الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«امرأة في الانتظار» تقف ضد العنصرية و«مجرد نفايات» تستنكر الخيانة

«امرأة في الانتظار» تقف ضد العنصرية و«مجرد نفايات» تستنكر الخيانة
23 يناير 2014 23:41
السيد حسن (الفجيرة)- تواصلت مساء أمس الأول عروض مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما في دورته السادسة، حيث قدم على خشبة مسرح جمعية دبا الفجيرة للثقافة والفنون والمسرح، عرضين مسرحيين، الأول بعنوان «امرأة في الانتظار» من جنوب أفريقيا، والثاني «مجرد نفايات» من سلطنة عمان. «امرأة في الانتظار» وقدمت ثيمبي متشالي جونز وعلى مدى ساعة ونصف الساعة قصة حياتها مع سياسة الفصل العنصري في دولة جنوب أفريقيا، ودور المرأة السوداء في مواجهة تلك السياسة الخرقاء التي كانت تفرق بين الأبيض والأسود في كافة الحقوق. وعرض «امرأة في الانتظار» الحاصل على العديد من الجوائز الدولية في مهرجانات المونودراما، يغوص بنا في سياسة العنف والفصل العنصري من خلال واقع فتاة هي ثيمبي متشالي ذاتها، حيث تتذكر متشالي حين كانت صغيرة تنتظر والدها الذي يأتي إلى المنزل كل شهر مرة واحدة، ثم عند عملها كخادمة في أحد البيوت وما كانت تلاقيه من تعسف وقهر منظم من المجتمع الأبيض. وتتذكر متشالي حياتها البائسة عندما كانت تذهب يوميا لتربي أطفالا آخرين وتترك أطفالها الصغار يعيشون في غربة الوطن والمكان، مثلما حدث معها شخصيا عندما كانت تقوم والدتها بتركها لذات الغرض. وعرض «امرأة في الانتظار» الذي وضعت نهايته أكثر من أربع مرات على خشبة المسرح وسط إعجاب واستحسان النقاد العرب والدوليين، هو من العروض التي توثق للدور القيادي والكبير الذي قدمته المرأة السوداء في جنوب أفريقيا لتحرير وطنها. وجاء الفضاء المسرحي في كثير من جوانب العرض موفقا ومتماشيا مع التناغم الهرموني لقصة العرض وموسيقاه الأفريقية الصميمة. «مجرد نفايات» أما عرض «مجرد نفايات» الذي قدمته فرقة الفن الحديث المسرحية في سلطنة عمان، تأليف قاسم مطرود، وإخراج خالد العامري، وتمثيل عبد الحكيم الصالحي، تناول قضية الخيانة العظمى التي يرتكبها أي فرد داخل المجتمع ضد دولته، وهواجسه الشخصية في إيجاد الحكم الملائم المقابل لخيانته الكبرى قبل أن تقوم السلطات بنفسها بالحكم عليه. والعرض الذي استغرق ساعة، كان موفقا في مجمله العام، وأظهر من مواطن القوة التي يمتلكها الممثل عبد الحكيم الصالحي، لاسيما في جملة من المشاهد التي ركزت على الجوانب الداخلية والنوازع الفنية لبطل العرض، الذي عانى من مشكلة الجبن التي تسبب له تراجعات عديدة عند قيامه بتنفيذ حكم الإعدام على نفسه. ويعد العرض العماني «مجرد نفايات» من أفضل العروض التي قدمت حتى الآن في المهرجان، كما يعد الصالحي من أفضل الممثلين الموهوبين حسيا وعاطفيا وحركيا على خشبة المسرح، خاصة عندما كان يؤدي عدة شخصيات مركبة ومتلاحقة في آن واحد، من الحارس والشرطي وعمليات التعذيب التي كانت تلاحقه أينما حل. سينوغرافيا العرض جاءت بسيطة ومتماشية مع قصة العرض، حيث وضعت في صدر المسرح مشنقة، وعلى جانبه الأيسر إطار لباب منزل توجد أمامه أكياس من القمامة وفي الجهة اليمنى قفص حديدي يرمز للسجن. ويظل البطل حائراً طيلة العرض، فقد قرر أن ينهي حياته بنفسه قبل أن يصدر حكم رسمي من السلطات بذلك، فيقرر شنق نفسه إلا أنه يتراجع في اللحظة الأخيرة، ثم يقرر الموت بسكين ويتراجع للمرة الثانية، وهكذا يبقى خائفا ومتراجعا ومتخاذلا في تنفيذ قراره، حتى تصل إلى وجدانه فكرة إلقاء نفسه في كيس القمامة، لأن خونة الأوطان في كل زمان وعصر، ربما يكون المكان الأنسب لهم هو سلة القمامة. يعرض اليوم يعرض اليوم في الثامنة مساء على خشبة جمعية دبا الفجيرة للثقافة والفنون والمسرح عرضان، هما: «عشيات حلم» من الأردن، ويليه عرض «نساء مدانات.. منفى مدى الحياة» من أستراليا. المونودراما بين النص والتجسيد الفجيرة (الاتحاد)- نظمت هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام أمس، وعلى هامش مهرجان المونودراما الدولي في دورته السادسة، ندوة موسعة بعنوان «المونودراما.. بين النص والتجسيد»، شارك فيها الدكتور عبد الحليم المسعودي ونجوى قندقجي وعمر غباش وفهد الحارثي وشادي سرور، كما شارك فيها من نقاد المسرح الأجانب، بوري الشايتس، وأدارها نجيب الشامسي. وتناولت الندوة إشكالية تعدد وجهات النظر بين المسرح التقليدي ومسرح المونودراما، ودور المرأة العربية في تجسيد الكثير من الأدوار في هذا النوع من المسرح. وتساءل الدكتور عبد الحليم المسعودي في بداية الندوة حول سر إقبال المرأة العربية على مسرح المونودراما، مجيباً أن السر هو الحب، نعم الحب بما يمثله من قوة هائلة تعمل على تحويل الوعي إلى فعل، وقد ارتبطت المونودراما أيضا بالمرأة المؤلفة والمخرجة. وقالت الدكتورة نجوى قندقجي إن القلة القليلة من الممثلين في العالم قادرون على تقديم مسرح المونودراما بالغ لصعوبة، وإن الحكواتي هو الإرهاصات الأولى لمسرح المونودراما. واستعرضت قندقجي التجربة الروسية فيما يخص المسرح التقليدي عامة، والمونودرامي منه بشكل خاص، فقد ركز الروس على تفعيل الكتلة الجسدية للممثل في محاولة لاستقراء الواقع السيكولوجي للشخصية التي تؤدى بشكل فني ممتع. وتحدث شادي سرور حول مفهوم المونودراما وتاريخ ظهروها في العالم العربي والغربي، والفارق بين المونودراما والمنولوج، وماهية النص المسرحي والأسس التي يقوم عليها، ثم ركز سرور حول سيكلوجية تقنيات الممثل في مسرح المونودراما وخصائص النص، وإشكالية التلقي في المونودراما. وتناول عمر غباش في ورقته أهمية مسرح المونودراما في العالم الحديث ومبررات وجوده، ومدى إقبال المجتمع عليه، وآليات نشر هذا النوع من المسرح، منوها بتجربة دولة الإمارات في هذا الصدد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©