الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

16 قتيلاً برصاص الأمن السوري في «جمعة المعتقلين»

16 قتيلاً برصاص الأمن السوري في «جمعة المعتقلين»
21 يناير 2012
أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطو لجان التنسيق المحلية أن 15 مدنياً على الأقل لقوا مصرعهم أمس برصاص القوات الموالية للنظام السوري، فيما اغتيل ضابط أمن على طريق عثمان الياودة بريف درعا، بيد الأجهزة الأمنية لأنه كان يساعد المنشقين عن الجيش النظامي وذلك في “جمعة معتقلي الثورة” التي تحدى فيها المعارضون القمع وخرجوا في تظاهرات حاشدة بمختلف أنحاء البلاد تطالب بإطلاق سراح المحتجزين خلال الانتفاضة المستمرة منذ 10 أشهر، وإسقاط النظام. ومن بين القتلى الـ15، 6 جثث لمدنيين فقدوا منذ يومين، سلمتها السلطات السورية إلى ذويهم بمحافظة في قريتي الصحن واللج بسهل الغاب الشمالي في إدلب في وقت متأخر ليل الخميس الجمعة، بينما سقط 3 قتلى في دمشق أثناء توجههم إلى مسجد لأداء صلاة الجمعة. وفيما تصدت قوات الأمن التي انتشرت قرب المساجد والشوارع المحيطة بها معززة بالمركبات المصفحة والقناصة، بالرصاص والغاز المسيل للدموع للتظاهرات في إدلب وريف دمشق وحماة وحمص ودرعا وبانياس واللاذقية وحلب، تصاعدت الضغوط على الجامعة العربية لإحالة الأزمة السورية إلى مجلس الأمن الدولي في وقت تتجه فيه الأنظار إلى القاهرة حيث ينتظر وصول رئيس بعثة المراقبين العرب الفريق محمد مصطفى الدابي اليوم بعد أن كان مقرراً وصوله منذ أمس الأول، لعرض “تقرير حاسم” بشأن المشاهدات الميدانية للمراقبين على مدى الشهر الأول من مهمتهم في هذا البلد المضطرب. من جهته، قال مصدر دبلوماسي عربي مسؤول إن “كل المؤشرات الواردة من دمشق ومن عدد من العواصم العربية تفيد بأنه سيتم التمديد لبعثة المراقبين العرب ومضاعفة عددهم إلى نحو 300 مراقب”، في وقت وصل فيه رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون على رأس وفد من المعارضة في محاولة لإقناع الجامعة والاجتماع الوزاري العربي غداً الأحد، برفع الأزمة إلى مجلس الأمن للحصول على قرار يتيح إنشاء منطقة آمنة وفرض حظر جوي ويعطي قوة دفع دولية. من جهته، قال المتحدث باسم المجلس محمد السرميني أمس، أن وفد المعارضة سيصر على أن يتضمن تقرير الدابي نصوصا واضحة حول “إبادة وجرائم حرب”، مبيناً أن مجموعته تعد تقريراً موازياً لتقرير الدابي الذي سيبحثه وزراء الخارجية العرب غداً الأحد بعد مناقشته في اجتماع للجنة الوزارية المكلفة بمعالجة الأزمة السورية. وقال نشطاء إن قوات الأمن منعت إقامة صلاة الجمعة أمس، بالمسجد العمري في درعا جنوب البلاد وهي مهد الانتفاضة ضد حكم الرئيس بشار الأسد وذلك للجمعة الخامسة على التوالي. ففي دير الزور، أفادت لجان التنسيق المحلية أن قوات الأمن قامت بإطلاق النار والغاز المسيل للدموع على متظاهرين وأطلقت نيراناً كثيفة أمام مسجد عثمان لفض اعتصام قام به الأهالي لإعادة فتح المسجد بعد أن أغلقته قوات الأمن. كما أفادت أن الأمن أطلق النار لتفريق تظاهرة حاشدة في أريحا بمحافظة إدلب، بينما استخدم رشاشات متوسطة في مدينة انخل التابعة لريف درعا. وفي ريف دمشق، أكد المرصد أن تظاهرة ضمت نحو 15 ألف محتج خرجت من عدة مساجد في دوما وتجمعت في ساحة الجامع الكبير. كما اشارت اللجان التنسيقية إلى انتشار أمني معزز بعربات مصفحة في الشوارع الأساسية وقرب المساجد الرئيسية في داريا بريف دمشق. وفي غرب البلاد، شهدت بانياس واللاذقية الساحليتان انتشاراً أمنياً كثيفاً ومحاصرة بعض المساجد منعاً