الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

سوريا: بداية النهاية

سوريا: بداية النهاية
22 يوليو 2012
سوريا: بداية النهاية توصّف عائشة المري تطورات المشهد السوري، قائلة: اقتربت أصوات الانفجارات من القصر الرئاسي، واستهدفت تفجيرات الأربعاء الماضي الدموية الدائرة الضيقة للرئيس السوري بشار الأسد، وبدا وكأن العاصمة دمشق على وشك السقوط في أيدي المعارضة السورية، فمقتل ثلاثة من كبار القادة الأمنيين ضربة موجعة للنظام السوري، إلا أن مقتل نائب وزير الدفاع السوري وصهر الأسد "آصف شوكت" يعتبر ضربة شخصية للرئيس السوري، فهل دخل الصراع في سوريا في"مرحلته النهائية" بعد التفجير الانتحاري في دمشق؟ إن اغتيال أعضاء خلية إدارة الأزمة سيضعف بالتأكيد النظام السوري فيما يعتبر انتقال المعارك إلى العاصمة مؤشراً خطيراً على تسارع عملية الحسم وتصعيد الصراع، فانتقال الصراع للعاصمة يعني بدء العد التنازلي للنظام، فزلزال دمشق، دفع الأسد إلى سحب قواته العسكرية من القرى وإعادتها لحماية العاصمة. هذه العملية شكلت دفعة معنوية للمعارضة السورية. الجهل بجماعة "الإخوان" يقول عبدالله بن بجاد العتيبي: من لا يعرف تاريخ الجماعة وخطابها لا يمكنه فهم حالة الانتشاء التي أصابت أتباعها في عموم العالم العربي، ولا يستطيع تفسير اندفاعات هؤلاء الأتباع لارتكاب الأخطاء والحماقات، ولن يستوعب كيف تحوّلوا من مجرّد مربّين ودعاة في مرحلة معينة ليصبحوا ناشطين حقوقيين وإعلاميين و"تويتريين" يثيرون الضوضاء ويفتشون عن المشاكل. جرّت الأحزاب المؤدلجة كثيراً من المصائب على بلدانها، من نازية هتلر لفاشية موسوليني لشيوعية لينين وستالين وماوتسي وقد كان حسن البنا معجباً بها، والشواهد القريبة أكثر من التعداد والرجاء ألا يكرر العالم العربي تجريب المجرّب وإنْ بخطابات جديدة ووجوه مختلفة، وأن تظل المعرفة رائداً والوعي حكماً. الإسلاميون في الحكم: المتغيرات والمخاوف يقول د.السيد ولد أباه: تزامن في الأسبوع الماضي انعقاد مؤتمر حركة “النهضة” التونسية وحزب "العدالة والتنمية" المغربي، اللذين يتزعمان تحالفين حكوميين بعد تبوئهما المركز الأول في الانتخابات البرلمانية التي نظمت في السنة الماضية في البلدين. وبالإضافة إلى حزب “العدالة والحرية” المصري (الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين) الذي فاز في الانتخابات البرلمانية الملغاة وفي الاقتراع الرئاسي الأخير، فإن الحركتين الإسلاميتين التونسية والمصرية تشكلان الحقل التجريبي الأول لتقويم قدرة التنظيمات الإسلامية على الاندماج الطبيعي في معترك الديمقراطية التعددية وممارسة السلطة التنفيذية في مستوياتها القيادية. وعلى الرغم من النقاط العديدة المشتركة بين التنظيمات الإسلامية الثلاثة التي تنتمي لنفس المدرسة الفكرية، بل إن تجاربها في الاصطدام بالأنظمة السياسية تتماثل في مناح عديدة، إلا أن الأمر يتعلق في العمق بسياقات متغايرة من حيث الخلفيات والرهانات المجتمعية والسياسية. ويمكن القول إجمالًا إن طبيعة الساحة السياسية هي التي تحدد في نهاية المطاف تركيبة التشكيلة الحزبية، في ما وراء الاتفاق الظاهر في الخطاب الفكري والمنظومة الأيديولوجية. التاريخ أقوى من الأوهام على حد قول منصور النقيدان: تبدو كل الأحداث التي تعصف بالمنطقة والتحولات الكبيرة التي نعيشها منذ أكثر من عقد وكأنها ليست إلا فصولاً لتحول كوني يمهد لحقبة جديدة، تتسم بالتدمير والانهيار وإعادة التشكل. حيث التغيرات المناخية التي تسببت بانحسار مناطق زراعية شاسعة وجفاف ضرب مناطق متعددة حول العالم وارتفاع أسعار الغذاء، والأزمات السياسية والاضطرابات التي تجتاح عشرات الدول والمجتمعات الغاضبة التي تبحث عن آمالها المندثرة في سياسييها من أقصى شرق آسيا حتى أميركا الجنوبية، والكوارث الاقتصادية التي عصفت بالعالم منذ 2008 وتسببت بانهيار حكومات وخلقت دولاً هشة وغير مستقرة وزلازل اجتماعية. فالشعوب التي تنعم بحريات سياسية واجتماعية وقامت أنظمتها على الرأسمالية، يسيطر عليها مزاج مختلف وخوف من المستقبل وطموح إلى رعاية الدولة، أي الرعاية الشاملة كما نراها في دول الخليج العربي اليوم. ولا تتوقف مطالب هذه المجتمعات ولا تنتهي نوبات غضبها، ولا تهدأ مؤسساتها المدنية ولا ناشطوها. سوريا الجديدة... أي دور لأميركا؟ توصل دانييل بليتكا إلى استنتاج مفاده أنه بعد أشهر من إراقة الدماء، مازال البعض في واشنطن يقول إن القتال في سوريا ليست لديه أي علاقة بالولايات المتحدة، لكنهم مخطئون. ذلك أنه علاوة على المبدأ، فالأكيد أن لدينا مصالح في ضمان استقرار بلد محوري في الشرق الأوسط، وليس فقط لأن نظام الأسد يمتلك برامج أسلحة نووية وكيماوية. فكيف يمكن للولايات المتحدة أن تحدث تأثيراً، رغم شلل المجتمع الدولي وتردد إدارة أوباما في دعم المعارضة السورية؟ أولا، على واشنطن أن تكف عن تفويض سياسة سوريا للأتراك والسعوديين والقطريين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©