأشهر الستة الأولى من العام· ورغم اعتراف مسؤولون في شركات التأمين بأن السبب الرئيسي في تراجع الأرباح والخسائر هو التراجع الحاد في أسواق الأسهم حيث تضع الشركات جزءا كبيرا من محفظتها الاستثمارية بها، إلا أنهم أكدوا ان الوضع ليس بالخطورة التي تثير القلق، خاصة وان الأرباح الفنية والتشغيلية تنمو بصورة كبيرة زادت عن 40% في بعض الشركات· ويرى خبراء ومحللون أن ضخامة حجم استثمارات بعض الشركات في الأسواق المالية مقارنة باستثماراتها في أعمالها الأساسية أدت إلى تعرض هذه الشركات لخسائر بحيث لم تفلح الأرباح التشغيلية التي حققتها هذه الشركات في تغطية حجم الخسائر في استثماراتها وكان من المفترض أن تنوع هذه الشركات استثماراتها في أدوات استثمارية متنوعة لتخفيض مستوى المخاطر خاصة أن الأسعار التي وصلت إليها أسهم معظم الشركات المدرجة خلال النصف الأول من العام الماضي كان مبالغاً بها· وقال حسين الميزة العضو المنتدب في شركة دبي الإسلامية للتأمين ''أمان'' إنه لاشك ان تراجع نتائج شركات تأمين في النصف الأول من العام كان بمثابة مؤشر قوي للبحث عن فرص استثمارية بديلة وإعادة النظر في محفظتها وفقاً لسياسية كل شركة· وأضاف ''لم يتوقع أحد الخسارة والنزول الكبير في الأسهم خاصة وان الارتفاع كان قياسياً في عام ،2005 لكن ما حدث كان خارج حسابات الشركات التي ركزت بشكل كبير في الاستثمار في الأسهم، لهذا كانت الأكثر تأثراً بهبوط الأسواق المالية، على عكس قطاعات اخرى مثل البنوك التي كان تأثرها أقل بسبب تنوع استثماراتها''· وأوضح الميزة أنه باستثناء تراجع محفظة الأسهم فقد حققت كثير من الشركات نمواً قياسياً في الأرباح التأمينية وهو ما يعد مؤشراً قوياً على نمو المنتجات التأمينية، مشيراً الى ان شركة دبي الإسلامية للتأمين وإعادة التأمين ''أمان'' حققت زيادة في صافي أرباحها التأمينية عن الربع الثاني من 2006 بنسبة بلغت 460% مقارنة بالفترة ذاتها في العام الماضي ،حيث بلغ صافي الربح 12,8 مليون درهم مقارنة مع 2,3 مليون درهم للفترة المقابلة في ·2005 كذلك حققت الشركة نمواً في إيراداتها التأمينية بنسبة 66% خلال نفس الفترة لتصل إلى 79,2 مليون درهم مقارنة مع 47,7 مليون درهم للفترة المماثلة من العام الماضي· وأشار إلى ان ميزانية الشركة أظهرت ارتفاعاً في الموجودات الثابتة بنسبة 23% لتصل إلى 5,9 مليون درهم مقارنة مع 4,8 مليون درهم العام الماضي وبزيادة قدرها 1,1 مليون درهم· وبلغت قيمة خسائر الشركة بعد حساب الخسائر الاستثمارية غير المحققة مبلغ 29,9 مليون درهم نتيجة المحفظة الاستثمارية· وتوقع العضو المنتدب في شركة دبي الإسلامية للتأمين وإعادة التأمين (أمان) ان تبدل شركات التأمين من استراتيجياتها خلال النصف الثاني وهو الأمر الذي سينعكس إيجاباً على الأداء خاصة وان سوق الأسهم بدأت تبعث بإشارات أمل وتفاؤل مرة أخرى ستظهر فعلياً في نتائج الربع الثالث والأخير من العام، مستبعداً إمكانية تحقيق الأرقام التي سجلتها الشركات خلال العام الماضي· وفي السياق ذاته يؤكد جمعة سيف بن بخيت نائب رئيس مجلس إدارة شركة اللاينس للتأمين أن أسباب الخسائر التي تعرضت لها شركات تأمين خلال النصف الأول ليست فنية وإنما استثمارية، مشيراً الى ان الأرباح القوية التي حققتها الشركات خلال العام الماضي أعطتها دفعة قوية لزيادة استثماراتها في الأسهم التي هي دائما مرتبطة بتقلبات السوق وتتسم بالهبوط تارة والصعود تارة أخرى· وقال: اذا نظرنا لأداء الشركات من ناحية الأقساط التأمينية في الأرباح التي حققتها جيدة ولا بأس بها حتى لو جاءت أقل او أعلى من مثيلاتها في العام الماضي، وهي دلالة صحية لأداء هذه الشركات، لكن بشكل عام فإن النتائج الإجمالية والتي تحتسب فيها الاستثمارات الأخرى ،هي التي أظهرت الخسائر باعتبار أن الجزء الأكبر تحقق من تراجع هذه الاستثمارات· ولفت بن بخيت الى ان النظم المحاسبية العالمية لا تسمح بأخذ الاحتياطيات الاستثمارية في الأسهم، حيث يتم إغلاق الميزانية مع إغلاق سهم الشركة في نفس اليوم، معتبراً