الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أدب الرحلة يتقصى سيرة المكان السعودي والنيجيري

أدب الرحلة يتقصى سيرة المكان السعودي والنيجيري
23 يناير 2014 23:41
محمد وردي (دبي) - نظمت «ندوة الثقافة والعلوم» مساء أمس الأول، جلسة لمناقشة كتابي «إماراتي في نيجيريا» للشاعر طلال سالم الصابري، و«إماراتي في الرياض» للكاتب محمد المرزوقي، وذلك بمقر الندوة في الممزر بدبي. قدمت الجلسة وأدارتها الشاعرة شيخة المطيري، حيث عرضت سيرة الكاتبين، معتبرة أن كتابيهما يُغنيان المكتبة الإماراتية، ويقدمان إضافة جديدة لأدب الرحلات الماتع، الذي عبر عن اللهفة إلى هذا النوع من الأدب، والإقبال عليهما من القارئ الإماراتي، حيث يجري إعداد الطبعة الثالثة لأحدهما والثانية للآخر خلال ستة شهور أو يزيد قليلاً. استهل الحديث في الجلسة الكاتب محمد المرزوقي، فقال إن السؤال الذي كان يُطرح علي دائماً، هو: لماذا إماراتي في الرياض؟ وما هو الفرق بين البلدين؟ وكانت إجاباتي، أن العنوان لا يذهب إلى الحد الأقصى في التناقض بين البلدين، أو الواقعين بين السعودية والإمارات، وإنما يتناول بعض الفروق والاختلافات في المجتمعين، سواء على مستوى تركيب الشخصية الإماراتية والسعودية، أو على مستوى السلوك الاجتماعي العام في البلدين. ولاحظ الكاتب أن الصورة الذهنية المكونة لديه مسبقاً عن الشخصية السعودية، باعتبارها شخصية عَبوساً متجهمة وحادة الطباع، وجدها متطابقة مع الواقع في التماس الأول من خلال الشارع، ولكنه اعتبرها صورة ظالمة أو غير دقيقة. ويعتقد أن السبب الأول في رسم هذه الصورة الخاطئة بذهن العابر هم رجال «الهيئة»، الذين يُوحُون بلحاهم الطويلة وثيابهم القصيرة، ونظرتهم التي تقول إنهم مرتابون بكل شيء، وخاصة مضايقاتهم وتطفلهم على المارة، للتدقيق في هُوية «المُحَللْ والمَحْرَم» بين الذكور والإناث. بعكس ما اعتدنا عليه أو عرفناه عن «المطوع» أو الشيخ، كونه بسّاماً صَبوحاً رقيقاً دمثاً في كل الحالات. ويقول الكاتب بعد «رجال الهيئة»، إذا ما اقتربت من السعودي، ومع العِشرَةِ والأيام التي امتدت لتصبح سبع سنوات، تكتشف أن الشخصية السعودية العادية، لطيفة وقريبة من القلب. ويعتقد أنها تأتي بعد الشخصية المصرية، لجهة «خفة الدم» وروح الدُعابة، ويشبهها بالشخصية الأميركية. في حين يشبه الشخصية الإماراتية، بالشخصية البريطانية لجهة التحفظ، الذي يقترب من الصرامة والجدية. وهذا ما حمل الكتاب على عنوانه. نص مفتوح أما الشاعر طلال سالم، فقال عن تجربته في «إماراتي في نيجيريا» إن الكتابة السردية متعبة، وتحتاج إلى مجهود كبير، أكثر مما تحتاجه الكتابة الشعرية، وخصوصاً عندما تكون الكتابة، عن رحلة بدأت بقرار داخلي ذاتي، يدفع باتجاه التغيير الجذري لأسباب عدة يتعلق معظمها بالعمل. فكان التفكير بالمغادرة، والبحث عن مجال آخر، فجاءت الفرصة إلى أفغانستان، ولكنها لم تف بالغرض، فانتقلت إلى نيجيريا، وهناك وجدت منذ اللحظة الأولى في المطار، أنني أمام عالم مختلف، ومتخم بالمتناقضات والمخاوف الحقيقية، ليس بالمعنى الأمني فقط، وإنما القلق أيضاً من الأوبئة والأمراض. ويضيف سالم أنه بعد مغادرة المطار والاحتكاك مع الناس بالشارع والعمل، تراجعت المخاوف، وبدا أن الأمر أكثر سهولة، ويمكن التعايش معه، ما جعله يستمر في مهمته ستة شهور متواصلة. من جهتها، قدمت الكاتبة صالحة عبيد قراءة نقدية في الكتابين بعنوان «الذاكرة باعتبارها كائناً مكتوباً»، فاعتبرت أن تقنية السرد في نص «إماراتي في نيجيريا» تعتمد على الصوت الواحد مع حوارات سريعة، تراوحت بين الفصحى والعامية في مواضع بسيطة جداً، بينما روح الشاعر في الكاتب كانت مهيمنة على الإيقاع السردي للعمل، ويأتي ذلك من خلال استيعابه لأغلب المتغيرات في المكان، من خلال عبارات تميل إلى تكثيف المجاز والاستعارة حتى في وصف المدن التي شملتها الرحلة، مما أخرج التفاصيل لغوياً من رقابتها المعتادة ومنحها طابعاً جمالياً خاصاً، لكن النص بالمجمل يحتاج إلى التبحر أكثر في التفاصيل، لتقديم نيجيريا كبقعة جغرافية بشكل أعمق ربما. أما فيما يختص بالعمل الآخر «إماراتي في الرياض» لمحمد المرزوقي، فترى عبيد أن الإشارات إلى بعض التناقضات المجتمعية، التي كانت تبرز على السطح من حين إلى آخر، جاءت بشكل موفق ومثر للعمل. ما يمد المتلقي ببعض المعلومات، وهي نقطة إيجابية تحسب للكاتب، حيث لم يذكر مسألة إلا وتلاها تفصيلها أو تحليلها وفق رؤيته أو مفهومه. ولكن رغم المدخل التاريخي للكتاب، الذي يوضح أن الكاتب قد أجرى بحثا مرجعيا شاملا حول مكونات المجتمع والمكان السعودي، جاءت بعض الإسقاطات، التي لا تتلاءم مع الطبيعة الأدبية للنص، مثل التأملات بمسألة التنمية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©