الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

النشرة الدوائية خريطة طريق للعلاج المناسب وتوعية للمريض بالآثار الجانبية

النشرة الدوائية خريطة طريق للعلاج المناسب وتوعية للمريض بالآثار الجانبية
26 أكتوبر 2010 20:18
بعض المرضى يقرأ “النشرة الدوائية “الموجودة في علبة الدواء متمعنا في الآثار الجانبية للدواء، ويتأثر بها ويتولد لديه إحساس بالخوف من الآثار المترتبة على استخدام الدواء وقد يفضل عدم تناولها نهائيا. لكن البعض الآخر يرمي علبة الدواء مع الورقة غير مبال بما تحتويه تلك النشرة الدوائية التي كتبت باللغة الإنجليزية فهو لا يعرف أساسا محتوى النشرة وما بها من تعليمات وتحذيرات، باعتباره لا يجيد الإنجليزية وإن كتبت باللغة العربية فقراءته غالبا ما تكون سريعة. على الرغم من أهمية النشرة التي ترافق علب الأدوية يتجاهل بعض المرضى قراءتها فيما يستمتع آخرون بقراءتها بتركيز من باب الاطمئنان على صحتهم ومعرفة تركيبة الدواء ومواصفاته والجهة المصنعة وكيفية استخدامه وآثاره الجانبية، وهناك من يتأثر بها فيمتنع عن تناول الدواء، بينما لا يبالي آخرون ويستمرون بتناوله وفق توجيهات الطبيب الذي عاينهم. خط صغير إلى ذلك، يقول مجدي خليل (30 سنة) “أحرص على قراءة النشرة الدوائية قبل فتح الدواء، فقراءة التعليمات وتركيبة الدواء والآثار المترتبة على استخدامه تعتبر مهمة جدا”. ويضيف “من خلال تجربتي أجد أن قراءة النشرة مفيدة ولكن هذا لا يعني عندما تكتب باللغة الإنجليزية أن نتجاهلها بل أحرص على أن يقوم الدكتور أو أحد الأقارب بترجمة ما كتب للاطمئنان على صحتي”. وينتقد عبد الرحمن عبدالله (موظف) كتابة النشرة بخط صغير جداً يكاد البعض لا يستطيع قراءته، معتبرا أنها سلاح ذو حدين، فمن الممكن أن تسبب للمريض قلقا وفي نفس الوقت أي شكوى عرضييشعر بها سيتوجه للطبيب فوراً. ويستطرد “النشرات بها تفاصيل ومعلومات تهم الأطباء أكثر من المرضى ونشرات الأدوية الأجنبية المستوردة تتم كتابتها باللغة الإنجليزية أو بلغة الدولة المستوردة. ويقول “الآثار الجانبية تحدث بنسب متفاوتة والمفترض أن تذكر الشركات جميع الآثار الجانبية ونسب حدوثها حتى يكون المريض على وعي بها” وتؤيد سناء مصطفى كلام عبد الله، وتضيف “توجد فوضى في النشرات الدوائية الموجودة داخل علب الدواء وبعض شركات الدواء تفضل كتابة بعض الآثار الجانبية للدواء وبعضهيقلل منها”. وتضيف “الشركات الأجنبية تضع نشرات مطولة ومفصلة، وبعض الشركات تصنع نشرة مختصرة لا تتجاوز النصف صفحة، والمفترض أن تتم كتابة كل الأعراض الجانبية حتى لو كان عرضا بسيطا”. دقائق معدودة لا تغفل أم سعيد عن قراءة النشرة الدوائية للأدوية التي وصفها الطبيب لابنها في حالة إصابته بالمرض، وتوضح “الكثير من الأمهات لا يقرأن النشرة وهذا خطأ، فتجاهل قراءة النشرة حتى إن كانت باللغة الإنجليزية يجعلها غير مدركة لآثار الدواء التي تعطيه لطفلها”. وتذكر أم سعيد تجربتها، فتقول “من خلال تجربتي اكتشفت الكثير من الأمور التي أجهلها حول الدواء الذي يصفه الطبيب لابني الذي يبلغ من العمر 5 سنوات، فاطلاعي الدائم على النشرة ساعدني في معرفة تركيبة الدواء ومدى فاعليته وآثاره الجانبية على الطفل والطريقة الصحيحة لاستعماله”. وتضيف “كل التعليمات والمعلومات في