السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تزامن رمضان مع الإجازة المدرسية يزيد تحديات الأسرة

تزامن رمضان مع الإجازة المدرسية يزيد تحديات الأسرة
23 يوليو 2012
تزامن شهر رمضان مع الإجازة المدرسية، يوجد في كل مرة وضع أسري خاص وحالة طوارئ لإيجاد أفكار مناسبة لشغل الوقت بأمور مفيدة وغير مرهقة في آن. وفي حين يقضي الآباء نهارهم هذه الأيام ما بين العمل والصوم والإعداد لمائدة الإفطار، فإن الأبناء يجدون أنفسهم أمام ساعات طويلة من المكوث في البيت. بعضهم يجد من يرشده لاستغلالها بما ينفع، فيما البعض الآخر يقع فريسة الملل والتذمر والإلحاح بطلب الخروج أو شراء المزيد من الألعاب. إيجاد برامج مسلية للأطفال تملأ أوقات الفراغ لديهم خلال أي عطلة مهما قصرت أو طالت، هو أكثر ما يفكر الأهالي به، فكيف إذا أتى الأمر في شهر رمضان مع تعذر أخذهم في نزهات ترفيهية أو اصطحابهم إلى المراكز التجارية، والأمر الفصل هنا يختلف بين أسرة وأخرى بحسب درجة الوعي لدى الآباء وتنبههم إلى ضرورة متابعة شؤون أبنائهم خلال الإجازة وتجنب وقوعهم في الروتين قدر المستطاع. تحديات تتحدث ليلى عوني وهي موظفة في أحد المصارف وأم لـ 4 أبناء عن أمور الإجازة مستفيدة من تجاربها خلال السنوات السابقة. وتذكر أنه بقدر ما يحتاج الأطفال إلى الاسترخاء خلال الصيف، فهم يطلبون دائما القيام بالنشاطات حتى وإن كان ذلك سيتسبب لهم بالمزيد من التعب. وتقول ليلى إن إرضاء ولديها المراهقين هو أصعب ويختلف عن الأخريين الأصغر منهما سنا. إذ إنها تتمكن بسهولة من إقناع طفليها الصغيرين بالوقت المخصص للعب والوقت المخصص لمشاهدة التلفزيون أو تناول الوجبات. في حين أن الأمر ليس بهذه المرونة مع أخويهما اللذين يحاولان فرض رأيهما ويصران على الخروج بمفردهما ليلا والنوم حتى ساعات متأخرة من أيام الصوم. وتعتبر ليلى أن التوفيق في شهر رمضان ما بين عملها وواجباتها المنزلية والأسرية يضعها أمام تحديات كبيرة. تضطرها إلى وضع جدول زمني لكل أمر ستقوم به على مدار اليوم. وعن أهمية تنظيم الوقت بما يتلاءم مع طبيعة شهر رمضان، يتحدث يوسف عبدالله الذي يعمل مديرا للمبيعات في أحد المتاجر. ويوضح وهو أب لولد وبنت توأم في السابعة من عمرهما، أن إدارة شؤون البيت يتقاسمها مع زوجته علما أنها لا تعمل. ويقول يوسف إنه من الصعب على الأبناء في مثل هذه السن أن يتفهموا الضغوط التي يتحملها الأهالي ما بين الدوام والصيام وحرارة الصيف. ويعتبر أنه لا ذنب لهم في تحمل متاعب الكبار ودفع الثمن بعدم ممارسة النشاطات الترفيهية خارج البيت. وعليه فإنه كأب يعمل على مدى دوامين خلال شهر رمضان، فقد ارتأى أن يسجل طفليه في أحد النوادي التي تهتم بشغل أوقاتهما بما هو مسل ومفيد. ويشير يوسف إلى أنه بذلك يهون على نفسه مسؤولية اصطحابهما يوميا إلى مراكز الألعاب لأنه مع الصيام يعود منهكا إلى البيت، ولا يرتاح إلا مع موعد نومهما. شعور بالذنب على النقيض فإن كمال شرف الدين وهو ممرض وأب لـ 3 أولاد ينظر إلى الإجازة الصيفية وتزامنها مع شهر رمضان على أنها لا تختلف عن باقي الأيام. ويقول إنه لا يفكر في وضع خطة مسبقة لأبنائه بسبب كثرة انشغالاته هو وزوجته ما بين الوظيفة والتبضع من السوق. ويعترف كمال بأنه يشعر أحيانا بالذنب لترك أبنائه طوال النهار مع الخادمة في البيت، لكن لا يوجد لديه حل آخر. ويعتبر أن المدرسة تهون عليه الأمر لأنها تملأ أوقاتهم بما هو ممتع ومفيد. في حين أنه يكتفي باصطحابهما خلال إجازته الأسبوعية إلى اللعب خارجا، وهذا نادرا ما يحدث خلال أيام الصوم. وهنا يشير كمال إلى العبء الذي تتحمله زوجته، إذ إنها تجد نفسها مضطرة أحيانا كثيرة إلى وعدهم بالقيام بنشاطات مسائية. ويقول إنها غالبا ما تفي بهذه الوعود على حساب تعبها ومسؤولياتها الكثيرة، وذلك في محاولة للتعويض عن أي تقصير بحقهم. الأمر نفسه بالنسبة لأميرة سعدون التي تعمل في أحد مكاتب المحاسبة وهي أم لابنتين الأولى عمرها 10 سنوات والثانية 6 سنوات. وتذكر أنه على الرغم من أن دوامها خلال شهر رمضان ينتهي باكرا، غير أنها لا تجد الوقت الكافي للتوفيق بين كل