الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

... من الماء كل شيء حيٍّ «2»

23 يوليو 2012
ورد ذكر الماء فـي كتاب الله تعالى فـي آيات كثيرة بلغت العشرات، وفـي كل آية تأتي تحمل فـي ثناياها تذكيراً للإنسان بأثر خيِّر نافع من آثار الماء وأسراره قال تعالى: (هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ ، يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)، ومعنى قوله سبحانه: تُسِيمُونَ أي ترعون فيه إبلكم وأنعامكم، وهذه النعم المذكورة فـي الآية الكريمة عليها تقوم الحياة، قال تعالى: (وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُّبَارَكاً فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الحَصِيد،وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيد، رِزْقاً لِّلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً). وقال عز وجل: (وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ البَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ). إن الله تعالى الذي جعل الماء سرّ هذه الحياة وجعله مباركاً أي بركة ونماءً للإنسان، وجعله كذلك طهوراً، ومطراً للحياة والأحياء فيها، قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوراً)، وقال سبحانه: (وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ)، هذا الماء المبارك الطهور المطهر، قد أُمرنا بالمحافظة عليه أشدّ المحافظة فـي كل زمانٍ ومكان، لأنه تفرد عن غيره بأن يطهر غيره ولا يطهره غيره، فقد جاء فـي الحديث الشريف: “الْمَاءُ طَهُورٌ لاَ يُنَجِّسُهُ شَىْءٌ”. وجاء فـي الحديث الشريف عن البحر: “هُوَ الطَّهُورُ مَاؤُهُ الْحِلُّ مَيْتَتُهُ”. أخرجه أصحاب السنن، وقد مرّ النبي صلى الله عليه وسلم على رجل وهو يَتَوَضَّأُ فَقَالَ: “لاَ تُسْرِفْ لاَ تُسْرِفْ”. أخرجه ابن ماجه، وفـي رواية: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِسَعْدٍ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ فَقَالَ: “مَا هَذَا السَّرَفُ؟”. فَقَالَ: أَفِي الْوُضُوءِ إِسْرَافٌ؟ قَالَ: “نَعَمْ وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهَرٍ جَارٍ”. إن أهمية الماء تزداد يوماً بعد يوم حتى أصبح من السلع الاستراتيجية بين الدول والشعوب، وقد يكون لتحصيله فـي المستقبل خطر كبير، وبدأت تلوح فـي الأفق أشياء من هذا القبيل، لأن قلته وشحه مؤثر على الحياة كلها ببشرها وزرعها وضرعها، ولهذا فقد أخذت قيادتنا الرشيدة لهذه السلعة الاحتياط، ووضعتها ضمن أولوياتها فـي تأمينها وإيجادها، وتوجهت فـي السياسة المائية عدّة توجهات من تحلية لماء البحر، وتنقيب عن أماكن وجوده فـي البرّ، واستنزال للمطر الصناعي، وبعد هذا فإنها تدعو إلى ترشيد استعماله، والاستفادة منه على أحسن وجه فـي تحويل الصحراء ورمالها إلى خضرة وجنات ونخيل وغابات، وهذا بدوره يساعد على استنزال مياه الأمطار وتلطيف الأجواء، وإننا مطالبون بأمر القرآن العظيم وتوجيهات النبي صلى الله عليه وسلم أن لا نسرف فـي استعماله، ولا نضيع قطرة منه دون فائدة، وبهذا نكون قد ارتقينا إلى مستوى طموحات قيادتنا الرشيدة ورؤيتها لخدمة وطننا وأجيالنا القادمة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©