ان ذلك يعد نوعاً من الشفافية التي تتمتع بها الشركات في الإمارات· وأوضح أن الوضع ليس بالخطورة التي تثير القلق فالشركات لديها احتياطيات كبيرة وقاعدة مستثمرين ومساهمين قوية يتعاملون مع الأمور بعقلانية ويعرفون أن الوضع في أسواق الأسهم متقلب سواء في الأسواق المحلية أو العالمية، مشيراً الى أن الأسهم سوف تتحول للأحسن في حال حاول المستثمرون الخروج من حالة الخوف وتأخير عمليات الجني السريع للأرباح· وأعرب نائب رئيس مجلس إدارة شركة اللاينس للتأمين عن أمله في أن تأخذ شركات التأمين درساً مما حدث والنظر بعمق الى الاستثمارات التي يدخلون فيها، وأن يستعيد سوق الأسهم عافيته حتى تتغير الصورة كاملة قبل نهاية العام الحالي· وكانت شركة اللاينس للتأمين قد حققت تراجعاً في أرباحها خلال النصف الأول بلغت نسبته 64,9% بعد ان انخفضت بنحو 31,48 مليون درهم لتصل الى 16,99 مليون درهم مقابل 48,474 مليون درهم خلال نفس الفترة من العام الماضي· الأرباح تاهت في خسائر المحافظ الاستثمارية رفض عبدالمطلب مصطفى مدير عام شركة عمان للتأمين تسمية ما حدث من تراجع في أرباح شركات التأمين خسارة، واعتبرها ''أرباحاً مؤجلة'' على اعتبار ان الأسهم مازالت موجودة، مشيراً الى ان الاستثمارات كلها في أسهم جيدة جداً وفي شركات تمنح عوائد ممتازة، فلماذا اذا الخوف غير المبرر؟· وأوضح أن الربح والخسارة هو جزء من طبيعة الاستثمار في أي نشاط ومنها النشاط التأميني الذي يعرف المستثمرين فيه بأنه استثمار متوسط وطويل الأجل وان عائداته لا ليست فورية، لافتاً الى ان حدوث تراجع لا يمثل مشكلة للشركات ما دام في نطاق ''هامش المناورة'' ومتابعة إدارات الشركات التي تقوم على الفور بوضع الخطط الكفيلة للحفاظ على النمو والمحافظة على رؤوس الأموال وحقوق المساهمين· وأضاف أن الشركات بحاجة دائماً إلى مراجعة قراراتها الاستثمارية وأخذ القرار الصحيح آخذه في عين الاعتبار تحليلا كاملا للمعطيات الاقتصادية مثل عوامل التضخم والعوائد ونوعية الاستثمار وأداء الأسواق، لتصبح في موقع تتمكن مكن خلاله تفادي ايه ردة فعل عكسية غير متوقعة· واستطرد مدير عام شركة عمان للتأمين قائلاً'' انه رغم هذه الاحتياطيات في ذلك لن يمنع من ان تشهد الشركات تذبذباً في الأداء في بعض الأوقات والذي يعد ظاهرة صحية''· ويؤكد أن نتائج النصف الأول لم تعكس الى حد بعيد النتائج الجيدة التي حققتها شركات التأمين في النشاط التأميني حيث تاهت هذه الأرباح في خسائر المحافظ الاستثمارية في الأسهم والتي لم تستثن احداً حيث عمت على جميع القطاعات وليس قطاع التأمين فقط، مشيراً الى تفاوت أرباح وخسائر الشركات تبعاً لحجم استثماراتها في الأسهم· وبلغت أرباح شركة عمان للتأمين في النصف الأول من العام الجاري 9,5 مليون درهم ،فيما ارتفع إجمالي أرباح فروع التأمين الى 61,87 مليون درهم، مقارنة مع 45,92 مليون درهم في الفترة نفسها من العام الماضي، بزيادة 34,7%، لتصل الأرباح القابلة للتوزيع مبلغ 219,23 مليون درهم· من جهته يرى احمد أمين الكاظم، العضو المنتدب للشركة العربية الإسكندنافية للتأمين أن شركات التأمين باتت بحاجة ملحة لتنويع سلة أدواتها الاستثمارية ومنتجاتها التأمينية للتقليل من مخاطر وتقلبات سوق الأسهم· وقال الكاظم: إن'' الدرس الذى يمكن ان نستخلصه من نتائج شركات التأمين خلال النصف الأول هو أن تعمل الشركات بالمثل القائل بعدم وضع البيض في سلة واحدة''، مشيراً الى ان شركة ''سكانا'' باتت حذرة ولجأت الى بعض المجالات الاستثمارية الأخرى ومنها العقار الذي يعد أكثر ربحية وأقل مخاطرة· وأوضح ن معظم شركات التأمين وخاصة الوطنية تعتمد بنسبة لا تقل عن 50% من استثماراتها في الأسهم وهو الأمر الذي تسبب في تراجع أرباحها بشكل كبير وتكبد البعض خسائر مرتفعة، الا انه توقع ان يكون الأداء أفضل خلال النصف الثاني بعد استيعاب الدرس ،خاصة وان الشركات نجحت في الحفاظ على الأداء القوي في النشاط الأساسي لها وهو الأقساط التأمينية''·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©