الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

معارك عنيفة حول مدينة بانتيو بجنوب السودان

16 أغسطس 2014 00:15
اندلعت معارك ضارية أمس من حول مدينة بانتيو بولاية الوحدة في شمال جنوب السودان رغم تلويح الأمم المتحدة بعقوبات اذا استمر النزاع الذي يدخل شهره التاسع، وفق ما أفاد متمردون وعاملون في المجال الإنساني ودبلوماسي. وتعد ولاية الوحدة منذ بداية النزاع في ديسمبر الماضي أحد أكبر ميادين المعارك لا سيما بانتيو التي سيطر عليها كلا الطرفين مراراً، وشهدت مجازر عرقية مروعة وباتت مدرة مهجورة. وتحدث لول رواي كوانق الناطق العسكري باسم المتمردين بقيادة نائب الرئيس السابق رياك مشار عن معارك في جنوب وشرق بانتيو عاصمة ولاية الوحدة النفطية وكذلك في بلدة ايود بولاية جونقلي الشرقية. وأكد أن هذه المعارك تشكل بداية «هجوم حكومي متوقع منذ مدة طويلة». وقال الناطق باسم جيش جنوب السودان اللفتنانت كولونيل جوزف مارييه صموئيل لوكالة فرانس برس بعد ظهر أمس إن «هناك معارك ما زالت دائرة حتى الآن». وأضاف «أنه استمرار لانتهاك وقف إطلاق النار»، مؤكداً أن قوات جنوب السودان ردت «للدفاع عن النفس». وأكد الناطق باسم الجيش أيضاً أن المتمردين هاجموا فجر أمس المواقع الحكومية في ايود لكن تم صدهم انتهت المعارك منذ الصباح. وقال تيموثي نقيواي الموظف في منظمة كير غير الحكومية في بانتيو : «سمعنا دوي قصف مدفعي كثيف صباح اليوم(أمس)»، موضحاً أن الموظفين لجأوا الى مخابئ قبل استئناف العمل والمعارك تبدو بعيدة. وقال مسؤول رفيع من الأمم المتحدة في القاعدة أن المتمردين اشتبكوا مع القوات الحكومية على بعد 300 متر الى الغرب من مطار روبكونا الصغير الذي يبعد نحو ستة كيلومترات الى الشمال من بانتيو. ولم يتضح من بدأ القتال. من جانبه أكد السفير البريطاني في جوبا يان هيوز حدوث مواجهات حول بانتيو. وقال إن الوضع «مخيب للآمال» بعد يومين من زيارة ممثلي الدول الخمس عشرة الأعضاء في مجلس الأمن الدولي الى جنوب السودان. وأجرى الوفد محادثات مع زعيمي المعسكرين رئيس جنوب السودان سيلفا كير ونائبه السابق رياك مشار. وقال السفير البريطاني في الأمم المتحدة مارك لايل غرانت الذي يتولى حالياً رئاسة مجلس الأمن الدولي «أجرينا محادثات مع الرئيس (جنوب السودان سيلفا) كير و(نائبه السابق) رياك مشار لكننا لم نسمع منهما شيئاً يجعلنا نأمل في اتفاق سريع في محادثات أديس أبابا». والتقى ممثلو الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن الدولي كير الثلاثاء في جوبا قبل التحادث عبر اتصال فيديو مع مشار الذي انتقل الى التمرد في ديسمبر مع قسم من الجيش. وقال لايل غرانت أن هذه المحادثات «مخيبة للآمال». وأضاف أن «كلاهما أقر بأنه لا حل عسكرياً للأزمة لكن مواقفهما ما زال متباعدة جداً». وأكد غرانت أن وفد مجلس الأمن الدولي أبلغ بشكل واضح كير ومشار بأنه «ستكون هناك عواقب للذين يقوضون عملية السلام ولا يريدون وضع مصالحهم الشخصية جانباً لمصلحة الشعب». من جانبه قال السفير البريطاني في جنوب السودان إن «الوضع أصلاً ميؤوس منه»، و«على المسؤولين السيطرة على قواتهما». وتعذر الاتصال بجيش جنوب السودان في الوقت الراهن . وفي قاعدة الأمم المتحدة في بانتيو التي تغمرها الأحوال خلال موسم الأمطار يتكدس أكثر من أربعين ألف شخص فروا من أعمال العنف، وكذلك وخصوصاً من قلة الطعام في ظروف اعتبرتها منظمة أطباء بلا حدود «رهيبة». وقالت المنظمة إن ثلث اللاجئين في القاعدة هم أطفال تقل أعمارهم عن خمس سنوات يموت كل يوم واحد منهم. ولجأ حوالى مئة ألف شخص الى قواعد الأمم المتحدة في مختلف انحاء جنوب السودان خوفاً من الخروج والتعرض الى المجازر بسبب انتماءاتهم العرقية. وسقط آلاف بل عشرات آلاف الأشخاص قتلى ونزح أكثر من 1,5 مليون شخص من منازلهم بسبب النزاع الذي اندلع في 15 ديسمبر 2013 داخل جيش جنوب السودان الذي تزعزعه خصومات سياسية قبلية تفاقمت مع العداوة الشرسة بين سيلفا كير ورياك مشار على رأس النظام. وانضمت ميليشيات قبلية الى المعارك التي تخللتها مجازر وفظاعات قامت على أسس قبلية، تركت في المجاعة سكان أحدث دولة في العالم استقلت في يوليو 2011 بعد حرب دامت عقوداً ضد الخرطوم. والمحادثات التي بدأت في يناير في أديس أبابا لم تثمر حتى الآن فيما انتهت مهلة الستين يوماً التي تعهد كير ومشار خلالها بتشكيل حكومة وحدة الأحد من دون تحقيق أي نتيجة. وبالرغم من اتفاقين لوقف إطلاق النار تم التوصل اليهما في يناير ومطلع مايو، فإن المعارك المترافقة مع مجازر ذات طابع قبلي ما زالت مستمرة في الدولة الفتية المستقلة فقط منذ يوليو 2011 بعد عقود من النزاع الدامي مع الخرطوم. (جوبا - وكالات)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©