نظري تعتبر في غاية الأهمية لكل أم تحب أن يكون أبناؤها في أتم صحة وعافية”، مشيرة إلى أن قراءة النشرة لا يحتاج سوى دقائق قليلة تجعل الأم وطفلها في مأمن من أي مضاعفات. ويرى عادل منصور (مدرس) أن النشرة الحالية للدواء لا تفيد المريض. ويضيف “قد تؤدي النشرة الداخلية إلى عدم الالتزام والاستمرار في مقاطعة الدواء، لأنها تتضمن معلومات علمية موجهة بصفة خاصة للطبيب والصيدلي وأي دواء لا يمكن تسجيله وطرحه في السوق إلا إذا كانت فوائده أكثر من أضراره. نسب الوقوع ويستغرب الطبيب العام أكرم لطفي من غياب القواعد العلمية للنشرات الدوائية، موضحا أن العديد من النشرات لا تذكر الآثار الجانبية للدواء ولا تذكر نسب حدوث الأعراض النادرةهل هي 1 فيالمليون، أم 1 فيالألف، أو 1 في المائة حتىيكون الطبيب حذرا أثناء وصف الدواء وبعض النشرات الموجودة في السوق مختصرة مايشكل خطورة تهدد الصحة العامة وتعرض حياة المريض للخطر” ويقول “في الخارجيتم عمل نشرتين”نشرة علمية” متخصصة للطبيب و”نشرة للمريض” تحتوي على إرشادات عن الاستعمال الصحيح للدواء، وتتضمن النشرةالخاصة بالطبيب أهم التفاصيل الدقيقة لتفاعلات الدواء وطريقة عمل واحتمالات الأعراض والآثار الجانبية وكذلك الآثار النادرة واحتماليات حدوثها وموانع الاستعمال”. مشيراً إلى ضرورة وجود النشرتين للمريض والطبيب لضمان عدم وقوع أي خطر. ويشدد على أهمية مراجعة الطبيب في حال ظهور أي عرض من الأعراض الجانبية. تجنب التهويل من جانبه، يقول أخصائي طب الأطفال والمناعة والحساسية الدكتور خالد عبد العزيز “يجب أن تكون نشرة الدواء مصاحبة لكل عبوة، لأنها تحتوي على معلومات طبية مهمة عن المادة الفعالة لكل دواء وفعاليتها وتركيزه وطريقة الاستخدام الآمنة، والجرعة الفعالة لكل فئة عمرية. بالإضافة إلى موانع الاستعمال مثل تحسس المريض من المادة الفعالة أو عند أخذ المريض لأدوية تتفاعل مع المادة الفعالة وتؤثر على فعاليتها، كما تحتوي على الآثار الجانبية للدواء وطرق علاج عند أخذ جرعات عالية عن طريق الخطر”. ويتابع عبد العزيز “يجب على المريض قراءة النشرة المصاحبة للدواء دون انزعاج أو تهويل عند معرفة بعض الآثار الجانبية التي لا يخلو منها أي دواء والتي قد تكون نادرة الحدوث”، مشددا على ضرورة “إخبار الطبيب المعالج بأي أدوية يتناولها أو أي تحسس يعاني منه حتى يكون على دراية ومعرفة بتأثير ذلك الدواء وتجنب وصفه لسلامة صحة المريض”. الألمان غير راضين عن النشرة أظهر استطلاع للرأي أن 50? في المائة من أفراد الشعب الألماني غير راضين عن النشرة الداخلية المرفقة بالأدوية. وبحسب الاستطلاع، الذي أجراه معهد “انفاس” المتخصص لمصلحة رابطة الصيادلة الألمان ونشرته مجلة “ديابتكر راتجبر” الطبية مؤخرا، فإن 50% ممن شملهم الاستطلاع يرون أن هذه النشرات معقدة للغاية وغير مفهومة أو صعبة القراءة. وأشار الاستطلاع إلى أن الخوف ينتاب واحدا من بين كل ثلاثة أشخاص في ألمانيا جراء الأعراض الجانبية المحتملة التي تتضمنها النشرة الداخلية للأدوية. ونصح نائب رئيس رابطة الصيادلة الألمان فريدمان شميت، المرضى الذين ينتابهم القلق جراء الأعراض الجانبية المذكورة في النشرة التوجه لطبيبهم الشخصي أو الاستعانة بأحد الصيادلة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©