الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الأسد يؤكد على انتصار القوات النظامية رغم نقص العنصر البشري

الأسد يؤكد على انتصار القوات النظامية رغم نقص العنصر البشري
26 يوليو 2015 20:33

أكد الرئيس السوري بشار الأسد اليوم الأحد أن الجيش قادر على الانتصار في النزاع الذي يخوضه منذ أكثر من أربع سنوات، رغم نقص الإمكانيات البشرية لديه. كما جدد في كلمة ألقاها أمام رؤساء وأعضاء المنظمات الشعبية والمهنية في قصر الشعب وبثها التلفزيون السوري مباشرة، التأكيد على أن أي مسار سياسي لا يضمن «محاربة الإرهاب» لحل الأزمة المستمرة للسنة الخامسة «لا فرصة له ليرى النور».

ورغم تأكيد الأسد أن «كل شيء متوفر» في الجيش، إلا أنه أقر بوجود «نقص في الطاقة البشرية»، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن نسبة الالتحاق في الجيش ازدادت خلال الشهرين الماضيين. وأرجع الرئيس السوري «العقبة» التي تقف في وجه قواته إلى «التعب» وليس «التخطيط»، مضيفا أنه «من الطبيعي أن يتعب الجيش ولكن التعب شيء والهزيمة شي آخر».

واعتبر الأسد أنه «ليس من جيش في العالم يقاتل لأكثر من أربع سنوات أكثر من مئة دولة على ولا يتعب، لكن تعب الجيش لا يعني أبدا أن الانهزام مفردة في قاموسه». وأكد وسط عاصفة من التصفيق «امتلاك الإرادة والثقة بالانتصار» مضيفا أنه «لا يوجد انهيار وسنصمد وسنحقق الانتصار».

وتعرض الأسد لسلسلة انتكاسات على الأرض منذ مارس، إذ خسر معظم أراضي محافظة إدلب الشمالية الغربية أمام تحالف من الجماعات المسلحة يضم جبهة النصرة، ذراع «القاعدة» في سوريا، كما خسر أجزاء مهمة من المنطقة الحدودية الجنوبية أمام فصائل «الجبهة الجنوبية». وقلصت هذه الانتكاسات سيطرة الأسد خارج المناطق السكانية الرئيسية في غرب سوريا، التي تضم دمشق وحمص وحماه والمنطقة الساحلية التي تسكنها الأقلية العلوية التي ينتمي إليها.

وعزا الأسد انسحاب قواته من بعض المناطق خلال الأشهر الماضية إلى أن «الدول الداعمة للإرهابيين، كثفت دعمها لهم مؤخرا، بشرياً وعسكرياً ولوجستياً واستخباراتياً، وفي بعض الأماكن تدخلت بشكل مباشر كما حصل في إدلب من قبل الأتراك لدعمهم،  كل ذلك أدى في الفترة السابقة لأن يتمكن الإرهابيون من السيطرة على بعض المناطق».

وقال إن «قواتنا المسلحة، وأي قوات مسلحة في العالم، لا يمكن لها أن تتواجد في كل بقعة على امتداد الوطن». وقال «عندما نريد ان نركز القوات في منطقة هامة نقوم بعملية حشد للعتاد والمقاتلين لكن هذا الشيء يكون على حساب أماكن أخرى ... أحيانا قد نضطر في بعض الظروف لأن نتخلى عن مناطق لنقل تلك القوات إلى المنطقة التي نريد أن نتمسك بها».

وقال الأسد إن «الالتحاق» بالجيش «ازداد في الأشهر الماضية». وأصدر الرئيس اليوري أمس السبت عفوا عن المنشقين من الجيش السوري من الذين لم يشاركوا في العمليات العسكرية، إلا أنه لم يشمل الفارين الذين انتقلوا إلى صفوف «العدو» أو الذين ارتكبوا عصيانا أو غيرها من الجرائم. ونوه في كلمته إلى أن العفو «يهدف لتشجيع المتخلفين على الالتحاق بالجيش».

 وأشار إلى أن «مسار الأعمال القتالية يتحرك صعوداً وهبوطاً، وهذا هو الوضع الطبيعي في الحروب عامة، وفي الحرب التي نخوضها اليوم بشكل خاص». وقال إنه في «بعض المناطق حمل أهلها السلاح مع الجيش وهذا كان له تأثير في حسم المعارك بسرعة وبأقل الخسائر ... الحرب ليست حرب القوات المسلحة فقط بل حرب كل الوطن».

وأشاد الأسد بالدعم الإيراني وعبر عن امتنانه لقوات «حزب الله» اللبناني. وجدد تمسك دمشق «بمكافحة الإرهاب» كمدخل للمسار السياسي لحل الأزمة، وقال إنه «ليس هناك حل سياسي حقيقي أو مبادرات جادة إن لم تتزامن مع القضاء على الإرهاب، عندها سيكون الحوار سورياً بامتياز، بعيداً عن الابتزاز والإملاء». وشدد على أن «أي طرح سياسي لا يستند في جوهره على القضاء على الإرهاب لا معنى له ولا فرصة له ليرى النور».

وحذر الأسد من مشروع «تقسيم» قائلا إنه «بالتوازي مع الحرب العسكرية، كنا نخوض حرباً إعلامية نفسية، تهدف لتسويق وترسيخ فكرة سورية المقسمة إلى كيانات موزعة جغرافيا بين موالاة ومعارضة وكائنات طائفية وعرقية، معززين هذه الفكرة من خلال استخدام مصطلح الحرب الأهلية».

ودعا السوريين إلى البقاء «متمسكين بمفرداتنا الوطنية الجامعة الموحدة، بعيدا عن كياناتهم الافتراضية وهوياتهم الفرعية التي تريد استبدال سورية الوطن الواحد بسورية الأوطان، واستبدال المجتمع المتماسك المتجانس، بمجتمعات منقسمة مريضة طائفية وعرقية».  

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©