لخروج تظاهرات. وبالمنطقة نفسها، لفتت اللجان إلى انتشار أمني كثيف في الأحياء المنتفضة في جبلة وتطويق ساحة الحرية ومسجد أبو بكر الصديق. وفي حماة، أشارت اللجان إلى انتشار قناصة حول جامع عبدالرحمن بن عوف وانتشار أمني في الشوارع المحيطة”. كما خرجت تظاهرات حاشدة في معرة النعمان وبلدات وقرى أخرى بريف إدلب بمناطق شمال غرب البلاد، تطالب بإسقاط النظام والإفراج عن المعتقلين. وشهدت حلب تظاهرات في بلدة حيان وقرية بزاعة كما خرجت تظاهرة في حي المرجة بالمدينة . وقال المرصد إن اشتباكات دارات صباح أمس، بين مجموعة منشقة وقوات الأمن السورية التي كانت تقوم بإنزال علم الاستقلال الذي رفعه معارضون في إدلب. كما شهدت انخل التابعة لمحافظة درعا إطلاق نار من رشاشات متوسطة. وفي مظاهرة صغيرة مؤيدة للأسد قرب المسجد الأموي في دمشق، ردد شبان هتافات التأييد للرئيس السوري. وقال مجند في الجيش يدعى حسام يونس في التجمع الحاشد إنه يتعين على الأسد استخدام “القوة الكاملة” لسحق المتمردين المسلحين. وأضاف لرويترز أن الجيش يواجه صعوبات هائلة منهم في حمص وحماة موضحاً “لا نريد إصلاحات. نريد القضاء على هؤلاء الإرهابيين أولاً”. من جانب آخر، أعلن المرصد أن الجيش النظامي يستعد لشن عملية أخرى لاستعادة مدينة الزبداني ناحية الحود اللبنانية التي انسحب منها الأربعاء الماضي بعد الاتفاق على وقف للنار مع المنشقين والمتمردين المسلحين. ونقل المرصد عن أحد ناشطي المدينة أن الدبابات تتمركز في موقع قرب المدينة التي يسيطر عليها العسكريون المنشقون. كما طالب المرصد السلطات السورية بالكشف عن مصير القيادي المعارض محمد جبر المسالمة ( 70 عاماً) المعتقل منذ 14 يناير الحالي والإفراج الفوري وغير المشروط عنه”. وعبر المرصد أيضاً عن تخوفه على مصير السوري حسام أحمد النابلسي الذي اعتقلته أجهزة الأمن خلال كمين قرب قرية البيضا التابعة لمدينة بانياس في 31 ديسمبر الماضي مع مواطن يدعى محمد جلول. وعبر المرصد عن خشيته من أن يكون النابلسي قد فارق الحياة “بعد تسريب شريط من داخل المعتقل يظهر تعرضه للتعذيب الجسدي والنفسي على يد الأمن. ويتزامن تصعيد القمع للاحتجاجات السلمية، مع جهود دبلوماسية لإيجاد مخرج لوقف العنف في القاهرة حيث سيصل اليوم رئيس بعثة المراقبين ليرفع تقريراً عما شهده أعضاء بعثته المكونة من 165 فرداً منذ وصلوا إلى سوريا في 26 ديسمبر المنصرم. ومن المقرر أن يجتمع وزراء الخارجية العرب بالقاهرة غداً الأحد لتحديد ما إذا كان ينبغي تمديد البعثة أو إنهاؤها. ويقول منتقدون للبعثة إنها لم تقدم إلا غطاء دبلوماسياً للأسد ليواصل حملته ضد المحتجين. وقد وصل رئيس المجلس الوطني السوري إلى القاهرة أمس على رأس وفد من المعارضة وحث الجامعة العربية وأمينها العام نبيل العربي على إحالة الأزمة السورية إلى مجلس الأمن. وذكر بيان للمجلس أن الأزمة السورية وصلت إلى “منعطف حاسم” ولذلك تتطلب جهوداً مكثفة لنقلها إلى مجلس الأمن الدولي. وقال أحد أعضاء الوفد”سنلتقي المسؤولين بالجامعة وعلى رأسهم أمينها العام وعدد من الوزراء العرب المشاركين في اجتماعات اللجنة الوزارية الخاصة بسوريا”. وأضاف أن الزيارة تأتي “من أجل تفعيل التحركات الدولية لمنع النظام السوري من استخدام العنف ضد السوريين ومنع عمليات القتل المستمرة في ظل تواجد المراقبين العرب وإدخال الأمم المتحدة في الجهود الحالية لوقف العنف مع سرعة التحرك من أجل إنشاء منطقة آمنة وفرض حظر جوي في إطار تحرك دولي من أجل حماية المدنيين”.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©