«صير بني ياس» تثري الحياة البرية ضمن نظام بيئي متكامل

يخوض زوار متنزه الحياة البرية العربية في جزيرة صير بني ياس تجربة الحياة البرية الطبيعية ذات النظام البيئي المتكامل من خلال مشاهدة مختلف الحيوانات المفترسة والأليفة من مسافة قريبة وهي تمارس حياتها اليومية في انحاء الجزيرة. ومع دخول الجزيرة، التي تؤوي أكثر من 4500 حيوان، عامها الثاني، أعلنت جزر الصحراء عن استقبال زوج من قطط “العنّاق” نوع Caracal Lynxes أو “وشق العنّاق”، في متنزه الحياة البرية العربية. وتخضع القطتان حالياً لمرحلة إعادة التأهيل للحياة البرية بعد أن ولد لهما هران بعد وقت قصير من وصولهما إلى المتنزه. ويأتي وصول قطط “العنّاق” إلى الجزيرة بعد النجاح الذي تكللت به جهود إدخال الضباع المخططة والفهود الصيادة في وقت سابق من هذا العام وتوالدها في الجزيرة. ويعد العنّاق حيوانا من فصيلة السنّوريات، اسمه بالإنجليزية كراكال (Caracal) ويعرف محلياً بأسماء متنوعة منها الوشق والتفّة والعنجل. وأضاف القائمون على المتنزه العنّاق لاستكمال برنامج الحيوانات المفترسة في النظام البيئي والذي يضم حاليا الفهد الصياد والضبع المخطط. ويتغذى العنّاق، الذي يمتاز بسيقان طويلة وذيل قصير على بعض الثدييات الصغيرة والطيور البرية مثل الطاووس والدرّاج والدجاج الحبشي والحجل، فيما تتجه الفهود والضباع نحو فرائس أكبر مثل الغزال. ونادراً ما يمكن مشاهدة العنّاق في البرية، لذا قام فريق الحفاظ البيئي في جزر الصحراء بتزويدها بطوق لتحديد المواقع وفق نظام GPS، وبذلك يمكن تعقبها بسهولة. وستكتسب قطط العنّاق تدريجياً مهارات الصيد، قبل أن يتم إطلاقها في وقت لاحق من السنة في متنزه الحياة البرية العربية لتتجول بحرية. وستكون هذه العملية مماثلة لعملية إعادة إطلاق الضباع والفهود التي قامت بها جزر الصحراء بنجاح العام الماضي. ويتضمن النظام البيئي لمتنزه الحياة البرية العربية أيضاً الضبع وابن آوى الذهبي، وهي كحيوانات لاقطة أولية وثانوية تحتل مستويات غذائية أدنى في السلسلة الغذائية من المفترسات الأولية والثانوية (أي الفهد والعنّاق). ومن خلال إدخال العنّاق في النظام البيئي لمنتزه الحياة البرية العربية، سيتم التقدم إلى مستوى جديد على طريق إنشاء وحدة بيئية متوازنة وطبيعية بالكامل في جزيرة صير بني ياس. ويبلغ ارتفاع كتفي العناق حوالي 40 سنتمترا، وتزن الذكور عادة من 13 إلى 18 كيلوجراما، بينما تزن الإناث حوالي 11 كيلوغراما. والعنّاق هو ثاني أكبر القطط البرية بعد الفهود على الجزيرة. ويصنف العنّاق ضمن أدنى فئة من الحيوانات المهددة بالانقراض في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة والموارد الطبيعية IUCN، وتم إدراجه في الملحق الثاني (أدرج العنّاق الآسيوي في الملحق الأول) من اتفاقية السايتس CITES (الاتفاقية الدولية لمكافحة الاتجار بالحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض). ويبلغ متوسط عمر العنّاق في البرية 12 عاماً، ويزداد في المحميات إلى 17 عاماً. ويستطيع العنّاق العيش دون ماء لفترة طويلة، حيث يحصل على حاجته من العصارات الموجودة في أجساد طرائده. وإلى جانب وصول قطط العناق، أصبح بإمكان ضيوف الجزيرة مشاهدة الزرافات المرقطة في الجزيرة من مسافة قريبة وهي تسرح في المحمية التي أعدت خصيصاً لها، وذلك بفضل استحداث منصة جديدة مرتفعة تتيح للضيوف مشاهدة والتقاط أفضل الصور للزرافات دون إزعاجها. ويوجد أكثر من خمسين زرافة مرقطة في جزيرة صير بني ياس، تم جلبها منذ أكثر من 30 عاماً بتوجيهات من الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيّب الله ثراه، لحمايتها من خطر الانقراض. ويبلغ عمر بعض الزرافات 25 عاماً، ويولد سنوياً على جزيرة صير بني ياس ما بين 4 و 8 زرافات في المتوسط. ويحتل متنزه الحياة البرية العربية نصف المساحة الإجمالية للجزيرة. ويجري تطوير المتنزه على أربع مراحل، بدءاً بإطلاق أكثر من 10 آلاف حيوان في البرية، ثم الفصل بين الحيوانات البرية الأصيلة والمهاجرة، وهو برنامج من المقرر أن يكتمل بنهاية العام 2010.