الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

قطار الاتحاد الأوروبي يتجه نحو الاقتصادات الآسيوية المزدهرة

2 سبتمبر 2006 01:28
هامبورج ـ د ب أ: أدركت أوروبا أهمية التحرك السريع لدعم علاقاتها السياسية بالدول الآسيوية بشكل عام وبصفة خاصة جنوب شرق آسيا والمحيط الهادئ لاسيما في ظل النمو القوي لاقتصاديات المنطقة وتحرك دولها لإقامة منطقة للتجارة الحرة على غرار نموذج الاتحاد الاوروبي· وقد تجسد الاهتمام الاوروبي بالمجال الآسيوي في سلسلة اللقاءات رفيعة المستوى بين المسؤولين الأوروبيين والآسيويين وخاصة الصينيين والتي غالباً ما يشارك فيها كبار رجال الأعمال من القارة الأوروبية· وفي مؤشر على تنامي اهتمام القوى الدولية بمنطقة آسيا والمحيط الهادئ وقعت الولايات المتحدة في وقت سابق الشهر الحالي اتفاق إطاري للتجارة والاستثمار مع رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) التي تضم عشر دول· وتزامن هذا مع دعوة يابانية لإقامة منطقة تجارة حرة في جنوب شرق آسيا تضم 16 دولة بينها اليابان والصين وكوريا الجنوبية· واتجهت كبرى الشركات الاوروبية بالفعل بصورة كثيفة خلال السنوات القليلة الماضية إلى آسيا بحثاً عن فرص نمو غير محدود· وتبدي هذه الشركات رغبة قوية في ألا تفوتها فرص الاستفادة من النمو السريع للاقتصاديات الآسيوية· وتسعى الدول الاوروبية في الوقت نفسه إلى صياغة إطار أكثر عمقا للعلاقات الاقتصادية والسياسية مع آسيا· وربما تزداد العلاقات السياسية الاوروبية الاسيوية عمقا في حال انضمام قوات آسيوية للقوات الاوروبية لحفظ السلام في لبنان تنفيذا لقرار مجلس الامن الدولي رقم 1071 ويقول هيربرت دايتر أحد كبار الباحثين في المعهد الالماني للشؤون الامنية والدولية ومقره برلين إن ماليزيا وإيطاليا تقفان جنب إلى جنب فيما يتعلق بإرسال قوات إلى لبنان وهو ما سيفتح الباب أمام المزيد من التعاون بينهما في مجالات أخرى· وأضاف أن الحلقة الضعيفة في العلاقات بين آسيا وأوروبا هي تلك التي تخص العلاقات الامنية· وتظل القوة الصينية المتصاعدة سياسيا واقتصاديا الهاجس الاهم لدول القارتين· فالجميع مشغول باحتمال ظهور الصين قوة عالمية عظمى والدور المنتظر لها آنذاك على الصعيدين الاقليمي والدولي· ومن المنتظر أن تستضيف العاصمة الفنلندية هلسنكي يومي 10 و11 سبتمبر المقبل قمة أوروبية آسيوية تشارك فيها 38 دولة من الجانبين وذلك في إطار الاحتفال بالذكرى العاشرة لانطلاق القمة الاسيوية الاوروبية السنوية· والحقيقة أن الملف الاقتصادي غالبا ما يتصدر جدول أعمال أي لقاء أوروبي آسيوي على حساب الملفات الاخرى بما في ذلك الملف السياسي· وقد ساعد النمو السريع للاقتصاديات الاسيوية خلال السنوات القليلة الماضية الشركات الاوروبية في تجاوز مرحلة الركود التي مرت بها اقتصاديات عدة في القارة في الاونة الاخيرة· ويقول دايتر إن العلاقات الاقتصادية بين أوروبا وآسيا تواصل تقدمها بوتيرة أسرع من العلاقات السياسية· توقع المراقبون استمرار نمو العلاقات الاقتصادية والسياسية بين القارتين ونجاح اقتصاديات منطقة اليورو في تجاوز مرحلة الركود واحتمال تحقيق معدل نمو اثنين في المئة خلال العام الحالي· وعلى الرغم من أن الصورة العامة تشي كيف التهمت الصين نصيب الأسد من الاستثمارات والأموال الأوروبية في آسيا فإن التطورات الراهنة تقول إن الدول الآسيوية الأخرى لا تبدو مستسلمة لهذا الواقع وتسعى إلى الحصول على نصيبها من كعكة الاستثمار والتجارة الأوروبية· فماليزيا على سبيل المثال كشفت الشهر الماضي عن خطة طموح للعلاقات الاقتصادية مع دول شرق ووسط أوروبا المنضمة حديثاً إلى الاتحاد الأوروبي·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©