هدوء نسبي في معارك شمال اليمن

شهدت المواجهات المسلحة بين الجيش اليمني والمتمردين الحوثيين بمدينة صعدة أمس الجمعة “هدوءاً نسبياً” مع قيام لجنة برلمانية خاصة بتقصي الأوضاع في مخيمات النازحين، فضلاً عن زيارة بعض المقار الحكومية. وقال مصدر محلي بمدينة صعدة لـ(الاتحاد)، إن الاشتباكات بين الجيش والمتمردين “هدأت صباح الجمعة في أكثر من منطقة بمدينة صعدة وضواحيها”، معللاً ذلك بالزيارة الميدانية التي تقوم بها لجنة برلمانية مكونة من 13 عضواً بمجلس النواب. من جهته أوضح مصدر مسؤول بالسلطة المحلية بمحافظة صعدة لـ(الاتحاد) أن هدوء الأوضاع “غير مرتبط بمهمة اللجنة البرلمانية”، معتبراً المواجهات مستمرة “لكنها هدأت لأسباب قد تكون عسكرية”. وحول مهـــمة اللجنة البرلمانيــة الميدانية، قال رئيس لجنة العـــلاقات الخارجيـــة بالبرلمان اليمني الـنائب نبيل باشا لـ (الاتحاد)، إن “المجلس شكل اللجنة لبحث ما يدور في صعدة وتقصي الحقائق في عدة جوانب”، منها الحرب والخدمات الإنسانية للنازحين والأداء الحكومي للأجهزة التنفيذية. وأضاف باشا : “لا شك أننا نتفاءل بأن تسعى اللجنة إلى إعادة الأمن والاستقرار في المحافظة وحقن دماء اليمنيين”، معتبراً إيقاف الحرب مهمة مقدسة لأي برلمان. ونسبت وسائل إعلام حكومية أمس إلى محافظ صعدة حسن مناع قوله إن أكثر من 1500 مدني قتلوا برصاص المتمردين الحوثيين منذ اندلاع الحرب السادسة في أغسطس الماضي، مشيراً إلى أن عدد النازحين في مدينة صعدة فقط بلغ 250 ألف نازح “وهناك نحو 100 ألف نازح في مخيم المزرق بمنطقة حرض بمحافظة حجة”. واعتبر محافظ صعدة إعلان المتمردين قبولهم بشروط الحكومة اليمنية لوقف العمليات العسكرية “كذب وخداع”، حسب قوله. من جهة أخرى، أعلنت وزارة الداخلية اليمنية، أمس الجمعة، اعتقال خمسة من أنصار “الحراك الجنوبي” في حضرموت ولحج وشبوة. ويطالب “الحراك الجنوبي” بانفصال الجنوب اليمني عن شماله بعد 19 عاماً من تحقيق الوحدة الوطنية بين شطري البلاد في مايو 1990. وذكر مركز الإعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية أن الأجهزة الأمنية اعتقلت ثلاثة أشخاص بمدينة الشحر بمحافظة حضرموت “على خلفية قيامهم بقذف مطعم أحد المواطنين من محافظة تعز بالحجارة والتسبب بخسائر مادية بالمطعم, بالإضافة إلى مشاركتهم في أعمال شغب”. وأوضــح المصــدر ذاته أن الأجهــزة الأمنــية بمحافظـــة لحج اعتقلت شخصاً بمدنية الحوطة “على خلفية مشاركته مع مجاميع أخرى خارجة عن القانون في أعمال شغب وتحدي السلطات أسفرت عن إصابة رجل أمن”. كما اعتقلت الأجهزة الأمنية بمحافظة شبوة أحد عناصر “الحراك الجنوبي” في مدينة حبان بتهمة “إطلاق النار على أحد جنود الأمن المركزي الشهر الماضي”. خبير أميركي يدعو الكونجرس لتقديم مساعدات أميركية لليمن صنعاء (رويترز) - قال معهد كارنيجي لدراسات السلام الدولي إن الولايات المتحدة يجب أن تزيد مساعداتها لليمن بغرض حمايته من الانهيار بدلاً من التركيز فقط على المساعدة في محاربة القاعدة هناك. وقال معهد كارنيجي للكونجرس الأميركي “من الضروري أن تتخذ واشنطن تناولا كلياً نحو اليمن، وعلى الرغم من أن الهم الرئيسي للسياسة الخارجية الأميركية تجاه اليمن منذ 2001 كان الأمن ومكافحة الإرهاب فإن الوضع الأمني المتدهور في البلاد هو نتيجة لمشكلات لا صلة لها بالأمن”. وقال كريستوفر بوسيك من معهد كارنيجي في شهادة مكتوبة “من مصلحة واشنطن أن ترتبط باليمن في موضوعات أخرى وهو ما سيساهم بشكل غير مباشر في تحسين الأمن الداخلي”. وقال كارنيجي إن زيادة المساعدات إلى اليمن وليس فقط الدعم الأمني المتزايد سيساعد على “منع انهيار الدولة إلى جانب موازنة الخيارات الاقتصادية الصعبة التي يجب اتخاذها في اليمن بينما يستعد إلى الانتقال إلى اقتصاد ما بعد النفط”. وقال المعهد إن على الولايات المتحدة أيضا أن تساعد اليمن على اتباع نظام قانوني أكثر حزماً من أجل وقف الإسراف في استهلاك المياه مع استنفاد مخزونات المياه في عدد من أنحاء البلاد. ومن أجل تحقيق هذا الهدف يجب تشجيع اليمن على البدء في استيراد القات وهو مخدر متوسط القوة يهيمن على الحياة في اليمن من شرق أفريقيا حيث تستهلك زراعته نسبة كبيرة من المياه. وقال كارنيجي “تستخدم مساحات كبيرة من الأرض في زراعة القات” إلى درجة أن اليمن الآن أصبح مستورداً لجميع المواد الغذائية. وأضاف المعهد أن على المزارعين اليمنيين أن يتحولوا إلى زراعة الحبوب ومواد غذائية أخرى