الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فرنسي يشن حملة من أجل إنقاذ القردة في أدغال بورنيو

23 يوليو 2012
باراراوين (أ ف ب) - منذ سن الثامنة عشرة، يعيش مواطن فرنسي وسط الأدغال بين قردة الجيبون لإنقاذها من الاندثار، بسبب قطع أشجار الغابات، فيقف وحيدا في وجه الشركات العالمية والمسؤولين الفاسدين مخاطرا بحياته. الصحف المحلية في جنوب فرنسا لم تكن مخطئة عندما كتبت “الفتى الصغير الغريب الذي يهتم بالقردة بدلا من الألعاب الإلكترونية”، متحدثة عن أوريليان بروليه الذي كان يمضي أيام العطل المدرسية أمام قفص قردة الجيبون في حديقة فريجوس للحيوانات (فار) المدينة التي ولد فيها. في سن السادسة عشرة أصدر المراهق موسوعة فعلية صغيرة حول هذا النوع من الرئيسات المهددة جدا والمعروفة بوجهها المحاط بحلقة بيضاء. وفي وسائل الإعلام راح المراهق يتحدث عن حلمه “بالذهاب إلى آسيا لإنقاذ قردة الجيبون”. ذات يوم وقعت الممثلة الكوميدية الفرنسية مورييل روبان على إحدى هذه المقالات فاتصلت باوريليان الذي يقول “ضحكت كثيرا عندما سمعت، معك مورييل روبان لكنها قالت لي: أنت ذاهب إلى آسيا لإنقاذ القردة”. في سن الثامنة عشرة، طار أوريليان إلى جزيرة بورنيو. وعلى مدار ثلاثة أشهر راح يجول في الأدغال للوصول إلى أراضي قبيلة داياك. وفي هذه الغابات الاستوائية التي تشكل مملكة الجيبون قرر أن يقيم ملجأ. لكنه كان بحاجة إلى ترخيص فانتقل إلى جاكرتا، واحتاج إلى ثلاثة أيام للوصول إلى الإدارة الصحيحة بعدما ضاع في متاهات الإدارة الأندونيسية. وقد استقبله أحد المسؤولين في نهاية المطاف فسأله “ماذا تحمل من شهادات؟” وعندما أتى جواب اوريليان “لا شيء”، رمى المسؤول الملف أرضا وقال له “عد بعد أكمال الدراسة”. إلا أن المراهق اللجوج لم يستسلم فعلى مدار تسعة أشهر ذهب يوميا إلى السلطات. وانتزع أخيرا في سبتمبر 1999 موافقتها وعاد إلى الأدغال. وفي وسط الغابة قطع شجرتين وبنى كوخا علق عليه لافتة كتب عليها بفخر “كالاويت” (جيبون في لغة أداياك)، وهو اسم أطلقه على جمعيته الجديدة. ومنذ ذلك الحين أصبحت “كالاويت”، أكبر برنامج لإعادة الجيبون إلى موطنها الطبيعي في العالم مع 252 نوعا مختلفا ونحو 50 موظفا وإذاعة، وميزانية سنوية قدرها 400 ألف يورو تعتمد على هبات خاصة. ويقول اوريليان، مشيرا إلى أم وابنها على بطنها “هما مستعدان للعودة إلى الغابة لكن ما من غابة لاستقبالهما”؛ فكل عائلة من هذه القردة بحاجة إلى 15 هكتارا في الأدغال.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©