مهرجان برلين في دبي يحاكي التمازج الثقافي بين البلدين

التنوع الغني وحالة التفرد التي تميز التطورات الثقافية والمدنية في برلين تجتمع كلها في دبي نهاية الأسبوع من خلال مهرجان شامل يقام للمرة الأولى في البلاد. وفعاليات الحدث الذي يبدأ غداً الخميس في جاليري «جام جار» بمنطقة القوز ويستمر حتى يوم السبت 30 من الجاري، تتضمن صوراً عن الوجه النابض بالحياة لواحدة من أكثر العواصم الأوروبية إثارة. ان العروض المقدمة لا تتناول العاصمة الألمانية التي تستند مكانتها على الإرث التاريخي والثقافي وحسب، وإنما تكشف كذلك عن التوجهات الأكثر حداثة والتي تشمل خطوط الموضة والتصميمات والموسيقى. ويعزز البرنامج الحافل بالنشاطات المشهد الثقافي بين مدينتي برلين ودبي من جهة، وبين دولتي الإمارات وألمانيا التي تربطهما علاقات ديناميكية ونقاط تشابه حضاري سوف يتم التركيز عليها من خلال العروض المقدمة. يشرف على تنظيم الحدث الصحفية والمؤلفة يازنا تساسيك، وفريديريكه موشل مديرة معهد «جوته»، مركز تعليم اللغة الألمانية بدبي، بالتعاون مع هيئة التسويق السياحي لمدينة برلين، والمكتب الوطني الألماني (GNTO). وتورد أنتيه رودينج، المدير الإقليمي للمبيعات والتسويق في المكتب الوطني الألماني للسياحة في منطقة الخليج أن ألمانيا تحتل المرتبة الثانية على قائمة الدول الأوروبية الأكثر إستقطاباً للمسافرين القادمين من دول مجلس التعاون الخليجي. وتذكر أنه إضافة إلى هذا المهرجان الثقافي الذي يعزز التواصل بين ألمانيا والإمارات، تقام في ألمانيا مطلع السنة المقبلة الكثير من الأحداث التي تجذب المهتمين من دول الخليج. منها الاحتفال بالذكرى 125 لصناعة السيارات في ألمانيا والتي تحتل شعبية في المنطقة. تنطلق العروض الحية للمهرجان الساعة 20:00 من مساء الغد في جاليري «جام جار»، مع فيلم «اتركها تهتز» (Let it Rock) لفرانك كونستر وإيجور باش، والذي يدور محوره حول مشهد ارتقاء العاصمة الألمانية لتصبح واحدة من أكثر المدن تألقاً وعالمية. وبأسلوب ألماني محترف يضيء سيناريو الفيلم وبطريقة هزلية على شعور الفنانين عندما يعيشون في متنزه «ميته». وهنا إشارة إلى التعامل معهم من قبل الإعلام على أنهم «سلعة ثقافية»، بحيث أن مديري التسويق يقومون باستغلالهم من دون موافقتهم لغرض الترويج لصور معينة. وتعقد بعد الفيلم جلسة نقاش حول صمود الفنان في إطار إشكالية الموازنة بين الإبداع الفني المستقل والأغراض التجارية. يشارك في النقاش المخرج فرانك كونستر، والمؤلفة يازنا تساسيك والفنانة الإماراتية ابتسام عبد العزيز، ومديرة جاليري «جام جار» هيتال باواني. وتتواصل فعاليات المهرجان يوم السبت مع ندوة أدبية تعقد الساعة 2:00 عصراً يقدم خلالها كل من الصحفيين والمؤلفين يازنا تساسيك، ونورمان أولر قراءة لموضوعات من مؤلفاتهما. يتناولان فيها المعيشة في برلين حيث تعدد الثقافات، وخبراتهم في المنطقة العربية. أما التحديات ومظاهر الجذب والتشويق لكل من برلين ودبي، فسوف تكون موضوع المناقشة التي يشارك فيها فنانون من المدينتين. بينهم مشعل القرقاوي الناقد الإماراتي لأحوال المجتمع والثقافة، وألكسندر سمولتسيك مراسل مجلة «دير شبيجل» الألمانية في الإمارات. وتماشيا مع الرسالة الحقيقية لموسيقى «الهاوس» في برلين، «بيتي هو بيتك، وبيتك لي»، يعزف 3 فنانين في المهرجان هذه الموسيقى الشهيرة التي تشكل جزءا من الحفلات الأسطورية «واشينج ماشين»، وذلك الساعة 6:30 مساء في فندق «ميريديان - المينا السياحي». وهنا لا بد من الإشارة إلى أنه منذ سقوط جدار برلين والفنانون يقدمون عروضهم المميزة في مسارح برلين الشهيرة «من الدرجة الأولى»، مثل «إي - فيرك»، «تريزور» و»بلانت». يذكر أن عرض الفيلم والمناقشات ستكون متوافرة باللغتين الألمانية والإنجليزية، مع إمكانية الترجمة الى العربية.