إعداد ـ عدنان عضيمة:
غالباً ما ينطوي الابتكار والاختراع في قطاع خدماتي معين على الفوائد الجمّة لقطاعات أخرى· ولا شك في أن مخترعي أجهزة الصراف الآلي للأموال ما كانوا يعلمون أنها ستجد استخداماتها العملية المفيدة في الأكشاك الإلكترونية للمطارات· وسوف تتكفل هذه الأكشاك بإنجاز كافة الأعمال التي كان يتولى إنجازها موظفو شركات الخطوط الجوية كاستخراج بطاقة الركوب ووزن الحقائب وتحديد المقعد على الطائرة والتحقق من صلاحية جواز السفر والفيزا· ويقول تقرير صدر مؤخراً عن المنظمة العالمية للنقل الجوي (إياتا) إن هذه الأكشاك سوف توفر على شركات الخطوط الجوية 2,50 دولار عن كل (عملية تحقق) check-in وأكثر من مليار دولار سنوياً بالنسبة لكافة الشركات العضوة في (إياتا) في حالة تطبيق النظام بنسبة 40 بالمئة على المستوى العالمي· ويعرف النظام باسمه الإنجليزي المختصر CUSS المختصر عن العبارة: Common Use Self Service، وهو يشكل منصّة إلكترونية تسمح باستخدام تذكرة السفر بنفس الطريقة التي تستخدم فيها البطاقة البنكية الإلكترونية للصراف الآلي· ويذكر أن (إياتا) حددت تاريخ نهاية العام المقبل 2007 كموعد أخير للإطلاق العمومي للتذاكر الإلكترونية للسفر الجوي·
وسبق لبعض شركات الخطوط الجوية أن أطلقت العمل بالأكشاك الإلكترونية الخاصة بها، إلا أن هناك فرقاً بينها وبين أكشاك النظام الجديد؛ ففي هذا النظام يكون الكشك الإلكتروني الواحد صالحاً لإنجاز كافة الإجراءات المتعلقة بكل شركات الخطوط الجوية، وهذا يوفر المزيد من التكاليف والأوقات· ومن المهم أيضاً الإشارة إلى أن نظام CUSS يعتمد معايير تقنية إلكترونية عالمية تم إدراجها ضمن نظام (V 0.1) المبني بشكل خاص لمنظمة (إياتا)، وابتدع منذ شهر مايو من عام 2003؛ وهو يمثل منصّة لتشغيل البرنامج التطبيقي المتعلق بمستندات السفر الجوي·
وسبق لنظام الأكشاك الإلكترونية للسفر الجوي أن استخدم في مطاري فانكوفر بكندا ولاس فيجاس في الولايات المتحدة بين عامي 2003 و2005؛ وأصبح هذان المطاران نموذجين لدراسة فوائد استخدام النظام لأن مجموع عدد بطاقات الركوب التي صرفاها خلال هذه الفترة بلغ 6 ملايين، ويمثل هذا الرقم نسبة 20 بالمئة من مجمل الحركة الجوية التي شهداها خلال هذه الفترة· وفي شهر ديسمبر من عام ،2005 بلغ عدد المطارات التي استفادت من النظام 16 مطاراً و30 شركة للخطوط الجوية إلا أن كل واحدة من هذه الشركات كانت تستخدم نسخة النظام الخاصة بها وليس النسخة العمومية التي سيجري تعميمها قريباً·
وأما فيما يتعلق بالفوائد المترتبة عن استخدام النظام بالنسبة لشركات الخطوط الجوية فتتلخص في توفير الموظفين الاختصاصيين من ذوي الرواتب المرتفعة، كما يخفض من الوقت اللازم لإنجاز الخدمات الأرضية ويسمح بتحقيق انتظام أكبر في مواعيد إقلاع وهبوط الطائرات؛ وربما كان الأهم من كل ذلك أنه يمنع الازدحام وتجمع المسافرين في الطوابير داخل حرم المطارات ويخفض مجمل التكاليف على شركات الخطوط الجوية·
ويتألف نظام الكشك الإلكتروني العمومي للخدمة الذاتية من منصّة تحمل التطبيقات الإلكترونية الخاصة بكل واحدة من شركات الخطوط الجوية· ويمكن للمسافر أن يختار الشركة الناقلة التي يكون قد اشترى منها التذكرة لتنفتح أمامه كل التطبيقات التي يرغب في إنجازها كاختيار المقعد المناسب واستخراج بطاقة الركوب· وتتألف المنصة ذاتها من كمبيوتر وقارئة مغناطيسية للتذاكر الإلكترونية وشاشة تعمل باللمس وطابعة لبطاقات الركوب·
ويكون السؤال المطروح: كيف يمكن لشركة خطوط جوية أن تشترك في خدمات النظام؟·
عندما تتخذ الشركة قراراً بهذا الشأن، يتحتم عليها قبل كل شيء التفاهم مع سلطات المطار للنظر فيما إذا كان هناك مشروع لتعميم استخدام النظام فيه· ويمكن التحقق من ذلك أيضاً من خلال الاتصال بممثل (إياتا) في الدولة التي تتبعها الشركة· وإذا لم تكن هناك أي نية لتطبيقه، يمكن التقدم إليها بطلب يتعلق ببناء الكشك الإلكتروني·
عدد اليوم