واجباتها. ولاسيما لجهة تنظيم برامج ترفيهية للبنتين اللتين يختلف مزاجهما واهتماماتهما. وتقول أميرة إن الإجازة المدرسية تتسبب لها بالضغط النفسي وخصوصا مع عدم سفرها هذه السنة برفقة العائلة. وتشير إلى أن تزامن الإجازة مع شهر رمضان يزيد من الأمر تعقيدا لأنها تجد نفسها مكبلة عن إرضاء ابنتيها بسبب ضيق الوقت. وأقصى ما يمكن أن تفعله لهما هو اصطحابهما من وقت لآخر لتناول الإفطار لدى أحد الأقارب أو الأصدقاء، حيث يمكنهما اللهو مع أطفال في مثل سنهما. تذمر وتنظيم إذا كانت هذه وجهة نظر الأهالي فيما يتعلق بالإجازة الصيفية المتزامنة مع شهر الصيام، فماذا عن هواجس الأطفال ومطالبهم التي ترضي رغباتهم في قضاء وقت ممتع؟ تقول ديما الأمير (8 سنوات) إنها تحب أن تخرج يوميا خلال فصل الصيف وأن تقضي وقتها إما على الشاطئ أو في مراكز الألعاب. وهي تتذمر من أن أمها لا تسمح لها بذلك، مما يضطرها إلى الجلوس في البيت والاكتفاء بمشاهدة برامج التلفزيون. وهذا ما تعتبره مملا ولاسيما أنها وحيدة ولا تجد شيئا آخرا تفعله خلال اليوم. بدرجة الاستياء نفسها يتحدث عمر حامد (10 سنوات)، والذي يقول إنه يشعر بالجوع خلال اليوم لأنها السنة الأولى التي يصوم فيها. ويذكر أنه لا يشعر بالرغبة في الخروج إلى المراكز التجارية، وإنما يفضل البقاء في غرفته، حيث يلعب بأجهزته الالكترونية. ومع ذلك فهو يجد أن النهار طويل في رمضان ولا شيئ يؤنسه إلا الذهاب في نزهة مسائية برفقة والده بعد صلاة العشاء. على عكس حالات الملل والتذمر السابقة، تذكر علياء الشامي التي تبلغ من العمر 12 عاما، أنها تعمل على تنظيم وقتها في شهر رمضان بما يضمن عدم شعورها بالضجر. وتقول إنها توفق بين القراءة ومشاهدة بعض البرامج التلفزيونية، وكذلك مساعدة والدتها في تحضير الطعام. ومع هذا كله فهي لا تهمل مراجعتها لبعض الواجبات المدرسية تماما كما أوصتها معلمتها هي ورفاقها، وذلك استعدادا لاستقبال سنة دراسية جديدة لم تعد تفصلنا عنها إلا أسابيع قليلة، وتعتبر علياء أن هذا النوع من التنظيم يخفف عنها مشقة الصيام ويجعل الوقت يمر بسهولة ويسر، وهذا ما تنصح به من هم في مثل سنها، وتشجعهم على وضع أجندة يومية للنشاطات والأمور التي سيقومون بها خلال اليوم. وتؤكد رأيها ندى هاشم 14 عاما، التي يشهد كل من يعرفها على حسن تنظيمها للوقت، وهي تقول إن مسألة الفراغ أمر لابد من محاربته وخصوصا في شهر رمضان الذي فيه الكثير من الواجبات، وتعتبر أن صغار السن من حقهم أن يضجروا ويطالبوا أهلهم بالخروج، في حين أن من هم في سن أكبر، لابد وأن يتفهموا طبيعة الشهر ويستغلوه بالصلاة وقراءة القرآن، وعن نفسها، فإن ندى تتعاون مع والدتها على القيام بالواجبات المنزلية، كما تحاول تسلية إخوانها بما لا يشعرهم بالضجر. صحة نفسية قال الاستشاري الأسري الدكتور سمير غويبة إن الروتين يسهم في زيادة حدة التوتر لدى الأطفال في مختلف الأعمار إذ لابد لهم من الشعور بالتغيير بين وقت وآخر، وإن هذا التغيير يتمثل في مواضع عدة، منها الخروج في نزهات أو اللعب في أماكن مفتوحة، أو حتى شراء الألعاب والتجول مشيا على الأقدام. ويشير إلى أن الآباء وإن كانوا ينصرفون في رمضان إلى القيام بالكثير من المهام والمسؤوليات، غير أنه من واجبهم الانتباه إلى هذه النقطة وعدم ترك أبنائهم رهينة الضجر اليومي، لأن ذلك يؤدي إلى حالات من الضيق تنجم عنها مشاكل أخرى قد لا يستهان بها مع الوقت، مثل ردات الفعل العنيفة، أو الأفكار السيئة أو التعاطي بحدة مع الآخرين. وأكد أن الألعاب الالكترونية التي تشغل وقت الطفل والمراهق ليست كافية لملء الفراغ الذي قد يتسبب به غياب الأهل عن البيت معظم الوقت أو تقاعسهم عن إيجاد بدائل بسبب الصيام. ويلفت إلى الخطورة التي تنتج من الادمان على مثل هذه الأجهزة التي من جهة تضر بصحة الأطفال ومن جهة أخرى تجعلهم إنطوائيين. وأوضح أن الاكثار من استخدام الشاشات المتحركة في شهر رمضان تحديدا، من شأنه أن يضعف النظر ويتسبب بالسمنة وبآلام في الظهر، عدا عن تأثيره على العلاقات الاجتماعية والأسرية للأطفال أنفسهم.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©