الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أميركا واستفتاء السودان

26 أكتوبر 2010 20:35
قال مسؤولون أميركيون كبار يوم الجمعة الماضي إن بلادهم تقوم بإرسال المزيد من الدبلوماسيين إلى السودان، وإن أوباما يتلقى إيجازات يومية بشأن الاستعدادات المتعلقة بإجراء الاستفتاء المزمع الذي يمكن أن يقسم هذا البلد المضطرب. ويقر هؤلاء الدبلوماسيون بضرورة الحاجة لاتخاذ خطوات مهمة لضمان عقد الاستفتاء في موعده المقرر في شهر يناير القادم. ومن ضمن الخطوات المطلوبة قبل ذلك، استعانة السودان بخدمات 10 الآف موظف قبل منتصف نوفمبر المقبل لإنجاز عملية تسجيل الناخبين، بحسب "جريشان" مبعوث الولايات المتحدة الخاص للسودان. وفي نفس الوقت، فقد انهارت المحادثات التي تتوسط فيها الولايات المتحدة بشأن عقد استفتاء منفصل على مصير منطقة "أبيي" الغنية بالنفط، التي تقع على الحدود الفاصلة بين شمال السودان وجنوبه. وهناك جولة جديدة من المفاوضات المقررة نهاية هذا الشهر في إثيوبيا، كما يقول المسؤولون. وفقاً لاتفاقية السلام في السودان التي وقعت عام 2005 بوساطة من إدارة بوش، يسمح للجنوب -المسيحي الوثني في معظمه- باختيار الانفصال عن الشمال المسلم في معظمه، أما منطقة "أبيي" فيمكنها أن تقرر وفقا لهذه الاتفاقية الجانب الذي ستنضم إليه (الشمال أم الجنوب). ويقر "جريشان" بأن الفجوة بين الشمال والجنوب لا تزال واسعة، وأن هناك العديد من الخلافات التي لم تحسم بعد من قبل الطرفين. وقال في تصريح للصحفيين: "الوقت يمضي سريعاً ويتعين على الطرفين أن يقدما التزاماً استراتيجياً بالعمل معاً من أجل تجنب الحرب". ويخشى المراقبون من أن يؤدي عدم عقد الاستفتاءين المشار إليهما في موعدهما، إلى تجدد الحرب بين الشمال والجنوب، والتي كانت أطول الحروب الأهلية في إفريقيا على الإطلاق، وتركت ندوباً لم تندمل حتى الآن. ومن المعروف أن الحكومة المركزية في السودان تعارض انفصال الجنوب الذي يحتوي على معظم احتياطيات البلاد من النفط، بيد أنه من المتوقع أن يصوت الجنوبيون لصالح الانفصال وخصوصاً على ضوء التصريحات التي أدلى بها مسؤولوه وقالوا فيها إن الشمال لم يقدم من الإغراءات ما يمكن أن يجعل من خيار الوحدة خياراً مفضلاً لهم. وقالت "سامنتا باور"، عضو مجلس الأمن القومي الأميركي، إن أوباما يتلقى إيجازات يومية عن تطورات الوضع في السودان ويبدى اهتماماً شديداً بها. وقالت في هذا الشأن: "ليس من قبيل المبالغة القول إن البيت الأبيض يولي أقصى درجة من الاهتمام للتطورات في السودان". وأكدت "باور"، بالإضافة إلى ذلك، أن الحكومة الأميركية سوف تظل ملتزمة بإجراء استفتائي الجنوب وأبيي في موعدهما المحدد بدون تأخير، رغم العوائق العديدة التي لا تزال في الطريق. وإلى ذلك قال "جوني كارسون"، مساعد وزيرة الخارجية للشؤون الإفريقية، إن الدبلوماسيين الأميركيين الإضافيين الذين سيتم إرسالهم لعواصم أقاليم جنوب السودان، سوف يساهمون في "مضاعفة الوجود الأميركي في الجنوب ثلاث مرات" مقارنة بما كان عليه الحال في بداية هذا العام. ويشار إلى أن جمعيات حقوقية عديدة، قد وجهت اتهامات لإدارة أوباما بأنها لم تهتم بالسودان إلا في الفترة الأخيرة، وأنها غضت الطرف عن المشكلات العديدة هناك حتى وصلت إلى ما وصلت إليه. كما يشار أيضاً إلى أن "مايكل ابراموفيتز"، مدير برنامج مكافحة الإبادة الجماعية بالمتحف التذكاري للهولوكوست، قام مؤخراً بزيارة للسودان لتقييم مخاطر واحتمالات اندلاع العنف بعد الاستفتاء، وأدلى في ختام زيارته بتصريح قال فيه إن "حكومة الشمال تتلكأ في إجراء الاستعدادات اللازمة للاستفتاء". وأضاف: "الجنوب يعتمد بالفعل على الاستفتاء... وفي حالة عدم انعقاده سوف تنشأ مشكلات خطيرة بسبب ذلك". ماري بيث شريدان محررة الشؤون الخارجية ينشر بترتيب خاص مع «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©